ماذا بعد حلب ميدانياً؟
حميدي العبدالله
لا شك أنّ جزءاً كبيراً من القوات العسكرية التي كانت مكرّسة لتحرير الأحياء الشرقية من حلب، لم يعد لها عملٌ في هذه المدينة بعد تطهير الأحياء الشرقية من الجماعات المسلحة.
عديد هذه القوات كبير ويضمّ عناصر النخبة في القوات العسكرية المكرّسة لمكافحة الإرهاب في سورية وتطهير سورية من الوجود المسلح غير الشرعي.
السؤال المطروح الآن، هذه القوة الكبيرة إلى أين سوف تتوجه بعد استكمال تحرير الأحياء الشرقية في حلب؟
قبل هجوم داعش على مدينة تدمر ومحيطها وعلى حقول الغاز في الريف الشرقي من محافظة حمص، كانت وجهة هذه القوة معروفة، فالأولوية لاستعادة مدينة الباب، وإبعاد المسلحين الذين يسيطرون على الريفين الجنوبي والشمالي لمدينة حلب لتأمين حلب بشكل كامل وحمايتها من الصواريخ بعيدة المدى التي بحوزة المسلحين الذين يسيطرون على قضائي دارة عزة والأتارب وصولاً إلى خان العسل والمنصورة. وكان واضحاً أنّ القوة التي حرّرت أحياء حلب قادرة على إنجاز معركتي الباب واستكمال تأمين حلب في الريفين الغربي والجنوبي في المرحلة الأولى وفي وقت قصير بعد استكمال تحرير أحياء حلب الشرقية.
لكن سيطرة داعش على تدمر وعلى حقول النفط والغاز، الأرجح أنه سيغيّر أولويات الجيش السوري وحلفائه، ومن المنتظر أن تتوزّع القوة التي حرّرت أحياء حلب على محورين، المحور الأول، تأمين ريف حلب الغربي والجنوبي، والمحور الثاني، التوجه إلى تدمر لتحرير آبار النفط والغاز. هذا يعني أنّ معركة تحرير الباب باتت مؤجلة ما لم يطرأ تحوّل ما، مثل هجوم تركي مفاجئ وانسحاب داعش من المدينة في إطار عملية تسلّم وتسليم على غرار ما حصل في جرابلس وبلدات أخرى واقعة في الريف الشمالي بالقرب من الحدود التركية.
في مطلق الأحوال سرعة العمليات العسكرية في مرحلة ما بعد تحرير حلب، سوف تختلف عن سرعتها في السنوات الست الماضية، لأسباب بعضها عسكري، وبعضها الآخر سياسي. أيّ أنّ أيّ معركة سيخوضها الجيش وحلفاؤه سواء في أرياف حلب أو في تدمر أو في إدلب لن تستغرق أكثر من أيام أو أسابيع قليلة.