.. وتبقى الأسباب قائمة لاندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة
معن حمية
أزال العدو الصهيوني الكاميرات والبوابات الإلكترونية التي وضعها عند مداخل المسجد الأقصى، وتمّ ذلك تحت تأثير ضغط مزدوج. فمن جهة انفجر الشارع الفلسطيني غضباً ضدّ إجراءات قوات الاحتلال، ومن جهة أخرى تحرّك حلفاء العدو الصهيوني، وضغطوا تحت عنوان رفض البوابات الإلكترونية، ليس نصرة للأقصى وفلسطين بل لاحتواء التداعيات الكبيرة على العدو. في وقت تحدّث متابعون ومراقبون عن مقوّمات وعناصر مكتملة تنذر باندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، إذا أصرّ العدو على تثبيت كاميراته وبواباته الإلكترونية عند مداخل الأقصى.
هنا يظهر جلياً، أنّ تراجع العدو عن إجراءاته وخطواته الاستفزازية، إنما تمّ بفعل الغضب العارم الذي عبّر عنه أبناء شعبنا في فلسطين، وفي المقابل نجح حلفاء الكيان الصهيوني في إقناع حليفهم بجدّية وخطورة غضب الفلسطينيين، وبأنّ الأمور ستخرج عن السيطرة، إذا استمرّ كيان العدو على إجراءاته…
إن إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات من مداخل الأقصى، هو بلا شك انتصار لإرادة شعبنا. ومن جهة أخرى، فإن الكيان الصهيوني تجنّب مرحلياً اندلاع انتفاضة جديدة بمساعدة قوى دولية وإقليمية وعربية .
لكن ما هو مؤكّد أن العدو لن يتوقف عن ممارساته العدوانية، ومواجهات أمس، في باحات المسجد الأقصى تشي بأن أسباب اندلاع انتفاضة فلسطينية متجدّدة تبقى قائمة في كل حين، ما دام هناك احتلال وغطرسة وعدوان.
أما «العربان» الذين يدّعون نجاحاً في الوصول إلى هذه النتيجة التي تراجع فيها العدو عن إجراءات اتخذها. فهذه الادّعاءات ليست محلّ ترحيب، لأنّ التراجع الصهيوني هو انتصار لإرادة الفلسطينيين وليس مصلحة. المصلحة كانت تقتضي انطلاق شرارة الانتفاضة الجديدة.
وعليه فإن أيّ بلد عربي قام باتصالات للوصول الى النتيجة الحالية، لم يقم بذلك من أجل الأقصى والقدس وفلسطين، بل في سياق السعي الدولي لنزع فتيل التصعيد، وتجنيب كيان العدو انتفاضة الغضب الفلسطينية .
العدو تراجع عن نصب بوابات إلكترونية، لكنّه لم يتراجع عن سياساته العدوانية وممارساته الوحشية والقمعية. هو أذعن لنصائح ناصحيه بأنّ أبواب جهنّم ستفتح عليه وله من جراء البوابات الإلكترونية، لكنه لم يتخلّ عن عنصريته وإجرامه.
وعليه، تبقى أبواب الاحتمالات مفتوحة على كلّ اتجاه. فما يختزنه أبناء شعبنا في فلسطين من إيمان بالقضية وإرادة الصمود والصبر والعزم من أجل تحقيق التحرير والعودة، كل هذا المخزون النضالي الكفاحي المقاوم، مهيّأ للفعل في كلّ حين. فيا كلّ الفلسطينيين وكلّ شعبنا، انتظموا في خيار الصراع والمقاومة والانتفاضة.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي