محمد البعلبكي والعصر الذهبي
مع رحيل نقيب الصحافة محمد البعبلكي يغيب رمز عصر الصحافة الذهبي وقد رحل آخر رموز هذا العصر والصحافة تعيش أصعب أيامها وتحتضر كبريات الصحف عجزا عن مواصلة التنفس والصدور، كما كان حال نقيبها في أيامه الأخيرة، ونقابة الصحافة التي عرفت معه عصرها الذهبي بقوة ومكانة الصحف لن تستعيد تلك الأمجاد والمكانة من بعده، وبقوة تجذره الصف الأول لصناع الراي العام لسنوات طوال لم يعد ممكنا تكرار شبيهة لها، ثقافة محمد بعلبكي ولغته الأنيقة وتاريخه المشبع نضالا وفي رأس صفحاتها سجنه ووقفته أمام سجانيه كعقائدي حزبي يترافع عن عقيدة الحزب السوري القومي الإجتماعي، وكداعية من دعاة نهضة زعيم الحزب ومؤسسه أنطون سعادة، و أخلاق بعلبكي وطباع الهادئه، وإبتعاده عن الصدامات العدائية رغم حفاظه على مواقفه ودفاعه عنها في الشؤون القومية التي بقيت مقدسة في قاموسه وخصوصا مقاومة الإحتلال والإخلاص لفلسطين، كلها عناصر صنعت مهابة النقيب وإحترماه، وضمنت بقاءه لعقود على عرش نقابة الرأي العام الأولى في لبنان، التي تفتقد مع غيابه دورها بغياب مكانة الصحافة وربما غياب الصحافة التي يضمر دورها ويشح زيتها.
«البناء»