مؤتمر رأس الخشوفة 2

الأمين جبران جريج

في النبذة المعمّمة بتاريخ 15- 06-2017 بعنوان «من تاريخنا الحزبي في الكيان الشامي»، أوردنا ما كان جاء في كتاب «محطات قومية» للرفيق جميل مخلوف 1 عن مؤتمر رأس الخشوفة. في الصفحتين 473 و 474 من الجزء الرابع من مجلده «من الجعبة» يأتي الأمين جبران جريج على ذكر المؤتمر المذكور. ننقل ذلك لمزيد من الفائدة.

ل. ن.

«كانت معالجة الوضع السياسي في هذه المنطقة يقصد محافظة اللاذقية من الوطن السوري من أولويات الاهتمام الحزبي الرسمي المركزي، ففي محافظة اللاذقية تياران أساسيان: تيار وحدوي وتيار انفصالي. التيار الوحدوي ممثل في الحزب السوري القومي الاجتماعي المنتشر انتشاراً واسعاً في كلّ بلدة وقرية ودسكرة، خصوصاً في جنوب المحافظة التي تضمّ: بانياس، طرطوس، صافيتا وتلكلخ بما فيها الحصنان الغربي والشرقي، والتيار الثاني تيار له طابع سياسي بحت ممثل بأتباع الكتلة الوطنية الذين جلّهم انْ لم يكن كلهم من السنيين الموجودين في المدن من جهة، ومن جهة أخرى ممثل بفريق علوي ممثل بعشيرة «الخياطين» التي رئيسها جابر العباس، وكان كلّ من هذين التيارين الوحدويين مستقلّاً عن الآخر بالرغم من جهود الحزب للعمل المشترك مع بعض حلفائه من التيار الانفصالي القائلين بالانفصال عن سياسة الكتلة والقابلين بالوحدة على الأساس السوري القومي الاجتماعي.

«أما التيار الانفصالي فهو ممثل بفريقين: فريق ابراهيم الكنج وهو من رؤساء عشيرة «الحدادين» ورئيس دولة العلوين سابقاً وفريق مستجد هو فريق سليمان مرشد 2 المدعي الربوبية وأصبح اسمه «الرب». كان عمل الكنج انفصالياً بكلّ معنى الكلمة لكنه يتوسل السياسة سبيلاً إليه بكلّ ما في السياسة من مناورات لا تخلو في بعض الأحيان من الضغط والعنف، أما عمل «الرب» فقد كان انفصالياً أيضاً ولكن يريد أن يبني مملكة له على الأرض فمارس كلّ أنواع الوسائل للوصول الى غايته المنشودة.

«لمعالجة هذا الوضع الخطير المتفجر عقد رئيس المكتب السياسي المركزي نعمه ثابت يرافقه عميد المالية جبران جريج بصفته خبيراً بشؤون المنطقة، عقد مؤتمراً سياسياً في محلة «عين الكرم» في قرية «رأس الخشوفة» التابعة لقضاء صافيتا. ضمّ هذا المؤتمر بعض العناصر الحزبية من منطقة هذه المحافظة وذلك للتداول بشأن الخطة السياسية الواجب اتباعها حيال الحوادث المحلية يضاف اليها فقدان لواء الاسكندرون وانهيار «الكتلة الوطنية» او بالنسبة للوضع الانترنسيوني المنذر باندلاع الحرب.

«دام المؤتمر نهاراً كاملاً وبالنتيجة تقرر الاستمرار بالتعاون مع الكتلة الوطنية بالرغم من سلوكها السيّئ. أذكر من الذين اشتركوا في المؤتمر المذكور الرفقاء: خالد الكنج الدندشي، عزيز حديد المحامي 3 ، الدكتور صادق الطيار، محمود أحمد حبيب وأديب عازار الأمين لاحقاً .

« وقد تجلى تطبيق هذا القرار عندما زار المفوض السامي الجديد المنطقة فاستُقبل استقبالاً حاراً من قبل الفرقاء الانعزاليين أظهر ضعف الوحدويين. تجلى تطبيق هذا القرار عندما تظاهر القوميون الاجتماعيون بعدد يقرب الخمسة آلاف في منطقة صافيتا وقدّموا للمفوض السامي مذكرة إضافية تحليلية للموقف تقبّلها بكلّ سرور دبلوماسي.

«وقد تمّ ذلك رغم ضغط زعماء العشائر الانفصاليين ورغم العراقيل التي وضعها ضباط الاستخبارات الذين حاولوا بجميع الوسائل منع السوريين القوميين من إظهار شعورهم نحو وحدة بلادهم واستقلالها. استحق هذا الموقف شكر وتقدير محافظ المنطقة إحسان الجابري الكتلوي الانتماء والسياسة، فكان تصريحه الشهير «انتم الحزب الوحيد في سورية الذي يعمل بحق لسيادة البلاد ولا يدفعه سوى الإخلاص والتفاني بحب الوطن». لم تطل مدة بقائه في منصبه فقد خلفه شوكت العباس، النجل الثاني لرئيس عشيرة الخياطين، جابر العباس.

هوامش

1 – جميل مخلوف: كان منح رتبة الأمانة وانتخب عضواً في المجلس الأعلى.

2 – سليمان مرشد: كنا عممنا نبذة عنه. مراجعة قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.

3 – عزيز حديد: من «عمار الحصن». كان تعين منفذاً عاماً ومنح رتبة الأمانة، قبل أن يتخذ قرار حزبي بحقه. كنت نشرت كلمة عن ابنه الرفيق الراحل مروان حديد الذي كان تولى مسؤولية الفرع الحزبي في جزيرة «انتيغوا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى