حماس القطرية… لا للمقاومة نعم للتفاوض المباشر مع «إسرائيل»!
د.نسيب حطيط
صرح وزير الخارجية القطري السابق محمد بن جاسم بتاريخ 31/12/2011 بأن حركة حماس قد انتهت كحركة مقاومة مسلحة لأنها لن تجد من يحتضنها بعد خروجها المؤكد من سورية!
وقال موسى أبو مرزوق المسؤول في حماس «بأن التفاوض مع «إسرائيل» ليس محرماً شرعاً وأن الحركة قد تجد نفسها مضطرة إلى ذلك».
وشكر خالد مشعل تركيا عضو الناتو والحليف الإستراتيجي لـ«إسرائيل» وقطر المعروفة العلاقات مع «إسرائيل» لدورهما في دعم المقاومة في غزة وشكر إيران على اتصالها متضامنة مع المقاومة!!
ونسي شكر الملك حسين وإسحق رابين لدورهما في إنقاذ حياته في حادثة السم المزعومة التي قام بها الموساد «الإسرائيلي» والتي هدد الملك حسين الحكومة «الإسرائيلية» بالويل والثبور إن لم تحضر «الترياق» لشفاء خالد مشعل!!
انقلبت حماس على السلطة الفلسطينية وسيطرت على غزة ولم تراع الديمقراطية وتصرفت كما تصرفت الأنظمة العربية في ما يسمى بالربيع العربي وكان ذلك حلالاً!!
الرئيس الفلسطيني على مشارف الثمانين من العمر واحتلال فلسطين على مشارف السبعين والأمة إلى تفرق وتشتت… فلماذا لا تبادر «حماس القطرية» للإمساك بالسلطة وتلغي الثنائية القائمة السلطة وحماس وطالما أن المال القطري يوفر رواتب الموظفين فتتخلى «حماس القطرية» عن المقاومة وتسرح مقاتليها لتسهل انضمامهم إلى قوى المعارضة المسلحة في الربيع العربي لدعم الإخوان المسلمين الذين فشلوا بالاحتفاظ بالسلطة في مصر وفشلوا في إسقاط النظام والدولة في سورية ولتحقيق التوازن مع المقاومة في لبنان ثم الانقلاب عليها لتسهيل التوطين وتقوية النفوذ القطري على حساب النفوذ السعودي والرابح الأساسي العدو «الإسرائيلي»… لا بنادق مقاومة بل بنادق فتنة شعارها حقوق أهل السنة والرئيس الفلسطيني المقبل خالد مشعل.
موسى أبو مرزوق كاسحة الألغام القطرية المقيم في أميركا سابقاً يطلب من حزب الله عبر الصحف وبطريقة سرية أن يبادر لفتح جبهة الجنوب اللبناني دعماً لغزة، والرئيس مشعل ينكر أي دور لحزب الله أو إيران أو سورية في تسليح وتدريب المقاومة في غزة. فهل كان تصريح أبو مرزوق محاولة لتوريط المقاومة في لبنان أو لشتمها كما يشتهي أبو مرزوق وأسياده!!
الصراع الداخلي في حماس في ذروته بين جناحي المقاومة في الداخل وبين الجناح السياسي القطري وقد ظهر بوضوح أثناء العدوان «الإسرائيلي» ومفاوضات القاهرة حتى اضطر القائد العسكري للقسام المجاهد محمد ضيف أن يعلن أن الميدان هو المقرر وليس المفاوضين في القاهرة وبعدها اغتيل القادة الثلاث في رفح!!
يوغل الجناح القطري في حماس باستفزاز محور المقاومة فينكر دعمها ويعلن أن الصواريخ والطائرات والعتاد من صنع غزة وليس لإيران وحلفائها أي دور… يمتنع عن شكر محور المقاومة ويشكر تركيا التي تزود طائرات العدو بالوقود لقصف غزة. ولعله يستفز محور المقاومة فيقطع المساعدات والتدريب عن غزة وبما أن حلفاءه الأتراك والقطريين لن يقدموا رصاصة للمقاومة فتسهل عليه فرصة القضاء على المقاومة ويهرول نحو المفاوضات المباشرة كما قال أبو مرزوق الذي «أفتى» بأن المفاوضات المباشرة ليست «محرمة شرعاً»، فالقرضاوي تحت الطلب يفتي كما يشاء الأمير ووفق العطاء المرسل!!
لكن حماس القطرية نسيت أن محور المقاومة لا يدعم القضية الفلسطينية ليشكره أهلها، بل كواجب ديني وإنساني وأخلاقي وإن تراجعت حماس عن المقاومة فهناك فصائل مقاومة فلسطينية شريفة تكمل الطريق والجهاد وستنال الدعم اللازم كما نالته حماس ولتقرأ حماس تاريخ من تخلى عن المقاومة وما خسره وستخسر حماس ما خسره المنهزمون وسيستبدلها الله بقوم آخرين أشد بأساً ووطنية ولن ينفعها مال قطر ولا دعم أردوغان المتحالف مع «داعش» وأخواتها والمتخاذل عن قتالهما وفق تبادل أدوار بينه وبين سيده الأميركي ولن يفوز أردوغان بالانتساب للإتحاد الأوروبي مهما قدم من الخدمات فسيبقى أردوغان لاجئاً غير مرغوب فيه أوروبياً وكذلك حماس لن يقبلها الغرب مهما بدلت جلدها وسيرجمها كما رجم الإخوان بعد تحالفه معهم عندما فشلوا بتنفيذ المهام المطلوبة وهي إسقاط الأمة وتقسيم العالم العربي وتشويه الإسلام.
سورية المقاومة لن تسقط وإن دعم الإخوان المسلمين وقطر جبهة الجولان بالتنسيق مع نتنياهو والمقاومة في لبنان لن يقوى على هزيمتها عملاء الداخل المتعددي الجنسيات ذو أصول عربية وكذلك إيران التي صمدت طوال ثلاثين عاماً على الحصار… حتى لو انتكس محور المقاومة فيكفيه شرفاً أنه يقاتل حتى آخر رصاصة ولا يستسلم أو يتنازل ولن يقدر العملاء أصحاب لحية كانوا أم عقال أو عباءة أو لحية طويلة تدهن بالتكفير ودماء الأبرياء ويقودها لقطاء جهاد النكاح.
أيها المقاومون الشرفاء في حماس كونوا أوفياء لدماء قادتكم وشهدائكم من الشيخ أحمد ياسين إلى الرنتيسي وأحمد الجعبري وبقية شهداء غزة… فليس بالمال وحده يحيا الإنسان بل بالعزة والشهادة… ولن تحرر فلسطين جحافل الفنادق بل مجاهدو الخنادق… وسنقاتل معاً لتحرير القدس.