إلى الرئيس ترامب… ادخل التاريخ مع واشنطن ولنكولن وفرانكلين واترك مزابله لترومن وبوش
إياد موصللي
قرأت النداء الذي وجّهه النقيب الزميل الياس عون إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورأيتُ فيه الصوت اللبناني النقي في نداء قومي مؤمن بحقيقة الأمة ونقاء قضيتها، وشجعني على مخاطبة الرئيس الأميركي الجديد في شكله وهندامه المُقتبس المقلّد المزايد في المواقف التي يعلن فيها اصطفافه وراء «إسرائيل» تأييداً ومبايعة دون أن يرى أنهم بتأييدهم له يمارسون انتهازية سبق لهم في فترات مختلفة من التاريخ ممارستها، لا سيما موقفهم من نابليون بونابرت عندما وجّه له اليهودي الإيرلندي توماس كورت رسالة خلال حملته على مصر وسورية قال فيها: «إنّ اليهود سوف يكونون لكم عنصراً استعمارياً ثابت الأركان يحلّ في آسيا محلّ الإمبراطورية العثمانية وسيقدّم لكم العنصر اليهودي أهمّ الضمانات لبثّ الفوضى وهدم الدين وإشعال الأزمات.
وكما تفعلون اليوم يا قادة أميركا فعل نابليون وقد وقع في شرك اليهود وخُدع بنفاقهم قبلكم، وأدّى كرهُه لهم وعداؤه المَقيت لوجودهم إلى إصدار قراره الشهير بحقهم والذي دفع بالمجلس اليهودي الفرنسي الأعلى إلى إصدار تعميم عام 1807 يعلن فيه: «أنّ يهود فرنسا لم يعودوا يشكلون أمة إنهم مجرد مواطنين فرنسيين وأنهم تخلوا عن مشروع الهجرة الجماعية إلى فلسطين… وكان ذلك ثمن قبولهم في المجتمع الفرنسي…»
أيها الرئيس ترامب عُد إلى التاريخ وإلى ما قاله بنيامين فرانكلين أحد قادة الثورة الأميركية وأحد مؤسّسي الولايات المتحدة مع توماس جفرسون وجيمس ماديسون وجورج واشنطن وجون آدامز. وكان فرانكلين رجلاً سياسياً بارعاً ومخترعاً وكاتباً ومفكراً مثّل بلاده كمندوب سام أو سفير فوق العادة في فرنسا التي كان يعشقها، وكان له الدور الأكبر في نيل الولايات المتحدة الأميركية استقلالها عن الإمبراطورية البريطانية. وكان رجلاً متسامحاً رقيقاً مُتديّناً قرأ التوراة والإنجيل ودرسهما وأدرك خطورة اليهود على أيّ مجتمع يحلّون فيه. وكان يؤمن بوجود إله وخالق للكون يتولاه بعناية ويؤمن بألوهية المسيح عليه السلام، لذلك قال: أومن بإله واحد خالد في الكون، والذي يتولاه بعنايته الإلهية وهو المستحق للعبادة. وإنّ أفضل ما نقدّمه له هو تقديم الخير لعباده والآخرين، كما أومن بأنّ روح الإنسان خالدة، وسوف تُعامَل بعدل في الحياة الأخرى، حسب سلوكها في الحياة الدنيا.
وفي خطابه أمام الكونغرس الأميركي عام 1789، أوضح فرانكلين مخاوفه من الخطر اليهودي على بلاده، وتنبّأ بوقوع الولايات المتحدة فريسة سهلة للسيطرة اليهودية إذا لم يتمّ التصدّي لهم ومنعهم من الهجرة إلى أميركا، حسب رأيه وقتها، وإلا سوف يلعنهم أحفادهم. فقال: «أيها السادة هناك خطر كبير يتهدّد الولايات المتحدة الأميركية، وهذا الخطر هو اليهود الذين يعملون على تدنّي المستوى الأخلاقي والتجاري فيها. وعلى مدى تاريخهم الطويل ظلوا متقوقعين على أنفسهم بمعزل عن الأمم التي يعيشون فيها ولم يندمجوا في حضارتها بل كانوا يعملون دوماً على إثارة الأزمات المالية وخنق اقتصادها كما حصل في البرتغال وإسبانيا. لأكثر من 1700 سنة وهم يبكون على قدرهم ومصيرهم المُحزن، أعني طردهم ونفيهم من وطنهم الأم، ولو أنّ العالم المُتحضِّر أعاد لهم فلسطين الآن فإنهم على الفور سيخلقون الأعذار والحجج الواهية ليبرّروا عدم رغبتهم في ما يستدعي تواجدهم بين المسيحيين من غير جنسهم».
