مجزرة حلبا الإرهابية… جرح نازف حتى الاقتصاص من القتلة
جودي يعقوب
التعريف القانوني لجرائم الإرهاب، يؤكد أنّ مجزرة حلبا جريمة إرهابية بامتياز، لكن رغم مرور تسع سنوات على ارتكابها، لم يحرّك القضاء ملف هذه القضية، في حين أنّ المشاركين في ارتكاب المجزرة تحريضاً وتسهيلاً وتنفيذاً معروفون بالوجوه والأسماء!
مجزرة حلبا، نموذج عن هذا الإرهاب الذي يعيث قتلاً وتدميراً في الشام والعراق، ولو جرى تطبيق حكم العدالة والقانون بحق المجرمين لتمّ وأد هذا النموذج الإجرامي، ولما تعاظم الخطر الإرهابي.
والسؤال، هل المجرمون وحدهم قادرون على منع تطبيق القانون وتحقيق العدالة، أم أنّ هناك أطرافاً وقفت إلى جانبهم ومنعت تحقيق العدالة؟
للإرهاب رعاة، وهؤلاء الرعاة، دولاً وأفرقاء، معروفون. هم كلّ الذين تآمروا على سورية وقدّموا الدعم للمجموعات الإرهابية المتطرفة، وهم كلّ الذين أطلقوا على الإرهاب تسمية معارضة، وكلّ الذين استخدموا خطاباً غرائزياً طائفياً مقيتاً، وكلّ الذين حاولوا تزييف حقيقة المعركة بين الدولة والإرهاب وجعلها معركة طائفية ومذهبية.
مجزرة حلبا لن يطالها النسيان، فهي بكلّ فصولها ومشاهدها المرعبة تتكرّر كلّ يوم، لذا لن يمرّ عليها الزمن، فهي جرح يظلّ نازفاً حتى الاقتصاص من القتلة والمجرمين.
إنّ عمليات القتل التي ينفذها «داعش» و»النصرة» وأخواتهما، والتمثيل بالجثث هما نموذج عن مجزرة حلبا الوحشية، حيث شهداؤنا قتلوا بوحشية، وتمّ تعذيبهم وسحلهم والتمثيل بجثثهم، مما يؤكد أنّ للمجرمين المرجعية نفسها التي تشرّع القتل والإجرام والتخريب والفوضى لتحويل سورية إمارات طائفية ومذهبية، وتفتيت الوحدة السورية.
مجزرة حلبا مجزرتان الأولى ارتكبت ضدّ القوميين الاجتماعيين العزل في باحة مكتبهم، والثانية ارتكبت، عندما لاحق المجرمون جرحانا إلى المستشفيات وأجهزوا عليهم بالسكاكين والسواطير والآلات الحادّة.
مجزرتان في مجزرة واحدة، ارتُكبتا بحق مقاومين قوميّين في عز العطاء، قتلوا ببلطات وحجارة الباطون والعصي، حتى الجرحى قتلوا أمام المستشفيات أو داخلها ليظهروا بأجسادهم مدى إجرام هؤلاء الرعاع وليعرف العالم مَن هم، وليطفئوا بدمائهم حقد هؤلاء، ونار هذه الحرب المذهبية التي كانت ستحرق بلداً بأكمله…
إنّ دماء شهداء المجزرة تزهر زوابع بوجه غرائز الإرهاب والتطرف، لذا سيظلّ شعارنا «حلبا لم ولن ننسى».
فادي الشيخ، مخايل سليمان، أحمد نعوس، نصر حموضة، أحمد خالد، خالد الأحمد، محمود الترك، ظافر حموضة، محمد غانم، محمود درويش، خالد إبراهيم، أنتم لنا مثال التضحية من أجل قضية تساوي وجودنا.