حردان: انتصار المقاومة الفلسطينية يُحصَّن ويُستكمَل بتعزيز الوحدة الداخلية لأنها السلاح الأقوى في مواجهة العدوّ الذي يستهدف كلّ فلسطين

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان ضرورة تحصين الانتصار الذي حققته المقاومة في فلسطين بفعل تضحيات المقاومين وبطولاتهم وصمود أبناء شعبنا، مشدّداً على أنّ استكمال هذا الانتصار يكون من خلال تعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية التي تشكل السلاح الأقوى في مواجهة العدوان الذي يستهدف كلّ فلسطين.

كما أثنى على الجهود التي يبذلها تجمّع الأطباء في لبنان، والتحضيرات التي يقوم بها للتوجه إلى غزة بهدف إيصال أدوية ومستلزمات طبية، مشدّداً على ضرورة انخراط جميع شرائح المجتمع وهيئاته في حمل الهموم الوطنية والقومية.

«الديمقراطية»

وقد استقبل حردان في مركز الحزب وفداً من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ضمّ عضوي المكتب السياسي علي فيصل ومحمد خليل وعضو اللجنة المركزية فتحي كليب، وحضر اللقاء إلى جانب حردان نائب رئيس المكتب السياسي د. كمال النابلسي ومدير الدائرة الإعلامية معن حمية، وجرى عرض آخر التطورات على الساحتين الفلسطينية والقومية.

فيصل

وخلال اللقاء سلّم فيصل إلى حردان نسخة من برنامج الجبهة الديموقراطية في لبنان، يعرض أوضاع الفلسطينيين في لبنان ورؤية الجبهة لمستقبل العلاقات الفلسطينية ـ اللبنانية، وشدّد على ضرورة استثمار الصمود والانتصار في معركة غزة وترسيخ صيغة الشراكة الوطنية الفلسطينية التي أثبتت جدواها وصنعت نصراً كبيراً لمصلحة الشعب وقضيته والانتقال إلى خطوات عملية خارج أطر اتفاقات أوسلو.

وأكد فيصل أهمية الحفاظ على روحية الوحدة الوطنية التي تحققت في الميدان، وعلى المستوى السياسي بالوفد الفلسطيني الموحّد الذي فاوض وصمد وتمكّن من التوصل إلى اتفاق مشرّف، خصوصاً أننا أمام مرحلة تفاوضية جديدة ستكون أشد صعوبة وتعقيداً. ولا بدّ من توفير عناصر الفوز في هذه المعركة السياسية وفي معركة إعادة الإعمار، كما فازت المقاومة، وشعب المقاومة في المعركة العسكرية، وهذا ما يعني ضرورة مغادرة السياسات والمصالح الفئوية الضيّقة والتعاطي بمسؤولية وطنية مع عديد الاستحقاقات المقبلة، وأهمية الشروع الفوري بإدارة حوار وطني من أجل إعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، تتحمّل مسؤولياتها في إدارة الشأن العام.

ودعا فيصل الحكومة اللبنانية ومؤسّساتها إلى لعب دور إيجابي تجاه المخيمات في لبنان، آملاً لهذه العلاقات أن تأخذ مسارها الإيجابي على قاعدة الحقوق والواجبات المتبادلة ودعم لبنان لحق العودة بما يضمن إقرار الحقوق الإنسانية بخاصة حق العمل والتملّك وإعمار مخيم نهر البارد وغير ذلك من المسائل المشتركة… معتبراً أنّ المدخل لتحصين أوضاع المخيمات هو بتحسين واقعها الاقتصادي، بما يحفظ أمن شعبنا واستقرار مخيماته…

حردان

أكد حردان أنّ المقاومة الفلسطينية بفعل بطولاتها وتضحيات الفلسطينيين وصمودهم، انتصرت على العدو الصهيوني، وهذا الانتصار وضع فلسطين مجدّداً في مربّع الاهتمام والجذب، باعتبارها قضية عادلة ومحقة، وأنّ مقاومتها الاحتلال والعدوان مقاومة مشروعة.

وأشار حردان إلى أنّ العدو الصهيوني وعلى مدى خمسين يوماً ونيّف من العدوان الوحشي على غزة، وما سبق ذلك من ممارسات عدوانية في الضفة، فشل في تحقيق أهدافه الرامية إلى تصفية المقاومة والمسألة الفلسطينية، وهذا الفشل الصهيوني يُحسب انتصاراً أكيداً للمقاومة في فلسطين بكلّ أطيافها، ونحن نرى ضرورة تحصين هذا الانتصار واستكماله من خلال تعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية التي تشكل السلاح الأقوى في مواجهة العدوان الذي يستهدف كلّ فلسطين سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو في القدس.

واعتبر حردان أنّ القوى الفلسطينية بكلّ فصائلها ومؤسّساتها مسؤولة عن تحصين عوامل الوحدة والصمود، ونحن من موقع الالتزام بمشروع المقاومة القومية نهيب بالقوى الفلسطينية كافة، أن تعزز وحدتها وأن ترسم خريطة طريق للتحرير والعودة من خلال رؤية واحدة وبرنامج نضالي مرتكز إلى ثابت مقاومة الاحتلال والتمسّك بحق العودة ومواجهة مشاريع الاستيطان والتهويد التي يدأب العدو على تنفيذها من خلال عمليات قضم الأراضي وتهويدها.

وأشار حردان إلى أنّ الحقوق المدنية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان هي محلّ متابعة واهتمام من قبل الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي تحرّك على هذا الصعيد من خلال اقتراح مشروع قانون قدّمه إلى المجلس النيابي اللبناني بهذا الخصوص، لأننا نعتبر أنّ نيل الفلسطينيين حقوقهم المدنية والاجتماعية يعزز صمودهم، وتمسكهم بثوابتهم النضالية وفي مقدّمها حق العودة.

وشدّد حردان على أهمية الموقف الموحد للقوى الفلسطينية في لبنان لمعالجة أوضاع الفلسطينيين ومعاناتهم من خلال التنسيق مع الدولة اللبنانية.

واختتم حردان مؤكداً أنّ التحديات كبيرة، ليس على المستوى الفلسطيني فحسب، بل على مستوى عموم المنطقة، داعياً إلى ضرورة انخراط الجميع في المعركة ضدّ الإرهاب والتطرف، لأنّ الإرهاب الذي تتعرّض له بلادنا هو صناعة «إسرائيلية» لأنّ العدو «الإسرائيلي» هو ولادة الإرهاب الذي يرتكب المجازر وعمليات القتل الجماعي.

تجمّع الأطباء

واستقبل حردان بحضور النابلسي وحمية وفداً من تجمّع الأطباء في لبنان برئاسة الدكتور غسان جعفر الذي وضع حردان في أجواء تحضيرات التجمّع من أجل التوجه إلى غزة في القريب العاجل بهدف إيصال أدوية ومستلزمات طبية.

وقد أثنى حردان على الجهود التي يبذلها التجمّع، مشدّداً على ضرورة انخراط جميع شرائح المجتمع وهيئاته في حمل الهموم الوطنية والقومية، ومؤكداً أنّ دعم صمود شعبنا في غزة يندرج في سياق المهام النضالية.

ولفت حردان إلى أنّ الخطر الصهيوني لا يقتصر على الممارسات الإرهابية اليومية بحق الفلسطينيين ولا بمشاريع الاستيطان وعمليات التهويد والقضم، بل إنّ هذا الخطر يتهدّد المنطقة برمّتها، إذ إنّ الإرهاب والتطرف الذي يعيث قتلاً وإجراماً في سورية والعراق ولبنان، هو صناعة «إسرائيلية» ـ أميركية، وهذا لم يعد خافياً على أحد، بدليل الدعم والإسناد المباشرين اللذين يقدّمهما العدو الصهيوني للمجموعات الإرهابية المتطرفة.

ورأى حردان أنّ حلفاء «إسرائيل» وفي مقدّمهم الولايات المتحدة الأميركية، ليسوا جادّين في محاربة الإرهاب والتطرف، وأنّ التحالف الدولي الذي تقوده أميركا ليس للقضاء على الإرهاب، بل من أجل إعادة هيكلة المجموعات الإرهابية في إطار جديد، وتقديمه بصيغ وتسميات جديدة.

وأشار حردان إلى أنّ عناصر صمود وقوة محور المقاومة والمعادلات الدولية القائمة لا تزال تضبط الاندفاعة الهجومية الأميركية تحت سقف التزام احترام السيادة السورية، لكننا لا يمكن أن نطمئنّ أو نقبل بتحالف دولي تحت عنوان مكافحة الإرهاب، لا تشارك فيه سورية وروسيا وإيران.

واختتم حردان مجدِّداً الدعوة إلى قيام جبهة شعبية لمكافحة الإرهاب والتطرف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى