يسقط السيسي…!
ماجدي البسيوني
سأعلنها وبكلّ وضوح… لقد تمّ التغرير بنا جميعاً، وبهذا ينطبق علينا أننا غير مؤمنين واننا أغبياء وكلّ ما شئت قل… لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين… ومن يتمّ استغفاله مرتين فهو غبي… سأعلن هذا على الملأ بكلّ وبأعلى صوت: عبد الفتاح السيسي لعب بالشعب المصري الكرة ونحن شعب نستحق أن نلدغ مرات وليس مرتين، شعب يعشق من يستغفله… سأتجوّل في شوارع المحروسة حتى ولو كنت حافي القدمين أشعثاً، وسأستمر حتى ولو أشاروا عليّ بالجنون وأودعوني في صحراء حتى يتحلل جسدي في الرمال وأنا اردّد: «يسقط السيسي».
نعم سأقول هذا وأكثر لو وافق عبد الفتاح السيسي على ما تريده واشنطن لنا… نعم سأقولها لو وافق عبد الفتاح السيسي على أن ينقاد تحت لواء القائد الأميركي الصهيوني في البيت الابيض، ويعلن السمع والطاعة للمشروع الأميركي الصهيوني الذي يُعاد إخراجه اليوم بأدوات جديدة بعد أن خسرت الجولة الأولى بصمود الشعب والقيادة والجيش العربي السوري وإزاحة الإخوان عن عرش المحروسة.
ساقول للرئيس عبد الفتاح السيسي لو فعلها وأعلن استعداده للوقوف في وجه إرادة الدولة السورية ـ الاقليم الشمالى من الجمهورية العربية المتحدة ـ تحت حجة محاربة «داعش»… في العراق ادّعوا وجود الكيماوي ثم عندما فشلوا ادّعوا انّ الغزو بهدف تثبيت الديمقراطية فهل نأكل اليوم البالوظة وبذريعة محاربة «داعش» نغزو سورية؟
سأقول له: أنت تناقضت مع نفسك فلهذا أعلن سحب تأيدي لك، كيف تخرج علينا مرتين لتعلن رفض القوات المسلحة المصرية أن تنضمّ إلى ما كان يدعو إليه حمد قبل أن يجبر على الرحيل بتكوين جيش «عربي» للهجوم على سورية وتأييد محمد مرسي له، لتعلنها مرة ثانية يوم نزول محمد مرسي إلى ملعب الاسكواش باستاد القاهرة وهو يلوّح بعلم الانتداب الفرنسي على سورية، ويعلن قطع العلاقات ويدعو الجيش والشعب إلى النفير لتحرير سورية، يومها خرجت وأعلنت رفض الجيش العربي المصري لكلّ ذلك.
سأسأله: أكنت تغرّر بنا وتتخفى وراء أبشع مقلب عرفته مصر.
وما الفرق بينكم اذن وبين «مولانا» جون كيري الذي جاء يعلّمنا الإسلام الصحيح، الذي ليس هو ما يقوم به الدواعش من تقتيل وسفك دماء وبقر بطون وسبي نساء! صرنا سذجاً فيتمّ اللعب بمشاعرنا الى هذا الحدّ وهذا الدرك الأسفل من الوعي؟
نعم سأفعل هذا وأكثر وأعتقد أنّ الملايين من شعب مصر الذين أعلنوا تأيدهم لـ عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر سيفعلون مثلي وربما أكثر وأكثر..سيدركون ساعتها أن ّالإخوان امتطوا عرش مصر بعد استغلالهم لرفض الجماهير المؤكد لمبارك… وسيدركون ساعتها أنّ السيسي امتطي زحف الملايين في 30 حزيران 2013 لرفضهم حكم الخوّان.
هل من الممكن أن يقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاشتراك بقوات برية تحت قيادة أميركية بحجة القضاء على «داعش» التي ستستمر لسنوات حسبما أعلن اوباما أي حتى بعد رحيله عن البيت الابيض.
من الآخر، وبدون لف أو دوران، هل يمكن لمصر الآن أن ترسل جنوداً من جيشها للعمل تحت قيادة واشنطن التي أعلنت عن جبهة دولية وإقليمية لمحاربة داعش…؟!
وقبل أن نستمع للاحتمالات دعونا نستبق بسؤال آخر لا يحتاج أيضاً للفّ والدوران… لماذا اشتركت مصر أصلاً في المؤتمر الذي طلبه الأميركان وأخرجته السعودية أو أخرج لها…؟
في ظني… كان يجب عليها أن تذهب، وأن تكون الديبلوماسية المصرية الجديدة حاضرة لتعبّر عما عبّر عنه وزير الخارجية المصري في كلمته حين قال، وعلى طريقة المعلم وليد المعلم شيخ الديبلوماسية: سيد كيري إنكم تكيلون بمكيالين، وحين رفض أن يُقال «محاربة داعش» ليقول: «الشرعية الدولية في محاربة الإرهاب الدولي… مؤكداً وشارحاً أنّ منابع الإرهاب واحدة ولا فرق ما بين «داعش» و»النصرة» و»الإخوان» وووووو… قال الإرهاب في العراق وفي سورية.
للمرة الأخيرة وبدون لفّ أو دوران: هل سيتم إرسال أو حتى تأييد إرسال «جيش عربي» ليكون على الأرض في حين تصوّب الطائرات الأميركية على أهدافها لضرب ما تريد هي ما تريد ان تضرب، باعتبار أنّ المنطقة الممتدّة من غرب العراق الى شرق سورية ليست تحت سيادة كلّ من العراق وسورية.
نقطة ومن أول السطر.
لن يفعلها عبد الفتاح السيسي، ليس لأنه يدرك أنه جاء من الشعب في نفس الأسبوع الذي جدّد الشعب السوري ثقته بالرئيس بشار الاسد، فهل سيوافق على أن يلغي شرعية مجيئه التي ظللنا نتفاخر بها يقبلها لنفسه وينكرها على من سواه.
لن يفعلها عبد الفتاح السيسي رغم يقينه بأنّ واشنطن تحاول بكلّ الطرق استعادة مصر بعدما أفلت اللجام من يدها بفضل هبّة الشعب المصري في 30 حزيران 2013، لكنه يدرك كلّ الإدراك أنّ وشنطن لن ترضي عليه، ولهذا التفت صوب على روسيا وراح يوقع اتفاقيات مردودها التنموي يصلح ما افسده الأميركان على مدى ما يربو عن الأربعين عاماً.
هو يدرك تماماً بحكم استقراء الواقع من أنّ مساندة الاميركان للإخوان هي نفسها وأقوى من مساندتهم لكلّ جماعات الإرهاب في سورية والعراق، فكيف له أن يكون مطية لجلاديه…؟
لكنه لن يعلن الحرب العسكرية على واشنطن، ولن يعلن أنه اكتشف فجأة نية آل سعود في إزاحة الدولة السورية من الوجود، ولن يصدر فتوى بأن إنشاء معسكرات تدريب على أراضيها عمل من رجس الشيطان، وإنْ كتمها في نفسه، لكنه سيستمرّ يعمل بقاعدة استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فيما يقتضي الأمر الكتمان… ثم لم يعد هناك كتمان ولا من يحزنون.
لن يجرؤ عبد الفتاح السيسي على خيانة الملايين من شعب مصر ولن يضيّع حلم الملايين من الشعب العربي في دور مصر الرائد في المرحلة المقبلة، لنعلنها… عاشت الجمهورية العربية المتحدة.
رئيس تحرير جريدة «العربي» ـ مصر
Magdybasyony52 hotmail.com