اعترافات بالجملة… سورية انتصرت
معن حمية
عندما يقول المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا «إنّ على المعارضة السورية أن تكون واقعية وتدرك أنها لم تربح الحرب ضدّ الحكومة»، فإنه يعترف بسقوط أهداف الحرب على سورية، وينعى الدور الوظيفي الذي مُنح لما يسمّى معارضة سورية، بهدف إعطاء بعد داخلي للحرب الإرهابية الكونية التي تُشنّ على سورية.
قول دي ميستورا تزامن مع تصريحات أطلقها السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، أعلن فيها صراحة عن انتصار الأسد وحلفائه، وهو كان أعلن قبل فترة أنّ «اللعبة انتهت». كما صدرت مواقف أوروبية بالمضمون نفسه، وأيضاً من الأردن ومن أكثر من بلد في المنطقة، وفي هذه المواقف كان لافتاً تغيّر اللهجة والتخلّي عن عبارات ومصطلحات لطالما استخدمت طيلة فترة الحرب على سورية، مثل تنحّي الرئيس وإسقاط النظام!
مواقف دي ميستورا وفورد وآخرين يمثلون دولاً عديدة، تشي بأنّ الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها الأوروبيّين وبعض الدول الإقليمية والعربية باتوا يقرّون جميعاً بأنّ سورية انتصرت وبأنّ الحرب ضدّها فشلت في تحقيق أهدافها، كما أنّ هناك إقراراً من قبل العدو الصهيوني بهذه النتيجة وهذا ما يظهر في وسائل إعلامه ومن خلال حالة الهلع والارتباك التي تصيبه، والتي دفعته مؤخراً إلى إجراء مناورات ضخمة، وإلى تنفيذ طائراته عدواناً جوياً على مواقع سورية في مصياف.
ما تقدّم يؤكّد حصول تطوّرات دراماتيكية فرضها إيقاع الميدان السوري، لصالح الجيش السوري وحلفائه. وهنا يُطرح السؤال، ما هو الدور الذي يمكن لما يسمّى معارضة سورية أن تؤدّيه؟ وما هو سقف مطالبها، وهي التي «لم تربح الحرب»، كما اعترف دي ميستورا؟
وكيف إذا كانت هذه المعارضات بالأصل مجرد هياكل لا وجود لها على الأرض السورية، إلا إذا جرى التعامل معها كمرجعية سياسية للتنظيمات الإرهابية بما فيها «داعش» و«النصرة»!
واضح أنّ المعارضات معدومة الفرص في التعامل مع نتائج الانتصار السوري ولا يزال خطابها خشبياً متعجرفاً، يستمدّ تعنّته من بعض الممالك والإمارات الخليجية المنفصلة تماماً عن الواقع. واذا استمرّت هذه المعارضات على الوتيرة ذاتها، ستخسر الهيكل الذي تستظلّ به ويؤمّن مورد تمويل أعضائها، خصوصاً في ظلّ انضمام العديد من الفصائل المسلحة في مناطق سورية مختلفة إلى نظام وقف النار الذي تضمنه روسيا.
ورغم اعتراف القوى الدولية بانتصار سورية، فإنها لا تزال تمارس الضغوط عبر توجيه الاتهامات للدولة السورية باستخدام أسلحة كيماوية، لتبقي على أوراق تمكّنها من لعب دور ما.
لكن ما بات مؤكداً أنّ الحديث اليوم تجاوز أمر انتصار سورية وحلفائها بكسر حصار دير الزور، ووصل إلى مرحلة كسر ذراع الدول التي اشتركت في الحرب ضدّ سورية، وانهيار مشروع التفتيت والتقسيم، وانتصار سورية وحلفائها لا سيما الروس والإيرانيين وقوى المقاومة.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي