«Operator 4.0»
وصلت البشرية للثورة الصناعية الرابعة، حيث بدأت شركات التصنيع في دمج الروبوتات والتشغيل الآلي وغيرها من التكنولوجيات في نظام العمل داخلها.
واستندت الثورة الصناعية الأولى على المحرك البخاري، حيث ساهم اختراع، جيمس واط، العام 1775، في امتداد الصناعة في القرن الـ19 من إنكلترا إلى أوروبا والولايات المتحدة، أما الثورة الصناعية الثانية فبدأت في أوائل القرن العشرين مع إبداعات، هنري فورد، في خط الإنتاج الشامل، ومع نهاية القرن الماضي، بدأت الثورة الصناعية الثالثة، حيث ظهرت الإلكترونيات الدقيقة وقوة الكمبيوتر في مجال التصنيع، وها قد بدأت الثورة الصناعية الرابعة الآن، حيث اتخذت الروبوتات على عاتقها المهام الجسدية الصعبة والخطيرة، من أجل الحفاظ على سلامة المصنع وراحة العمال وجودة المنتج.
أما المرحلة التالية من الابتكار في العمل فتتعدى الأعمال الجسدية لتشمل المجال المعرفي، ما يساهم في إزالة المهام المجهدة عقلياً والمتكررة من الروتين اليومي للناس، وسيصبح العمل الإنساني أكثر تنوعاً وإبداعاً، بعد أن تبدأ الروبوتات بالعمل بشكل وثيق أكثر من ذي قبل مع الإنسان.
وبحلول الثورة الصناعية الرابعة فإن الآلات التي تدعمها التقنيات الشائعة الآن مثل المساعد الصوتي سيري وأليكسا، وأجهزة الاستشعار القابلة للارتداء مثل سوار فيتبيت والساعات الذكية، ستهتم بتفاصيل العمل الشاقة، ما سيجعل الروبوتات أكثر استخداماً في مجال التصنيع.
ويسمى الجيل الجديد من العمال البشريين المعززين بالتكنولوجيا سواء في المصانع أو المكاتب «Operator 4.0»، وهذه التقنية تسمح للعمال بارتداء هياكل خارجية روبوتية تعزّز قوتهم.
فالمشغل فائق القوة «Operator 4.0» يسمح للإنسان بالسيطرة على القوة المادية للروبوت في مواقع البناء والمصانع، ما من شأنه خفض مخاطر الإصابة بحوادث العمل أو التعرّض للإرهاق.
كما أن استخدام المشغل فائق القوة سيجعل العمال قادرين على التعامل بسهولة مع الأشياء الثقيلة، من دون التعرض للإصابات الخطيرة، وفي نهاية اليوم سيكون بإمكان العامل التخلص من الهيكل الروبوتي الذي كان يرتديه، بعد عمل خالٍ من الإرهاق باعتماده على «Operator 4.0».
وتتمحور الثورة الصناعية الرابعة حول المصانع الذكية التي تُدار بالآلات وترتبط بشبكة الإنترنت، وبنظام يمكنه تمثيل مراحل عملية الإنتاج كلها، وقادر على اتخاذ القرارات بمعزل عن التدخلات الخارجية.
ومن أهم ما تقدمه الثورة الصناعية الرابعة، توفير فرص واسعة للمجتمعات البشرية كي تحقق معدلات عالية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، من خلال تخفيض تكاليف الإنتاج، وبالتالي تأمين خدمات ووسائل نقل واتصال تجمع بين الكفاءة العالية وثمن أقل، كما ستساهم هذه الثورة في توفير رعاية صحية أفضل للإنسان، كما أنها تختصر الكثير من الوقت في عملية التطور.
ولا يجب أن يكون هناك صراع بين الروبوتات والبشر باعتبار أن الروبوتات ستحل محلهم في الوظائف، ما سيجعل الكثيرين عاطلين عن العمل، إذ ينبغي أن يكون هناك جانب تعاوني بين البشر والتكنولوجيا، وبهذه الطريقة ستكون الشركات والمصانع قادرة على الاستفادة من نقاط قوة البشر والآلات على حد السواء. ديلي ميل