روحاني: سنردّ بالمثل على العقوبات الأميركية
تعهّد الرئيس الإيراني حسن روحاني «بردٍ موازٍ على العقوبات الأميركية ضد بلاده»، مؤكداً أنّ «عقوبات كهذه لن تؤثر على الشعب الإيراني ولن تثنيه عن المقاومة والصمود».
وأضاف: «الأميركيون، قلقون من استقلال إيران واتخاذها نموذجاً يحتذى في المنطقة. سنعمل على تعزيز قدراتنا الدفاعية، غير آبهين بمطالب الآخرين، فيما هذا النوع من العقوبات لن يؤثر في الشعب الإيراني ومقاومة وصمود النظام الإسلامي في إيران، كما لم ولن يغير من سياساتنا. العقوبات الأميركية هي تكرار للعقوبات السابقة. وهذا يثبت أن حربة العقوبات الأميركية باتت ضعيفة مقارنة بما قبل الاتفاق النووي».
وختم بالقول: «إذا تنصّلت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بشكل جزئي، فإننا سنتنصل كذلك منه جزئياً، وإذا ما تنصّلت منه واشنطن بالكامل، فإننا لن نتوانى من جهتنا على التنصّل المطلق منه أيضاً».
من جهته، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «أنّ العقوبات الأميركية الجديدة ضد بلاده تعرّض التنفيذ الناجح للاتفاق النووي للخطر»، مؤكداً أنّ «إيران ستردّ بالمثل على ذلك».
وقال قاسمي أمس، «إنّ مصادقة مجلس النواب الأميركي على لائحة العقوبات الجديدة، وفي حال التصديق النهائي عليها ودخولها حيز التنفيذ، ستكون تجاهلاً للاتفاق النووي الذي هو اتفاق دولي متعدّد الأطراف، وجاء حصيلة لجهود استمرت أعواماً عدة».
واعتبر قاسمي أنّ «الإجراءات الأميركية موجهة ضدّ الشعب الإيراني»، مضيفاً أنّ «الجمهورية الإسلامية كما التزمت بتعهداتها ونفذتها تماماً لغاية الآن وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأقرّت به دول مجموعة 5+1 فإنها تتوقع من سائر أطراف الاتفاق النووي ومنها الحكومة الأميركية الالتزام بتعهداتها وتنفيذها أيضاً». وأشار المتحدّث إلى أنّ «الخارجية الإيرانية تعتبر نص مشروع القرار حول القوات العسكرية والقدرات الصاروخية الإيرانية غير قانوني وغير مبرر ولا أساس له».
وختم بالقول، إنّ «نواب الكونغرس يتّهمون إيران بزعزعة استقرار المنطقة في حين أن بلادهم لعبت الدور الأساس من خلال عدوانها على العراق في إيجاد الجماعات الإرهابية مثل داعش، وإن تصاعد عدم الاستقرار في هذه المنطقة والتطرّف الراهن هو نتيجة للسياسات غير المدروسة وغير المسؤولة للولايات المتحدة وحلفائها».
بدوره، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، عباس عراقجي، في حديث للصحافيين بصدد العقوبات: «لقد اعتادت إيران طيلة السنوات الماضیة على الإجراءات العدائیة ضدها، وهذه العداوة ليست وليدة الإدارة الأمیركیة الحالیة».
وأوضح أنّ «قانون العقوبات الأميركية لا یفرض قيوداً جدیدة على بلاده، بل هو تحصيل حاصل للعقوبات الأمیركیة السابقة ضد طهران في المجالات غیر النوویة، رغم أنه لن يمرّ مرور الكرام على الاتفاق النووي المبرم بين طهران والسداسية» الدولية، وسوف يحد من استثمار إيران في خطة العمل المشترك الشاملة».
وذكّر عراقجي بأنّ «الإدارة الأمیركیة الجدیدة، اضطرت مرتین خلال الأشهر الستة الماضیة للإقرار بالتزام طهران، نظرا لأن تقاریر الوكالة الدولیة للطاقة الذریة السبعة، أكدت بشكل لا لبس فيه التزام الجانب الإيراني بجميع تعهداته في إطار الاتفاق النووي».
من جهة أخرى، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية، على لسان المتحدث باسمها العميد مسعود جزائري، «أنها ستجعل واشنطن تندم على ممارساتها العدوانية تجاه إيران».
وحثّ جزائري، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد مصادقة مجلس النواب الأميركي، على التزام الحيطة والحذر أكثر مما مضى إزاء توجهاتها العسكرية في محيط إيران.
وقال جزائري «إنّ الجيش والحرس الثوري سيغيران اللعبة مع الأميركيين في أي ساحة»، مضيفاً أنّ «تداعيات أي سوء سلوك جديد في المنطقة ستكون على عاتق واشنطن».
في السياق نفسه، قرّرت لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني عقد اجتماع طارئ السبت المقبل لبحث خطوة الكونغرس الأميركي، ومشروع قانون «لمواجهة الإجراءات الأميركية الإرهابية في المنطقة».