بعد هجومَي برلين واسطنبول… أما آن للغرب أن يتّعظ؟!
كثيرون تحدّثوا عن ارتداد الإرهاب إلى الغرب الذي صدّره إلى منطقتنا. وكثيرة هي التقارير التي تحدّثت عن اجتراع الغرب للسمّ الذي طبخه. ولكن السؤال يكمن، خصوصاً بعد كلّ عملية إرهابية تُنفّذ في أوروبا أو ما وراء البحار، ويتبنّاها بكلّ تبجّح تنظيم «داعش» الإرهابي، أما حان الوقت للغرب أن يتّعظ؟
وهذا السؤال يجعل سبّحة الأسئلة تكرّ بانفلات: أما حان الوقت لعقد العزيمة الصادقة على محاربة هذا الإرهاب قبل أن يفتك بالمجتمعات البشرية كافة؟ أما حان الوقت لمدّ اليد إلى الجيش السوري وروسيا وإيران للقضاء نهائياً على هذا المخلوق المقيت الذي يشبه إلى حدّ بعيد الطاعون في القرون الوسطى؟
تكثر التقارير وتكثر معها الأسئلة، لكن العبرة تكمن في القادم من الأيام. إذ لا منطق يحكم في أن تتوقّف هذه العمليات الإرهابية، فالوحش يتكاثر، وغذاؤه من الأسلحة الفتّاكة وفير… والسياسة العالمية في صالحه.
في التقرير التالي، جولة على أهم الصحف الغربية والإقليمية، التي نشرت تقارير حول تداعيات هجومَي برلين 19 كانون الأول 2016 ، واسطنبول ليلة رأس السنة.
إندبندنت
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية موضوعاً لكيم سينغوبتا محرّرها لشؤون الدفاع بعنوان «لماذا يجب اعتبار هجوم اسطنبول بمثابة إعلان حرب من تنظيم داعش؟».
يقول سينغوبتا إن هناك شبكة من المنشقين العاملين في الحكومة التركية أصبحوا على أهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات وسط تجاهل من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويبرّر سينغوبتا استنتاجه بأن الجيش التركي يقوم بالفعل بعمليات عسكرية ضدّ تنظيم «داعش» داخل سورية ويتكبد خسائر كبيرة أحدث هذه الخسائر هو فقدان 16 جندياً من الجيش التركي في عملية عسكرية قرب مدينة الباب.
ويوضح سينغوبتا أن الصراع الدموي بين الطرفين على جانبي الحدود التركية السورية صعد إلى قمة الأحداث الجارية مرة أخرى بعد الغارات التي شنّتها المقاتلات التركية في سورية وهو الأمر الذي يأتي ضمن تصعيد من الجانبين حيث يتدفق عشرات المقاتلين التابعين للتنظيم إلى الجانب التركي من الحدود كما تم ضبط شحنات من الأسلحة قبل إدخالها إلى الأراضي التركية.
ويقول سينغوبتا إن منشقين عن تنظيم «داعش» قد اخبروا الصحيفة أن قيادة التنظيم تدافع عن مدينة الموصل بكل شراسة كونها عاصمة الأمر الواقع للتنظيم مع مدينة الرقة في سورية وأن القيادة العامة للتنظيم توجه المقاتلين إلى تنفيذ أكبر عدد ممكن من التفجيرات والهجمات في الخارج.
وينقل سينغوبتا عن أبي معتصم أحد المنشقين عن التنظيم في تركيا وصفه لتزايد الكراهية بين عناصر وقيادات التنظيم تجاه تركيا مؤخراً باعتبارها «دولة إسلامية قام رؤساؤها بالتنكر للإسلام والانقلاب عليه».
حرييت
ذكرت الصحيفة التركية «حرييت» أن منفذ الهجوم الذي أوقع 39 قتيلاً في ملهى ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة قاتل في سورية في صفوف تنظيم «داعش» الذي تبنّى الهجوم.
وأوردت الصحيفة أن المهاجم الذي لم يكشف رسمياً عن هويته بعد، دخل إلى تركيا من سورية حيث كان يقاتل إلى جانب تنظيم «داعش» وهو ما يفسر إتقانه الجيد جداً لاستخدام الاسلحة النارية.
وبحسب كاتب مقالات مقرّب من السلطات التركية هو عبد القادر سلوي، فإن المهاجم الذي تعرفت السلطات إلى هويته تدرّب على حرب الشوارع في مناطق سكنية في سورية واستخدم التقنيات التي اكتسبها هناك في اعتدائه.
وأضاف المعلّق أن التنظيم اختار المهاجم خصّيصاً لتنفيذ بالاعتداء على مرقص «رينا» الشهير الذي سقط فيه كثيرون من القتلى الأجانب، غالبيتهم من دول عربية.
وبحسب «حرييت» وصحيفة «هابرتورك»، استهدف المهاجم بسلاحه الرشاش النصف العلوي من أجساد ضحاياه.
وبثّت السلطات التركية صوراً للمشتبه به التقطت في عدّة مناسبات، إحداها في مركز صرافة في أحد أحياء اسطنبول يعتقد انها اخذت قبل الهجوم ببضعة أيام.
وذكرت «هابرتورك» ان المهاجم وصل إلى اسطنبول قادماً من مدينة قونيا جنوباً في تشرين الثاني برفقة زوجته وطفليه، مرجحة أن تكون زوجته ضمن 12 شخصاً تم إيقافهم قيد التحقيق.
وكان المسلّح قد أطلق النار عشوائياً على مئات كانوا يحتفلون بحلول السنة الجديدة قبل أن يلوذ بالفرار.
وأعلن تنظيم «داعش» الاثنين الماضي مسؤوليته عن الاعتداء في بيان تداولته مواقع إلكترونية «جهادية»، قائلاً: «إن جندياً من جنود الخلافة الابطال هاجم الملهى»، وهي المرّة الأولى التي يتبنى فيها التنظيم الجهادي اعتداء في اسطنبول.
ديلي ميل
أفادت مصادر في الاستخبارات الإيطالية أن قيادياً أوروبياً بارزاً في تنظيم «داعش» يدعى أبو عبد الله الكوسوفي عاد إلى القارة العجوز مع 400 من مناصريه.
وأوضحت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نقلاً عن المصادر أن الكوسوفي، وهو ألباني اسمه الحقيقي لافدريم موهسكري، عاد إلى البلقان من سورية مع 300 إلى 400 من مقاتليه الأكثر ولاء، على خلفية خسائر كبيرة يتكبدها تنظيم «داعش» في الشرق الأوسط.
وذهب موهسكري إلى سورية في أواخر عام 2012 ليكتسب في السنوات التالية شهرة كبيرة بين عناصر «داعش»، إذ ظهر في عدّة مقاطع فيديو سجّلها التنظيم، وهو يدعو فيها مواطنيه في إقليم كوسوفو إلى الانضمام للإرهابيين.
إلى ذلك، نشر الإرهابي في الشبكة العنكبوتية صوراً لذبحه رهينة، إضافة إلى تسجيل مرعب يظهر فيه هذا الأوروبي الكوسوفي وهو يعدم رهينة أخرى باستخدام صاروخ.
وكان الكوسوفي قد زار بلاده كوسوفو عام 2013، وهو ما تدلّ عليه صوره هناك، ولكن الشرطة المحلية عجزت عن إلقاء القبض عليه قبل أن يعود ثانية إلى سورية، وفي أيلول 2014 أدرجت واشنطن لافدريم موهسكري في قائمة الإرهاب الدولي.
وتشير تقارير صادرة عن الاستخبارات الإيطالية إلى أن موهسكري هو الذي يقف وراء المحاولة الفاشلة لتنفيذ الهجوم الإرهابي أثناء مباراة كروية بين منتخبَي الكيان الصهيوني وألبانيا، فضلاً عن تخطيطه لشنّ اعتداءات على مؤسسات حكومية وكنائس ومواقع عامة في إقليم كوسوفو وألبانيا والقارة العجوز بكاملها.
في الوقت نفسه، شككت شرطة إقليم كوسوفو بتقارير الاستخبارات الإيطالية هذه، مشيرة إلى أنه ربما من غير المستبعد وقوف الكوسوفي وراء هذه المخططات الإرهابية ولكن المعلومات المتوفرة لديها تؤكد أن هذا المتطرف يبقى في الوقت الحالي داخل سورية.
جاء ذلك في وقت تقرع فيه الاستخبارات الإيطالية ناقوس الخطر، محذرة من أن عدداً من الجهاديين الفارين من المناطق الساخنة في الشرق الأوسط يعودون ضمن سيل اللاجئين إلى أوروبا ومنطقة البلقان على وجه الخصوص، بينما تفشل قوات الأمن في التعرّف إلى هويّاتهم.
فزغلياد
تطرّقت صحيفة «فزغلياد» الروسية إلى اتهام رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بالتعاون مع «داعش»، وسألت عن الهدف من هجمة الرئيس التركي على حليفته الكبرى في الناتو.
وجاء في المقال: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن وجود أدلة لديه على دعم التحالف الدولي، الذي تتزعمه الولايات المتحدة، لتنظيم «داعش» الإرهابي. كما أشار أردوغان إلى أن قوات التحالف العاملة في سورية لا توفي بالتزاماتها في الحرب ضدّ «داعش». وعلاوة على ذلك، فإن التحالف يدعم الجماعات الإرهابية كافة، بما فيها المنظمّتان الكرديتان «وحدات حماية الشعب» وحزب «الاتحاد الديمقراطي»، وكذلك تنظيم «داعش».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أردوغان قوله إن تعاون التحالف مع «داعش» أمر جليّ، وتأكيده أنه يستطيع كشف الأدلة التي تثبت صحة ادّعائه، سواء عبر الصور أو أشرطة الفيديو، ولكن الرئيس التركي يقتصر حتى الآن على الوعود، ولم يقدّم أي براهين.
والجدير ذكره أن اتهام أردوغان هذا للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم يكن الأول من نوعه. فقد صرح في تشرين الثاني الماضي خلال زيارته الرسمية إلى باكستان بأن الغرب يدعم «داعش» حالياً مباشرة ـ وأشار إلى أن أسلحة مقاتلي «داعش» هي من صنع الغرب.
من جهتها، هرعت وزارة الخارجية الأميركية إلى دحض هجمة أردوغان بجفاء بالغ، ووصف المتحدث الرسمي بِاسم الخارجية الأميركية مارك تونر الكلمات عن التعاون مع «داعش» بأنها تصريح سخيف.
هذا، واتهم الرئيس السوري بشار الأسد أيضاً الولايات المتحدة بالضلوع في احتلال إرهابيي تنظيم «داعش» مدينة تدمر يوم 14/12/2016 . وأشار الرئيس السوري في حينه، إلى وجود أسلحة جديدة مع مقاتلي «داعش»، مقابل تقاعس كامل من قبل هذا التحالف.
هل توجد براهين؟
يقول مدير مركز أبحاث الشرق الأوسط والقوقاز ستانيسلاف تاراسوف إن تركيا امتنعت ولفترة طويلة عن اتخاذ أي إجراءات في الحرب ضدّ «داعش»، وأن موقف أنقرة بدأ يشهد تغيراً من «داعش» فقط بعد التفجير الإرهابي في مدينة غازي عنتاب التركية، حين اضطرت أنقرة للاعتراف بأن منفذه هو تنظيم «داعش» وأنه قام به بتلميح من حلفائها الغربيين.
وذكَّر الخبير بأن إنشاء هذا التنظيم الإرهابي شاركت فيه الاستخبارات التركية والأميركية. لذا، وكما يعتقد تاراسوف، فإنه يوجد لدى الاستخبارات التركية أدلة تشير إلى علاقة التحالف الوثيقة بين استخبارات تنظيم «داعش» والاستخبارات الأميركية، وخاصة في مجال نقل الأسلحة والتمويل وتوفير ما يسمى الموارد البشرية. وأشار الخبير إلى أن الكثيرين في الغرب تحققوا من ذلك وكتبوا عنه.
في حين أن الخبير العسكري، رئيس قسم دراسات الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط التابع لمعهد التنمية المبتكرة، أنطون مارداسوف رأى أن أردوغان لم يكن أول من وجه الاتهام إلى الولايات المتحدة في دعمها تنظيم «داعش»، وأن الكرد وممثلي الدولة السورية أعلنوا عن ذلك في فترات سابقة. ورأى الخبير مارداسوف أن اتهام أردوغان للأميركيين في هذا الوقت بالذات يبدو بكل بساطة مضحكاً، لا سيما إذا تذكرنا العلاقة الوثيقة والمثبتة بالبراهين بين الأجهزة الخاصة التركية وتنظيم «داعش». ويكفي أن نتذكر الدخول المثير للريبة من حيث السرعة للقوات التركية إلى مدينة جرابلس، بينما نرى الآن كم يبذل الاتراك من الجهد للاقتراب من مدينة الباب التي تعادلها في المساحة.
ويقول الخبير العسكري إن أردوغان، عبر اتهامه هذا للولايات المتحدة، يحاول أن يفسر سبب تعثر القوات التركية ووقوفها هذه المدة الطويلة على أبواب مدينة الباب. وأضاف الخبير أن أردوغان يريد الإشارة إلى أن أنقرة تتصرف بشكل مستقل عن الولايات المتحدة في مجال السياسة الخارجية.
