شمخاني يلتقي بري وسلام ونصرالله ويعلن عن هبة إيرانية للجيش
أكد الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن بلاده قررت تقديم هبة عسكرية عربون محبة وتقدير للبنان ولجيشه الباسل، وهي عبارة عن بعض التجهيزات التي تساعد هذا الجيش في المواجهات البطولية التي يخوضها ضد الإرهاب الآثم.
وكان شمخاني الذي غادر بيروت عصر أمس متوجهاً الى دمشق، استهل زيارته لبنان بلقاء رئيس الحكومة تمام سلام يرافقه مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان والسفير الايراني محمد فتحعلي ووفد إيراني كبير. وأشار إلى «أن الحكومة رحّبت بها، وأن هذه الهبة ستقدم في شكل عملي خلال زيارة رسمية يقوم بها وزير الدفاع سمير مقبل إلى إيران لاستلامها في شكل رسمي». ولفت إلى «أنه استعرض مع سلام التطورات السياسية الإقليمية إضافة الى المحاولات الآثمة الذي يجريها الكيان الصهيوني من أجل استثمار التطورات الإقليمية في الشكل الذي يناسب مطامعه التوسعية والعدوانية، فضلاً عن الكثير من الأمور المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين». وقال: «ليس هناك اي خط أحمر يحول دون ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وما يهمنا في شكل أساسي هو تثبيت وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع لبنان، لافتاً إلى أن هناك عبارة واحدة يعلق عليها الجميع آمالهم وهي أن الحوار هو الطريق الوحيد.
بري
وأكّد شمخاني عقب لقائه والوفد المرافق والسفير محمد فتحعلي، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة «أن ايران كانت وما زالت تضع في أولى سياساتها الخارجية ترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان».
وفنّد الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني في شكل رسمي ما قيل وتمّ تداوله في وسائل الاعلام بأن الجمهورية الاسلامية الأيرانية أعلنت أنها ستشارك في الائتلاف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» مقابل تسهيلات تقدم لها في ملفها النووي السلمي، فقال: «نحن لم نكن وليس لدينا أي صلة لا من قريب ولا من بعيد بتنظيم «داعش» وهذا من دواعي فخرنا واعتزازنا»، مؤكداً «أن سجل الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ اللحظة الاولى من تأسيسها هو ناصع ومبارك وحافل بمكافحة الارهاب والتنظيمات الإرهابية التكفيرية المتطرفة في كافة الظروف والمراحل».
ورداً على سؤال حول أسباب السماح للإئتلاف الدولي أن يضرب ضربته في المنطقة، قال: «هناك تخطيط أكبر من «داعش». من هي «داعش» ومن أساسها؟ ومن شكل عناصر «داعش» ومولها وجهّزها، ومن هيأ الساحة لنموها في سورية؟ من فعل ذلك هم الغرب وأصدقاء الغرب في المنطقة»، لافتاً إلى أن تمويل «داعش» يبدأ من أصدقاء وحلفاء الغرب في المنطقة. وأكد «أن الائتلاف الدولي المزعوم والمضحك الذي يتبنّى ظاهرياً مكافحة الارهاب، من دون الاستناد الى مسوّغ أخلاقي أو حقوقي أو شرعي، لا يمكن أن يخدم توجهات ومصالح الشعب العراقي والدولة العراقية. وليست له قيمة في محاربة الارهاب وستثبت الايام المقبلة ذلك». ورأى أن الضرب الجوي من دون تحرك أرضي ليست له قيمة وهذا يعرفه العسكريون جيداً، مشيراً إلى أن هذا الائتلاف كالمثل العربي القائل «حاميها حراميها».
نصر الله
كما التقى شمخاني والوفد المرافق له، والسفير محمد فتحعلي، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وتم التداول بآخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة.
وأشار نصر الله إلى «أنه في ظلّ التهديدات المعقدة وغير المسبوقة التي تشكل خطراً وجودياً على المنطقة وشعوبها، فإنّ أولويات حزب الله الآن هي لتفعيل المواجهة ضدّ الإرهاب، والعمل على منع انتقال الأزمة وعدم الاستقرار إلى لبنان، وتمتين وتعزيز الاستقرار والوحدة الوطنية «.
وأكد نصرالله «أن مواجهة الإرهاب والتهديدات المتصاعدة تحتاج إلى إجراءات فعلية لا مسرحية وتجنب ازدواجية المعايير والتعاطي المشبوه مع هذا الإرهاب».
في المطار
وكان شمخاني أعلن في تصريح أدلى به للصحافيين في مطار بيروت الدولي لدى وصوله، أنه سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين التعاون الدفاعي بين البلدين، وتأمين ما يحتاجه الجيش اللبناني من معدات وتجهيزات لتعزيز قدراته العسكرية، مشيراً إلى العلاقات التاريخية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان، وبين الشعبين الإيراني واللبناني. وأوضح أن الهدف الرئيسي من زيارته لبنان إجراء محادثات ومشاورات مع المسؤولين اللبنانيين حول التطورات السياسية والأمنية في المنطقة والمشاركة والتعاون في مواجهة التهديدات المشتركة ضد إيران ولبنان.