رعد: نجدّد مطلب إنشاء متحف وطنيّ للفنّ التشكيليّ
رنا صادق
«كتبتني الألوان»، مزج الألوان في حديقة ذكرى ساليا الهادي معضاد، الفنانة التشكيلية الراحلة عام 1979، والتي تركت وراءها كمّا هائلاً من الرسومات للطبيعة والوجوه والأزهار ورسومات على الفحم.
بحضور ممثّل عن وزير الثقافة غطاس الخوري، ورئيسة جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت الدكتورة ديما رعد، أقيم حفل توقيع كتاب «كتبتني الألوان» إهداءً لذكرى الفنانة التشكيلية الراحلة.
ابنة زبدين المتنية ولدت بعيداً عن لبنان في منطقة مكسيكية، عُرفت بحبّها للفنون والناس والحياة، كما طغت روحها الإيجابية حيثما حلّت، وذلك حسبما ذكرت ابنتها ليلى الهادي معضاد في تصريح إلى «البناء» على هامش الحفل. وتابعت أنّ ساليا كانت اجتماعية من الطراز الأول، متلهّفة للمساعدة وعمل الخير، ما يبرز جليّاً في رسومها عبر استخدامها الألوان الانسيابية ومنها اللونين الأحمر والأخضر، وكلاهما يشيران إلى الحبّ والجمال والنقاء، ما يجعل هذه الرسوم أقرب إلى القلب.
في سياق متّصل، عند تصفّح الكتاب يظهر في الصور متحف الفنانة الذي يقع في مسقط رأسها، الذي كان في السابق منزلها. يقودك الكتاب نحو طفولة زاهية وحياة هادئة في ضيعتها زبدين ـ المتن الأعلى. يقسم الكتاب إلى أقسام مختلفة: أزهار، مناظر، وجوه، ورسومات بالفحم، كما يحتوي على عدد من المقالات التي نشرت آنذاك وعلاقة ساليا بالصحافة. عاصرت ساليا الرسام رفيق شرف، ودرست الفنون التشكيلية في الجامعة اللبنانية، وكانت المسؤولة الفنية في مدرسة الراهبات اليسوعية. إذ تقول ابنتها إنّ اسم الكتاب يعكس ما يحويه، فالألوان التي كانت تستخدمها في الرسومات تحكي عنها من خلالها وتنساق في أودية ألوانها.
وفي الحفل، كانت للأديبة والكاتبة نور سلمان كلمة عبّرت فيها عن محبّتها للفنانة الراحلة، وقالت: إن إبداع الريشة لا يحتاج إلى إبداع الكلام، وماذا أقول في هذا الكتاب الرائع المتكامل؟ فأنا لا أستطيع أن أضعه في مكتبتي، بل سأجعله متصدّراً صالوني، لأنه كتاب الجمال والألوان التي تحيي ولا تذبل.
وتابعت سلمان: ساليا ككلّ مبدع لا تؤمن بالاختلاف، ولا تؤمن بخلافات الألوان، اللون يحرّر لا يكسر، أما الكلمة لا تحرّر بل تكسر، الكلام اليوم في أزمة كبرى، فالمبدعة ساليا محبّة، والحبّ يحرّر.
أمّا رئيسة جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت الدكتورة ديما رعد، فوجّهت رسالة إلى وزير الثقافة غطاس خوري شدّدت فيها على مطلب إنشاء متحف وطنيّ للفنّ التشكيليّ، وأشارت إلى أنّ هذا النوع من المتاحف منتشر في جميع دول العالم إلّا في لبنان، وفعلياً المتحف هو الذي يصون أعمال الفنان، ويحفظ النتاج الفنّي التشكيلي.