نداء ورجاء
تكرّرت صور الرؤوس المقطوعة. بالأمس كان علي السيد واليوم عباس مدلج. صور تثير النفور والخوف، وبالتالي لا تحترم الموت. صور تقشعر لها الأبدان وتُذهب العقول. وفي كلّ مرة يُطلب من الجميع عدم نشر هذه الصور احتراماً لحرمة الشهداء واحتراماً لمشاعر الأهل، وخصوصاً كي لا نساهم بنقل ثقافة «داعش» الإجرامية ومساعدة هذا التنظيم الإرهابي بالترويج لأعماله. إلا أنّ مواقع التواصل الاجتماعي، ومع كل حادثة ذبح، تلتهب بهذه الصور بطريقة جنونية، لا بل يفاخر البعض بالتضامن مع الشهداء عبر نشر صورهم، ويتبارون بنشر صور أكثر تأثيراً.
طريقة بشعة في التنكيل بالجثث ولا أحد يفهم أن هذه الطريقة تخدم الدواعش الذين يعشقون رؤية الدم. هنا نداء ورجاء من الزميلة في «قناة الميادين» ضياء شمس بعدم الترويج لثقافة «داعش» والتوقف عن نشر الصور، ووافقها البعض على رأيها، فيما اعترض آخرون، معتبرين أن هذه الوسيلة مهمة لنعرّف الجميع على إجرام «داعش».
كلنا يعرف إجرام «داعش»، وكلنا نعرف أن هؤلاء لا يعرفون معنى الإنسانية ولا يفقهونها، يريدون منّا الترويج لإجرامهم ويخضع البعض لسياستهم. لذا رجاء منّا أيضاً بالتوقف عن ذبح الشهداء مرّات عدّة، والسماح بالتنكيل بجثثهم. فليبقوا شامخين شموخ الأرز وليظهروا ببزاتهم وخوذاتهم، فهذا عزّهم وشرفهم.