معرض «ابن البلد» للتوظيف والتدريب في دمشق: إعادة بناء سورية تتطلب جهود جميع أبنائها الشباب
بين شركات وبنوك ومصارف وجامعات حكومية وخاصة وعروض ومنح تدريبية بمختلف المجالات والاختصاصات يتنقل خريجو الجامعات وعدد من الشباب السوريين الباحثين عن فرصة عمل ضمن معرض «ابن البلد مسؤوليتنا» للتوظيف والتدريب الذي تنظمه مجموعة البجعة للمعارض والمؤتمرات الدولية مع شركة سيريتل كشريك استراتيجي في فندق «داما روز» بدمشق.
وأشار الشاب محمد سعيد خريج كلية الاقتصاد إلى جودة ونوعية البرامج وبروتوكولات التوظيف التي قدمها المحاضرون في الندوات المرافقة للمعرض خاصة حول دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع، موضحاً أنّ «خريجي الجامعات اليوم بحاجة لتسهيل إجراءات ربطهم بسوق العمل من خلال التشبيك بينهم وبين الشركات الراغبة باليد العاملة ذات الخبرة والكفاءة».
فيما ذكرت الشابة سارة غالي سنة ثالثة طب بشري أنّ المرحلة القادمة في سورية تتطلب جهود جميع أبنائها الشباب لإعادة البناء والإعمار، لافتة إلى أنّ ذلك «يستدعي من الشركات المحلية التي ما زالت قائمة أو التي ستنشأ حديثاً استيعاب الشباب الخريجين بالإضافة للعاطلين عن العمل لديها».
وأوضحت المديرة العامة لمجموعة «سروجي» انتصار جزماتي أهمية دور الشركات المحلية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتأمين فرص العمل للشباب، إضافة إلى توجيههم إلى الطريقة الصحيحة لصقل كفاءاتهم واستثمارها في المرحلة القادمة والحد من نسب البطالة، خاصة مع عودة الكثير من الورشات والشركات المتوقفة إلى العمل.
وأوضحت جزماتي أنّ شركة «سروجي» قدمت خلال المعرض «ألف منحة تدريبية لكل شخص يرغب في التخصص بمجال وظيفي معين لصقل مهاراته فيه وبالتالي زيادة فرصته في الحصول على الوظيفة التي يرغب بها»، مشيرة إلى أنّ ذلك يتم من خلال البرنامج التدريبي الذي تقدمه الشركة عبر خبرائها ضمن الندوات المرافقة للمعرض.
وأكد رئيس «جامعة الجزيرة» الخاصة د. محمد دباس الحميد «أنّ للجامعات الدور الأهم في تدريب الشباب وإعدادهم لسوق العمل»، لافتاً إلى «أنّ المعرض يشكل نقطة التقاء مهمة ومفيدة بين المؤسسات التي توجد لديها فرص عمل والراغبين بالحصول عليها، إضافة لكونه فرصة لتعريف الشباب بمختلف المؤسسات التعليمية والشركات الخاصة وما تقدمه من خدمات وخلق منافسة بينها لتقديم خدمات نوعية أفضل». وأوضح أنّ جامعة الجزيرة «بحاجة إلى توظيف كوادر إدارية وأكاديمية نوعية وتجد معرض ابن البلد فرصة لإيجاد هذه الكوادر».
وقال مدير خدمة الزبائن في شركة «أمنية» جورج أسطانم «إنّ الشركات اليوم تعاني من نقص الكوادر وزيادة الشواغر في مختلف الاختصاصات ما يعطي أهمية للمعرض الذي يستقطب عدداً كبيراً من الشباب ويخلق فرص عمل لهم»، مؤكداً أنّ الشركة تابعت الطلبات المقدمة إليها في المعرض السابق لفرص العمل ووظفت عددا من الشباب الذين زاروا المعرض.
وبما يخصّ مشاركة الجهات الحكومية، رأى مدير المناهج التعليمية في وزارة السياحة سهيل فرح أنّ المعرض فرصة لتهيئة مجالات عمل للشباب الواعد والحضور الكثيف فيه دليل على «أنّ الشباب السوري موجود ويساهم في إعادة إعمار سورية في كل القطاعات».
وأوضح فرح أنّ وزارة السياحة من خلال المدارس والمعاهد التابعة لها تقوم بتأهيل الكوادر في مجالات متنوعة منها «فن الطبخ والعمل الفندقي والدلالة والترويج السياحي» كون القطاع السياحي من القطاعات المهمة التي يعول عليها في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
وأكد أنّ الوزارة تستثمر هذه المعارض للترويج لمدارسها ومعاهدها ومراكزها التدريبية وللمناهج الحديثة والمتطورة التي تدرس فيها بهدف استقطاب الطلبة أو الخريجين لتدريبهم وتأهيلهم وتأمين فرص عمل لهم من خلال التشارك والتكامل بين القطاعين العام والخاص.
حاجة ملحة للعمل تفرضها الظروف الاستثنائية التي تعرض لها الشباب السوري في الوقت الذي تسعى فيه شركات ومؤسسات للحصول على اليد العاملة بمختلف الاختصاصات ما يخلق «الحاجة الماسة للربط بينهما» لإنعاش سوق العمل من جديد بما يدعم الاقتصاد الوطني ويساهم في تقدم عجلة الإنتاج والحد من البطالة.
«سانا»