مارلين حردان: العِلم كما الصمود شكل من أشكال المقاومة
أحمد موسى
تنطلق السنة الدراسية الجديدة في المدارس الرسمية في منطقتَيْ حاصبيا ومرجعيون، بما تيسّر من الإمكانات المتواضعة التي تؤمّنها وزارة التربية ومجالس الأهل. فيما تتفاوت نسبة الإقبال على المدرسة الرسمية، نظراً إلى توجّه معظم الأهالي القادرين والموظفين ذوي الرواتب الميسورة، إلى تسجيل أولادهم في المدارس الخاصة، كونها تؤمّن مستلزمات الدراسة والوسائل التعليمية المتطوّرة والحديثة كافة.
والخجل من ارتياد الطلاب بعض المدارس الرسمية، مردّه اللامبالاة الممالاسة من قبل الدولة، هذا في الأيام العادية، فكيف تكون الأوضاع والدولة مشلولة؟ حتماً ستكون النتائج أسى على الطالب في الدرجة الأولى والأهالي ثانياً.
أمام هذا الواقع الذي يطغى على عدد من مدارس قضائي حاصبيا ومرجعيون، كان لـ«جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية» الدور الأبرز في تدارك الأخطار المحدقة بهذه المدارس. ومنعاً لتفاقم الأزمة، وحفاظاً على التربية والتعليم والصحة، حملت الجمعية على عاتقها تثبيت الجنوبيين في أرضهم، كنوع من المقاومة والصمود، وذلك على مدى سنين.
صمّمت «جمعية نور» على ألا تترك تلامذة هذين القضاءين يتفلتون من العلم، وأبت أن تترك للتسرب المدرسي مكاناً هناك، فعمدت إلى رفد هؤلاء الطلاب وهذه المدارس سنوياً بدعمٍ يشمل حصصاً من القرطاسية، وأخرى من التجهيزات الإسعافية التي تصلح لأن تكون صيدليةً مدرسية.
وإذا كان الهدف المباشر منع التسرّب المدرسي من التفشي، فإن الهدف الأعمق يتمثل في تثبيت المدرسة الرسمية، وإعادة الثقة فيها من قبل الأهالي، ويتمثل أيضاً في تثبيت صمود الشعب الجنوبي في أرضه، في الأرض التي لطالما غابت الدولة عنها.
الجولة
إذاً، جالت رئيسة جمعية جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية مارلين حردان على رأس وفد من الجمعية، ويرافقها المنفذان العامان لحاصبيا ومرجعيون في الحزب السوري القومي الاجتماعي لبيب سليقا وسامي نقفور، على عدد من مدارس حاصبيا ومرجعيون الرسمية الابتدائية، في إطار جولة تشمل عشرات المدراس، ويتخلّلها توزيع 5000 حصّة قرطاسية على التلامذة، إضافة إلى تجهيزات صيدلية وإسعافية.
استهلت حردان جولتها في متوسطة كفرشوبا الرسمية، حيث وزّعت القرطاسية على الطلاب، ولقيت والوفد المرافق استقبالاً كبيراً من المدير أحمد توفيق قصب والهيئتين الإدارية والتعليمية، ورئيس البلدية والفاعليات التربوية والاجتماعية والطلاب.
وفي كلمة ألقتها أمام الطلاب والأساتذة، أكّدت حردان عزم الجمعية على مواصلة تقديماتها من أجل مساعدة التلامذة، وحيّتهم بِاسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، لافتةً إلى أنّ جمعية نور دأبت منذ تأسيسها على دعم المدارس الرسمية، وعلى المساهمة مع الأهالي في تأمين القرطاسية إضافة إلى تقديمات إسعافية تحتاجها المدارس.
وقالت: «لكفرشوبا رمزية خاصة، ونحن نعتزّ بأننا من هذه المنطقة، لذا نقف إلى جانب أهلها، ندعم صمودهم ونقدّم ما أمكن من المساعدة للطلاب لتحفيزهم، فالعِلم كما الصمود، شكل من أشكال المقاومة».
وحيّت حردان الجيش اللبناني والتفاف الناس حول هذا الجيش الوطني، مشدّدة على ضرورة الوقوف صفّاً واحداً في مواجهة المشروع الإرهابي الذي يتهدّد بلادنا.
وكان لممثل رئيس بلدية كفرشوبا محمد القادري، ومدير المدرسة أحمد قصب، كلمات شكر لما تقدّمه الجمعية، وللاهتمام الذي يبديه النائب أسعد حردان بأبناء المنطقة.
ثم انتقلت حردان والوفد إلى متوسطة عين جرفا الرسمية، حيث كان في استقبالها مختار البلدة سالم الغازية، ومدير المدرسة نسيب حسنية والهيئتان التعليمية والإدارية. واطّلعت حردان على حاجات المدرسة، ووزّعت القرطاسية على التلامذة، وقدّمت تجهيزات لملعب الأطفال، مؤكّدةً أنّ العِلم ركيزة تساهم في بناء الانسان ليكون ناجحاً في المجتمع والوطن.
المختار الغازية ومدير المدرسة حسنية توجّها إلى حردان بالشكر على اهتمامها والدعم الذي تقدّمه لأبناء هذه المناطق، خصوصاً لناحية الرعاية الصحية والاجتماعية والانسانية. كما توجها بالشكر إلى النائب أسعد حردان على اهتمامه الشخصي وتقديم الدعم لأبناء المنطقة.
وتوجّهت حردان ووفد الجمعية إلى جديدة مرجعيون، فزارت المتوسطة الرسمية ووزّعت القرطاسية، بحضور مديرة المدرسة ناهدة راشد وأفراد الهيئة التعليمية، وبعدما اطّلعت حردان على أوضاع المدرسة واحتياجاتها، وعدت ببحث هذه الأمور مع وزير التربية والتعليم العالي وإيجاد المعالجات اللازمة.
وزارت حردان متوسّطة القليعة الرسمية، وكان في استقبالها مدير المدرسة ابراهيم نقولا والهيئة التعليمية. وبعد توزيع القرطاسية على الطلاب، شكر ديب جمعية نور ورئيستها مارلين حردان على ما تقدّمه الجمعية، وخصّ بالشكر رئيس الحزب النائب أسعد حردان على اهتمامه بالمنطقة وأهلها.
وأثنت حردان على جهود المدير والهيئة التعليمية، وتمنّت للطلاب النجاح من أجل بناء مستقبل واعد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ حردان ووفد الجمعية سيواصلان جولتهما على أكثر من 35 مدرسة رسمية في قضاءي مرجعيون وحاصبيا لتوزيع القرطاسية والحصص الإسعافية.