لقد اختار أردوغان الوقت الملائم لاتهام واشنطن، مستفيداً من أن إدارة أوباما الراحلة ليست قادرة على التحرك بنشاط في الفترة الانتقالية الرئاسية، وأن الرئيس المنتخب لم يتسلم بعد مقاليد الرئاسة، وأن أردوغان يحاول استغلال فترة خلوّ العرش الملكي في واشنطن. وبحسب قول تاراسوف، فإن خطوة أردوغان الاستباقية في هذا الفاصل القصير تعبّر عن تخوّف من سياسة واشنطن الخارجية المقبلة إزاء الشرق الأوسط وسورية.
من جهة أخرى، يرى تاراسوف أن مشاركة تركيا وقطر والسعودية في المؤتمر الدولي لمناقشة القضية السورية في جنيف وأستانا تفسح المجال للانتقال إلى المسار السلمي.
بيد أن رئيس معهد الشرق الأوسط يفغيني ساتانوفسكي يلقي ظلالاً من الشك حول فعالية المفاوضات، ويقول: بالطبع، ما يفعله أردوغان صائب. وهو سيحاول الآن استدراج مموّلي الإرهابيين للتفاوض مع إيران وروسيا. لكن ساتانوفسكي لا يرى آفاقاً مشرقة في زيادة عدد المشاركين بالمفاوضات، في إشارة منه إلى السعودية وقطر التي يريد أردوغان جرّهما إلى أروقة المؤتمر الدولي للتسوية السياسية في سورية.
دي فيلت
رفض رئيس المجلس المركزي للمسلمين غير حكومي في ألمانيا، أيمن مزيك، الاتهامات التي وُجّهت إلى شرطة مدينة كولونيا غرب البلاد، بانتقاء المشتبه بهم على أساس العرق، خلال احتفالات بداية عام 2017.
وفي مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» اليمينية الألمانية، نشرتها أمس الأربعاء، قال مزيك: الشرطة لديها مصلحة كبيرة في تفادي التمييز.
وأضاف: جرائم التحرّش والسرقة الجماعية التي وقعت خلال احتفالات السنة الماضية، تبرّر الإجراءات المشدّدة التي اتبعتها الشرطة هذه السنة.
وشهدت مدن ألمانية عدّة خلال احتفالات رأس السنة لعام 2016 حوادث تحرّش واعتداءات جنسية واسعة النطاق، خصوصاً في كولونيا، ما أشعل نقاشاً داخلياً، وتسبّبت بتغيير بعض القوانين وتشديدها، بعد اتهام مهاجرين من شمال أفريقيا بارتكابها.
وأشار مزيك إلى أن الحديث عن اتّباع الشرطة اجراءات استثنائية لا تتناسب مع الحدث الذي تنظّمه، غير واقعيّ، بالنظر إلى ما حدث السنة الماضية.
ورغم دفاعه عن الشرطة الألمانية وإشادته بها في تأمين احتفالات السنة الجديدة، إلا أن مزيك انتقد بشدة مصطلح «نافريس Nafris» الذي استخدمته على صفحتها في موقع «تويتر»، في إشارة إلى شبان من شمال أفريقيا من أصحاب السوابق، لإطلاقه على من أوقفتهم وينحدرون من هذه المنطقة خلال الاحتفالات.
وأوضح أنّ المصطلح يربط بين المنحدرين من شمال أفريقيا والجرائم، وهو ما يعكس كثيراً من العنصرية.
مزيك قال أيضاً إنه يجب أن تفصل شرطة كولونيا نفسها عن ذلك المصطلح، موضحاً أنه في كل مؤسسة، هناك نسبة معينة من الأشخاص لديهم ميل للتحيز والعنصرية، لكن الحديث عن مأسسة العنصرية عنصرية مؤسسية سيكون خطأ.
وتعرضت شرطة كولونيا لانتقادات كبيرة من أحزاب اليسار، بعد أن عمدت إلى توقيف ومنع الشبان المنحدرين من شمال أفريقيا من حضور احتفالات بداية السنة الجديدة، للاشتباه في إمكانية ارتكابهم جرائم تحرّش وسرقة كما حدث السنة الماضية.
إلا أن الشرطة دافعت عن نفسها، بأن معظمي مرتكبي جرائم السنة الماضية كانوا من هذه المنطقة، وإن إجراءاتها نجحت في منع تكرار ما حدث، وساهمت في تأمين الاحتفالات.
