اتهامات متبادلة بين قطر ودول المقاطعة في اجتماع وزراء الخارجية العرب
طغت الأزمة القطرية على الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس، وتبادل الوفد القطري التراشق بالألفاظ والاتهامات مع وفود السعودية ومصر والإمارات والبحرين.
وقطعت الدول الأربع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر منذ حزيران التي اتهمتها بتمويل الإرهاب وبتأييد إيران. وتنفي الدوحة هذه الاتهامات.
وجدّد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي نفي بلاده دعمها للإرهاب. ووصف مقاطعة الدول الأربع لبلاده بأنها «حصار جائر» و «غير مشروع».
وفي ما يتعلق بإيران قال «تتهمنا الدول المقاطعة بعلاقات مع إيران. أقسم بالله إيران حقيقة أثبتت أنها دولة شريفة. إيران لم تجبرنا على فتح سفارة على أراضيها أو ولا على إغلاقها».
وأضاف «نحن تعاطفنا مع السعودية سابقاً وسحبنا سفيرنا من هناك تضامناً معها، وعدنا إلى إيران بسبب ما رأيناه منكم».
وكان يشير إلى سحب السفير القطري من إيران بعد اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية في طهران في كانون الثاني 2016 بعد إعدام السعودية لشيخ المعارض نمر النمر. وأغلقت الرياض سفارتها في طهران منذ ذلك الحين.
وأعلنت الدوحة في 23 آب الماضي عودة سفيرها إلى طهران و«عبرت عن تطلعها لتعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المجالات كافة».
وأثارت كلمة المريخي حفيظة سفير السعودية لدى مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية أحمد قطان وقال «إن قطر ستندم على علاقاتها بإيران»، وكرر اتهامات بلاده لطهران بـ «التآمر على دول الخليج».
واتهم المريخي السعودية بـ «السعي إلى الإطاحة بأمير قطر»، وقال «إن المملكة تعد الشيخ عبد الله بن علي بن جاسم آل ثاني أحد أفراد الأسرة الحاكمة القطرية ليكون أمير البلاد القادم».
ونفى قطان هذا الاتهام. وقال «المملكة السعودية لن تلجأ لمثل هذا الأسلوب الرخيص، ونحن لا نريد تغيير نظام الحكم، ولكن عليكم أن تعوا أيضاً أنّ المملكة قادرة على أن تفعل أي شيء تريده، إن شاء الله».
واحتدم الحوار بين قطان والمريخي خلال الاجتماع ووصل حدّ التراشق بالألفاظ.
وكررت مصر اتهامها لقطر بدعم جماعات متشدّدة لديها وفي دول أخرى في المنطقة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري «نعلم جميعاً التاريخ القطري في دعم الإرهاب، وما تم توفيره لعناصر متطرفة وأموال في سورية واليمن وليبيا وفي مصر وأدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر».
وأضاف «سوف نستمر في الحفاظ على مصالحنا والدفاع عن مواطنينا، واتخاذ كل الإجراءات التي تكفلها لنا القوانين الدولية والسيادة التي نتمتع بها».
ووجّهت الإمارات والبحرين اتهامات مماثلة لقطر بدعم جماعات إرهابية.
وتتوسّط الكويت لإنهاء الأزمة منذ بدايتها، لكن دون جدوى وعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده للتدخل والوساطة.
وجدّد المريخي أمس، استعداد بلاده إلى «الجلوس على طاولة المفاوضات والعمل على حلّ الخلافات وأثنى على جهود الوساطة الكويتية».
وأعلنت السعودية منذ أيام قليلة تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة القطرية بعد ساعات من تلقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.