انطلاق فعاليات مؤتمر «شباب مبدع.. مؤسّسات رائدة» برعاية الرئيس الأسد
برعاية الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد انطلقت صباح السبت فعاليات مؤتمر الشباب الأول للتنمية البشرية تحت شعار «شباب مبدع.. مؤسسات رائدة»، على مدرج جامعة دمشق بالتعاون بين وزارة التنمية الإدارية والاتحاد الوطني لطلبة سورية.
وزيرة التنمية الإدارية
وأشارت وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة سلام سفاف في كلمة لها إلى أنّ شعار المؤتمر «ولد من رحم المشروع الوطني للإصلاح الإداري حيث عملت الوزارة على نشر ثقافة التنمية والإصلاح الإداري لدى فئة الشباب على قاعدة الحوار وتبادل الرأي للوصول إلى رؤى متقاربة حول أولوية المشروع وآليات تنفيذه».
وأكدت «حرص الحكومة واهتمامها باستثمار طاقات الشباب وتعزيز مهاراتهم وتقوية عزيمتهم والتزامهم انطلاقاً من توجيهات الرئيس الأسد حيث كان الشباب محط اهتمامه ورعايته».
وأوضحت أنّ الوزارة «ستعمل على تنفيذ أهداف المؤتمر المتمثلة بخلق حواضن شبابية موطنة بالوزارة للكفاءات النوعية التي سيتم رصدها من خلال استبيان خاص كما ستقدم منحاً تدريبية للطلاب المتفوقين بجميع الاختصاصات».
ولفتت الوزيرة سفاف إلى «أنّ وزارة التنمية الإدارية ستطلق برنامجين أساسيين الأول «برنامج القادة الشباب»، كحاضنة قيادية شابة من العاملين في المؤسسات العامة وتدريبهم بشكل نوعي لرفد بنية الوظيفة العامة بطاقات شبابية متجدّدة، والثاني يهدف إلى توفير الدعم الإداري بمجال ريادة الأعمال وتأسيس المشروع الأول للخريجين الشباب وهذا سيدعم الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب في بناء سورية».
وأوضحت أنّ المؤتمر «فرصة لتحفيز طاقات الشباب ورصد توجهاتهم وأولوياتهم لتنفيذ محاور المشروع الوطني للإصلاح الإداري إلى جانب تدريبهم ومعرفة احتياجاتهم من القدرات والمهارات بهدف رفع كفاءة أداء الموارد البشرية الشابة والحفاظ عليها من التسرب والهجرة للنهوض بمرحلة البناء وإعادة الإعمار»، مؤكدة «أنّ الشباب هم الذراع الناهض لتنفيذ المشروع الوطني الذي أطلقه الرئيس الأسد للوصول إلى الشفافية المؤسساتية وتلبية احتياجات المواطن وتطوير الوظيفة العامة وتحقيق المردودية الاقتصادية بالمؤسسات والفرد بما يعود بالنفع على كل شرائح المجتمع وخاصة أبناء الشهداء».
ورأت سفاف «أنّ المشروع الوطني للإصلاح الإداري يشكل أولوية لدى أغلبية المشاركين بالمؤتمر»، معربة عن شكرها للاتحاد الوطني لطلبة سورية «كشريك بالعمل لربط فكر الشباب بعمل المؤسسات الوطنية عبر تأمين مساحة من الحوار والنقاش».
وزير التربية
وأشار وزير التربية الدكتور هزوان الوز، في تصريح، إلى أنّ سورية «غنية بعقول أبنائها الذين يعول عليهم في بنائها»، موضحاً «أنّ العمل لن يكون ابتداء فقط من الجيل الشاب وإنما ما قبل التعليم الجامعي في المرحلة المدرسية حيث يتم التركيز وفق الأنظمة الحالية على تمكين مهارات المتعلم بما يتيح له فرص أفضل لدخول سوق العمل».
وزير التعليم العالي
واعتبر وزير التعليم العالي الدكتور عاطف نداف «أنّ شباب سورية هم عماد الوطن وانتصروا على الإرهاب بحضورهم الفاعل في جامعاتهم حيث بلغ أعداد المسجلين في الجامعات الحكومية 700 ألف طالب»، مؤكداً «اهتمام الوزارة بتطبيق المشروع الوطني للإصلاح الإداري بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية والجهات الأخرى حيث سيُسهم في دعم المؤسسات الحكومية والخاصة بكادر إداري متمكن».