وردّاً على سؤال حول انعكاسات اعتداء برلين الأخير 19 كانون الأول الماضي على المجتمعات الإسلامية في ألمانيا، بيّن ميزك أن هناك قلقاً كبيراً داخل المساجد. ولفت إلى أنّ نساء يرتدين الحجاب تعرّضن للتحرش والاهانة.
وأضاف: العداء المتنامي للمسلمين ظهر عقب هجمات باريس تشرين الثاني 2015 ونيس حزيران 2016 ، ويتزايد أكثر وأكثر في هذه الفترة.
وتابع: الجدل حول هذا الأمر بات حاداً ومتزايداً. اليمين المتطرّف والحركات الشعبوية تحاول جني المكاسب على حساب تماسك المجتمع.
وعن التعايش بين المسلمين وغيرهم في البلاد، قال إن الجوّ العام يسير إلى الأسوأ. هناك الكثير من الخوف، وهذا يضع قيوداً على التعايش، لكن هذا وطننا، نحن ألمان مسلمون، وفخورون ببلدنا. ونعيش في مناخ من الحرية وحكم القانون، ويجب أن ندافع عن ذلك.
ومزيك المولود في 1969 في مدينة آخن الألمانية من أب سوري وأمّ ألمانية، هو رئيس المجلس المركزي للمسلمين منذ 2010، ويشارك في الكثير من البرامج التلفزيونية في قضايا الإسلام والاندماج.
أرغومينتي إي فاكتي
تطرّقت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية إلى العملية الإرهابية الدموية في برلين، مشيرة إلى أنها تقلّل من فرص ميركل في الاحتفاظ بمنصب مستشارة ألمانيا في عام 2017.
وجاء في مقال الصحيفة: اللاجئ التونسي في ألمانيا، المرتبط بتنظيم «داعش»، أنيس عامري، نفّذ عملية إرهابية في برلين يوم 19 كانون الأول الماضي، بقيادة شاحنة مسروقة وجّهها نحو المتسوّقين المحتشدين في سوق عيد الميلاد في برلين. وقد أدّت إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين.
وتذكّرنا هذه العملية بتلك التي وقعت في مدينة نيس الفرنسية، والتي نفّذها مواطن تونسيّ أيضاً، وأدّت إلى مقتل 86 شخصاً وإصابة 308 آخرين.
وقد أثارت مأساة برلين من جديد أسئلة حول مدى عقلانية سياسة الحكومة الألمانية التي ترأسها آنجيلا ميركل، في شأن استقبال اللاجئين. عدد من الخبراء موقنون بأنّ فرص المستشارة وأنصارها في الحفاظ على مناصبهم تقلصت كثيراً، وأصبح من الصعب عليهم الاحتفاظ بالسلطة بعد انتخابات 2017.
فلقد كتب ماتياس ماتيس، الأستاذ في كلّية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة «جونس هوبكنز»، في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، موضوعاً جاء فيه أن القول «وداعاً!» لميركل وتحالفها الحزبي هو الوسيلة الوحيدة للمحافظة على النظام الليبرالي ـ الديمقراطي في ألمانيا. وهذا الخيار سيكون الأفضل للاتحاد الأوروبي عموماً.
وأضاف: بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، اختُبرت زعامة ميركل على أربع جبهات، وهي: أزمة الديون في منطقة اليورو، التي بالكاد لم تتمخض عن طرد اليونان، النزاع المسلّح في أوكرانيا، وصول حكومات شمولية إلى السلطة في هنغاريا وبولندا.
يقول الكاتب: تأرجحت حكومة ميركل في جميع هذه الأزمات الأربع، مسبّبة تقويض زعامة ألمانيا. والاختبار التالي كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي بسببه أصبح الاتحاد الأوروبي أكثر ضعفاً مقارنة بما كان عليه قبل 25 سنة مضت. وإن محاولات ميركل زيادة تفاقم العلاقات مع موسكو لا تصبّ في مصلحتها.
ونستنتج من هذا أنّ تعزيز الديمقراطية الألمانية ومساعدة أوروبا في الخروج من الطريق المسدود، الذي قادتها إليه ألمانيا بنفسها بما في ذلك العقوبات ضدّ روسيا، يصبح ممكناً فقط بعد تغيير الحرس في برلين… تحت زعامة ميركل أصبحت قوة أوروبا تتلاشى، وسيكون بإمكان ترامب وبوتين تجاهلها بسهولة.