«الكواكبي ومشروعه النهضويّ»… ندوة في مكتبة الأسد
عبد الرحمن الكواكبي وأسئلة النهضة، عنوان ندوة الأربعاء الثقافية الشهرية بدورتها الثانية التي أقامتها وزارة الثقافة السورية بمشاركة باحثين وأدباء في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد الوطنية مساء أمس.
وقال معاون وزير الثقافة توفيق الإمام في تصريح صحافي قبيل انطلاقة الندوة إن هذه الفعالية تأتي ضمن نشاطات الوزارة في ظلّ الحرب على سورية، لتأكيد قدرة المثقّف السوري على الإبداع ومواجهة الفكر الظلاميّ. مشيراً إلى أنّ اختيار شخصية الكواكبي عنواناً للندوة، تكريم لهذا المفكّر الذي كافح وناضل ضدّ الاحتلال العثماني، وتصدّى لجرائمه كما نفعل نحن اليوم بمواجهة الحملة العثمانية الجديدة وعلى رأسها أردوغان.
الدكتور إسماعيل مروة الذي أدار الندوة قال: رغم أنّ عبد الرحمن الكواكبي شخصية إشكالية، وأنه لم يحصل على الحيّز المعرفيّ المناسب في مناهجنا التدريسية يليق بدوره المهمّ، لا سيما أنه كان سابقاً لعصره كما وصفه الأديب عباس محمود العقاد، حيث طرح عبر كتابيه «أمّ القرى» و«طبائع الاستبداد» آراء عميقة بعيداً عن لغة الشعر والخطابات، وقدّم فكراً مؤسّساتياً يؤسّس للدين وللإنسان ولبناء الدولة، وفتح آفاقاً جديدة أمام القارئ العربيّ.
أما الأديب والروائيّ حسين عبد الكريم فأكد خلال محوره أن الكواكبي مفكّر عربيّ رأى وطنه يرزح تحت نير الاحتلال العثماني، فأراد تحقيق نهضته عبر تصحيح مفاهيم الدين في عقول الناس، وإيقاظ الشعور الوطني كما فعل في كتابه «أمّ القرى»، داعياً إلى الخروج من الانتماءات الضيقة للانتماء إلى الأوطان وإلى الاستفادة من فكر وثقافة الآخر، لتحقيق النهضة وتوظيفها بصورة تناسب حضارتنا بمنطقتنا، فضلاً عن تأكيده على دور المؤسسات العامة التي تخدم الجميع ولها دلائل في التشريع الإسلامي. كما قدّم مفهوماً جديداً للجهاد بأن معناه أن يعمل الفرد للصالح العام لا يبتغي به أجراً.
أما الشاعر والأديب الدكتور راتب سكّر فتحدّث عن مكانة الكواكبي كأحد مفكّري القرن التاسع عشر الذين أسّسوا لجذور النهضة وواجهوا الأسئلة الكبرى التي طرحها مشروع النهضة في ظلّ معوقات عانتها كالضغوط الخارجية. مبيّناً أن الكواكبي بمؤلفاته، لا سيما «طبائع الاستبداد» يشكل انطلاقة إلى المستقبل وإعادة التفاعل مع الواقع العربي، لأنه دعا إلى التصالح مع المكوّنات الاجتماعية.
حضر الندوة معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض والدكتور ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة السورية للكتاب، والدكتور محمود السيد مدير عام هيئة الموسوعة العربية، ونائب رئيس مجمع اللغة العربية، وجمهور من المثقفين والمهتمين.