وأضاف فرانكلين بصراحة ووضوح وتحذير: «وإن لم يُطردوا من الولايات المتحدة بموجب الدستور فإنهم، وخلال مئة عام على الأقلّ من الآن، سيتوافدون إلى هذه البلاد بأعداد كبيرة وبتلك الأعداد سوف يحكموننا ويدمّروننا من خلال أنظمة الحكم لدينا والتي بذلنا نحن الأميركيين من أجل تطويرها على مرّ السنين الغالي والنفيس من دمائنا وأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا.
وإن لم يتمّ طردهم فبعد مئتي سنة من الآن سيعملُ أحفادُنا في الحقول ليل نهار من أجل إشباع بطونهم وجيوبهم بينما يجلسون هم في قصورهم يفركون أيديهم فرحاً واغتباطاً بما حصدوه من أرباح ومكاسب.
وها أنا أحذركم أيها السادة إن لم تطردوا اليهود من هذه البلاد إلى الأبد فإنّ أولادكم وأحفادكم سيلعنونكم في قبوركم.
ومع أنهم يعيشون بيننا منذ أجيال فإنّ مثلهم العليا ما زالت تختلف كلياً عما يتحلى به الشعب الأميركي من مُثل. فالفهد الأرقط لا يمكنه تغيير لون جلده، وسوف يُعرِّضون مؤسّساتنا ومقوماتنا الاجتماعية للخطر».
اليهود لا يحبون أحداً سوى أنفسهم وأنت أيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسيحي المعتقد لا وجود لك في مفاهيمهم فأنت من «الغوييم» أيّ المنبوذين وتطلق هذه الصفة على المسيحيين تحديداً وغير اليهود عموماً…
وهذه هي أقوالهم وتعاليمهم اقرأها واسمعها كما جاءت في الصفحة 262 من البروتوكول السادس عشر الذي يقول: «لقد سبق لنا في ما مضى من الوقت أن بذلنا جهداً لإسقاط هيبة رجال الدين عند «الغوييم» المسيحيين وكلّ ما هو غير يهودي وبتنا الآن لا يفصلنا عن رؤية الدين المسيحي قد انهار سوى بضع سنين».
وفي بروتوكولات حكماء صهيون المجلد الأول: «عقيدة هذا الشعب المختار أنه يستطيع أن يُفسد العالم ويعطله ويخربه ويقيم على أنقاضه ملكاً داودياً ينفرد بحكم العالم بأسره وما الأمم والشعوب إلا حيوانات مختلة العقل والذهن والفهم».
في هذا القول لا استثناء لأميركا وشعبها وبهذا القول تأكيد لما ورد في تحذير بنيامين فرانكلين…
وقال عنهم المسيح: احذروا هؤلاء المُرابين فإنهم يؤسِّسون لمملكة الشيطان..
ونقول لأولئك الذين تغنّى بهم نتن ياهو من الأعراب وأُعجب بهم.. هؤلاء نقول لهم ما قاله عنهم القرآن الكريم: «والأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً»…
أيها الرئيس الأميركي ترامب…
قِف الموقف المماثل لمواقف القادة التاريخيين في أميركا واجعل التاريخ يذكر اسمك مع جورج واشنطن وبنيامين فرانكلين وابراهام لنكولن ودوايت أيزنهاور.. وتصبح رمزاً للرئيس الذي يقود ولا يُقاد وترفع له الأيدي والقبعات ويجعل أميركا تسكن قلوب الملايين ويتردّد الهتاف باسمها على الأفواه وتصبح حقاً سيف الحرية وترسها… وتجعل الناس تنسى هاري ترومن وجورج بوش…