اجتماع «الناتو» في بروكسل: روسيا على رأس الاهتمامات
أعلنت السفارة الروسية في مدريد، أن بلادها سحبت طلب إذن لدخول مجموعة سفن حربية روسية، تابعة لأسطول الشمال، مرافقة لحاملة الطائرات «أدميرال كوزنيتسوف» إلى مرفأ سبتة الإسباني، للتزود بالوقود.
جاء ذلك، بعد ساعات على إعلان وزارة الخارجية الإسبانية، أمس، إن الحكومة الاسبانية تنظر في طلب روسيا دخول مجموعة السفن الحربية التابعة لها، للتزود بالوقود من جيب سبتة، التابع لاسبانيا في شمال أفريقيا. وقالت: إن طلبات التوقف التي قدمت في الآونة الأخيرة، يتم النظر فيها حاليا استنادا إلى المعلومات التي نتلقاها من حلفائنا ومن السلطات الروسية. وإنها دأبت على السماح للسفن الروسية بالتوقف في موانئها لسنوات، لكنها تعاملت مع الطلبات الحالية على أساس فردي.
وتأتي التصريحات الاسبانية لتنفي دخول المجموعة الروسية إلى ميناء سبتة، في وقت سابق. ولتهدء من موجة الانتقادات الشديدة، التي تعرضت لها مدريد من قبل سياسيين وعسكريين في الغرب، بسبب «سماحها لمجموعة السفن الحربية الروسية المتوجهة إلى البحر المتوسط بدخول ميناء سبتة للتزود بالوقود والإمدادات».
وأشارت التقارير الإعلامية السابقة، إلى أن المجموعة الحربية الروسية، التي تضم ثماني قطع بحرية بقيادة الطراد الثقيل حامل الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف»، دخلت ميناء سبتة الإسباني، بعد عبورها مضيق جبل طارق.
وفي السياق، قال وزير الدفاع البريطاني السابق، جيرالد هوفارت، إن قرار إسبانيا «غير مناسب تماما»، بينما وصف القائد السابق للقوات البحرية البريطانية، آلان ويست، هذا القرار في ظروف العقوبات على روسيا، بأنه «استثنائي».
من جهتها، أعربت الخارجية البريطانية عن قلقها بشأن قرار مدريد، على خلفية «قلق الجميع بشأن النشاط العسكري الروسي». في حين اعتبر رئيس وزراء بلجيكا السابق، غي فرهوفستادت، سماح إسبانيا بدخول السفن الحربية الروسية لمينائها «أمرا فاضحا».
وسبق للأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن أعلن، أن كل دولة، من دول الحلف، تقرر بنفسها السماح، أو عدم السماح، للسفن الروسية بالدخول إلى موانئها. لكنه أضاف، في وقت سابق، أنه لا يرى أي مشكلة في تزويد السفن الروسية بالوقود والإمدادات الغذائية. وأنه يحق للسفن الحربية أن تحصل على إمدادات في أي دولة. معربا في الوقت ذاته، عن قلقه بشأن احتمال استخدام الطراد الروسي الثقيل «الأميرال كوزنيتسوف» لتوجيه ضربات إلى حلب.
وأوضح أمين عام «الناتو»، أن سياسة الحلف منذ سنوات طويلة، تكمن في تأكيد حق كل دولة في اتخاذ قرار مستقل حول تزويد سفن أجنبية بالوقود. لكنني أعرب عن القلق من إمكانية استخدام حاملة الطائرات الروسية والسفن المرافقة لها، لتكثيف الضربات على حلب. وأنني أرسل إشارة بهذا الشأن إلى دول الحلف كافة.
كما أكد ستولتنبرغ، أن وزراء دفاع الحلف، سيبحثون خلال لقائهم المقبل في بروكسل، نشر روسيا لمنظومات صواريخ «إسكندر-إم» في مقاطعة كالينينغراد وهي جيب روسي يحد ليتوانيا وبولندا. وشدد على أن الصواريخ التي تطلقها هذه المنظومات العملياتية التكتيكية، يمكن تزويدها برؤوس نووية.
وفي هذا السياق، تحدث ستولتنبرغ للصحافيين عن القرارات الخاصة بتعزيز وجود «الناتو» في أوروبا الشرقية، قرب حدود روسيا، واصفا القرار بنشر أربع كتائب أطلسية في دول البلطيق وبولندا، بأنه إجراء «دفاعي ومتزن». مشيراً إلى أن وزراء الدفاع سيبحثون أيضا، تعزيز وجود الحلف في منطقة البحر الأسود وكيفية نقل القوات إلى الجناح الشرقي للأطلسي.
وعلى الرغم من تأكيده اتخاذ هذه الإجراءات، أصر ستولتنبرغ على ادعائه بأن «الناتو» يسعى لبناء علاقات بناءة مع روسيا، معتبرا أنه لا يوجد أي تعارض بين مواصلة الحوار وتعزيز الدفاعات.
وحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن مجموعة السفن الروسية المتوجهة إلى البحر المتوسط، تضم: الطراد الثقيل الحامل للطائرات «الأميرال كوزنيتسوف»، الطراد الثقيل الصاروخي النووي «بطرس الأكبر»، السفينتين المضادتين للغواصات «سيفيرومورسك» و«الأميرال كولاكوف»، إضافة إلى سفن أخرى. وأن الغرض من تحركها تأمين الوجود البحري الروسي في المحيط العالمي.
وفي شأن متصل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أنه لا يوجد من بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، موقف موحد بشأن السياسة تجاه روسيا. وقال: يجب علينا الحفاظ على الوحدة في علاقاتنا مع روسيا. وأن بناء وحدة الاتحاد الأوروبي، عملية صعبة، إن لم تكن بشعة. لكن لا يوجد بديل لهذا.
وفي كلمة له في الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي، في ستراسبورغ، أمس، أضاف توسك: إذا أراد الاتحاد الأوروبي انتهاج سياسة فعالة تجاه روسيا، فنحن أولاً ينبغي أن نكون موحدين باسم الاتحاد الأوروبي. وذلك، في تعليق له على نتائج قمة الاتحاد الأوروبي في 20-21 الحالي، في بروكسل، حيث ناقش الأعضاء العلاقات مع روسيا، لكن لم يتم التوافق على تبني عقوبات جديدة.