ورأى وزير الإعلام محمد رامز ترجمان أنّ المؤتمر «يأتي تأكيداً على دور الشباب السوري في بناء بلدهم وإعادة إعمارها بفضل علومهم ومعارفهم إضافة إلى وجودهم في صفوف الجيش السوري»، مشدداً على «أهمية المؤتمر لجهة فتح المجال لحوار ونقاش شفاف ومسؤول بين الشباب ومؤسسات الدولة للوقوف على مشاكلهم واحتياجاتهم في المرحلة المقبلة».
جلسات اليوم الأول
وأكد المشاركون في أعمال الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر ضرورة إقامة دورات تدريبية بشكل مجاني أثناء التعليم الجامعي والتركيز على التدريب المستمر للارتقاء بالعمل بشكل يواكب التطور ومتابعة التقدم في العلوم ووضع كتاب مدرسي لها يتحدث بشكل سنوي لمواكبة التطور في هذه العلوم والاستفادة منها في العمل ووضع أسس تدريبية عصرية ورفدها بكوادر ذات خبرة بشكل مستمر لضمان جودة الموارد البشرية وتقدمها بمستوى عالمي.
وأشار المشاركون إلى ضرورة مشاركة المواطن بإيصال صوته للكشف عن حالات الخلل أو الفساد الإداري وتحديد مؤشرات قياس الأداء الإداري ومشاركة الموظف في اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تصحيح الأخطاء لرفع كفاءته وتحسين بيئة العمل ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وتمحورت الجلسة الأولى حول ربط المسار التعليمي بالمسار التدريبي لضمان جودة المورد البشري الشاب.
وتمحورت الجلسة الثانية حول تعزيز القدرات القيادية الشابة.
أما الجلسة الثالثة فتمحورت حول «الموارد البشرية الشابة التحديات والفرص».
اليوم الثاني
وفي اليوم الثاني، حملت الجلسة الأولى عنوان «أدوات قياس الأداء الإداري للجهات العامة» التي أدارها الوزير السابق الدكتور همام الجزائري وعضو مجلس الشعب طريف قوطرش.
ورأى الجزائري أنّ المؤتمر يشكل محطة مهمة لتلاقح الأفكار ومشاركة شريحة الشباب من خلال مناقشة قضايا تتعلق بالمؤسسات العامة وتطوير الهيكليات الإدارية والتنظيمية فيها بما ينعكس إيجاباً على الموظف والمواطن في آن معاً، وبالتالي الارتقاء بمستوى العمل والخدمات المقدمة.
من جانبه، أوضح قوطرش دور أعضاء مجلس الشعب التسويقي لمشروع الإصلاح الإداري الذي سيشكل قفزة نوعية.
وفي تصريح للصحافيين، قالت وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة سلام سفاف إنّ الوزارة ستتبنّى عدداً من الطروحات المقدمة في ورقتي العمل لتكون على أجندة عملها، ولا سيما أنّ الأفكار التي طرحت تقدم لأول مرة في موضوع قياس الأداء الإداري بعيداً من مفهوم التقييم السائد، مشيرة إلى أنّ قياس الأداء يختلف من مؤسسة إلى أخرى وله معايير محدّدة.
الفساد الإداري في مناقشات المشاركين
وقدم المشاركون خلال مداخلاتهم في الجلسة الثانية من المؤتمر مقترحات حول آليات مكافحة الفساد الإداري تتمثل بالقضاء على الروتين في المؤسسات الحكومية وتوحيد الطوابع المستخدمة لدى إجراء المعاملات الورقية والحصول عليها من مكان واحد للحدّ من الرشوة والفساد المالي الناتجين عنها.
وأكدوا ضرورة «فرض سلطة القانون والرقابة القضائية وكشف الفاسدين وعدم استخدام السلطة في غير مكانها أو لمصالح شخصية، ومعالجة الثغرات في القوانين والتشريعات التي يستخدمها الفاسدون للتنصل من مخالفاتهم وضرورة الاهتمام بالأفكار المطروحة بعد الانتهاء من أعمال المؤتمر وتعزيز ثقافة الرقابة الذاتية وإلزام أصحاب المناصب بوثائق الإفصاح المالي وتطوير الإعلام الاستقصائي».
ورأى الإعلاميان نزار الفرا وهناء الصالح اللذان أدارا الجلسة أنّ ما يميز المؤتمر عقده مع فئة الشباب الذين كانوا في المرحلة السابقة يتلقون المعلومة أما اليوم فهم مشاركون فيها وصانعون للقرار بمبادراتهم وأفكارهم.
يُشار إلى أنّ سلسلة المحاضرات التعريفية في التنمية الإدارية والبشرية والتدريب المجاني للمشاركين ستبدأ اليوم ضمن فعاليات المؤتمر الذي يستمر لغاية الـ 14 من أيلول الحالي.