ممثّل الأسد: سورية أكبر من حسابات الأعداء ومخطّطاتهم
في أجواء اختلطت فيها المشاعر شارك عشرات الآلاف من السوريّين، من فعاليات رسمية وحزبية وشعبية، في تشييع مهيب لجثمان اللواء الشهيد عصام زهر الدين قائد قوّات الحرس الجمهوري، الذي استشهد بانفجار لغم أرضي بحويجة صكر بدير الزور أثناء تقدّم القوات التي يقودها.
ومثّل الرئيس بشار الأسد في مراسم التشييع منصور عزام، وزير شؤون رئاسة الجمهورية، حيث قدّم التعازي لأبناء سورية وذوي الشهيد باستشهاد البطل زهر الدين بعد أن سطّر ملاحم البطولة والصمود والتضحية دفاعاً عن الوطن.
وقال العميد، إنّ «سورية التاريخ والجغرافيا، سورية الوطن والإنسان، سورية مهد الحضارات والديانات كانت أكبر من حسابات الأعداء ومخطّطاتهم التي تحطّمت على صخرة صمودها بشعبها الأبي الذي يأبى الخنوع ويرفض الذلّ والهوان، وبجيشها البطل ورجاله الذين قرّروا أن يزرعوا أجسادهم في الأرض دفاعاً عن كرامة الوطن وسيادته».
وفي كلمة ذوي الشهيد، أكّد شقيق الشهيد أسامة زهر الدين، أنّ «دماء الشهداء ستبقى منارة نهتدي بها ونحمي بها وحدة سورية وسيادتها»، مشيراً إلى أنّ «سورية بأسرها وبمقاتليها وشرفائها أهل للشهيد».
ولفتَ إلى أنّ البطل زهر الدين غادر ساحة المعركة شهيداً، لكن هنالك الكثير من أمثاله باقون يدافعون عن وحدة وسيادة الوطن، مؤكّداً أنّ الجميع يتصدّون للإرهاب وهم مشاريع شهادة.
بدوره، هنّأ مُفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، أهالي السويداء والسوريّين جميعاً بشهادة البطل زهر الدين في معارك البطولة بوجه الإرهاب في مدينة دير الزور. وأضاف: «نقول لكلّ من أرادوا تفرقة سورية، إنّه ليس بيننا أقليّة، فكلّ مواطن في سورية حقّه حقنا وعليه ما علينا.. نتطهّر بتربة وطننا ودماء شهدائنا».
وفي كلمة رفاق الشهيد، أشار اللواء في الجيش العربي السوري غسان إسماعيل، إلى أنّ «السماء مفطورة على عشق البطولة، يرقص قلبها فرحاً كلّما شهدت بطلاً من جيشنا العربي السوري المقدام يتهادى على الأرض فارساً».
وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي شارك بتشييع الشهيد البطل اللواء شرف عصام زهر الدين، بوفد حزبيّ قدّم التهنئة باستشهاد البطل بِاسم الحزب ورئيسه الوزير علي قانصو، وضمّ الوفد وكيل عميد الخارجية وعضو المكتب السياسي في الشام طارق الأحمد، منفّذ عام السويداء سمير الملحم، منفّذ عام دمشق شادي يازجي، منفّذ عام ريف دمشق جهاد شاهين عضو المجلس القومي عبد الله الراشد، وأعضاء هيئات المنفّذيات ومسؤولي الوحدات الحزبية، وجمع من القوميّين وفصيل رمزي لنسور الزوبعة.
تقدّم الوفد حمَلة الأعلام الحزبيّة والوطنيّة وأكاليل من الزهور، بِاسم رئيس الحزب الأمين علي قانصو والمكتب السياسي في الشام ومنفّذيات السويداء ودمشق وريف دمشق.
وكانت كلمة لمنفّذ عام السويداء سمير الملحم بِاسم رئيس الحزب، قال فيها: «شهداؤنا هم طليعة انتصاراتنا الكبرى، لأنّهم أبناء الحياة الذين لم يبيعوا الشرف بالسلامة ولا العزّ بتجنّب الأخطار، مارسوا البطولة المؤيّدة بصحة العقيدة، شعارهم وطن شرف إخلاص، فتمثّلوه قولاً ومارسوه فعلاً دفاعاً عن وجودنا وكرامتنا، وتحقيق النصر الذي سيكتبه التاريخ بحبر دمائهم، وسيسجّل أنّ شعباً يشيّع شهدائه بالأعراس وأمّ الشهيد تزغرد لهو شعب منتصر.
وكانت كلمات للحزب الديمقراطي اللبناني الذي يترأّسه طلال أرسلان، وكلمة لرئيس حزب التوحيد العربي في لبنان وئام وهّاب.
وبعد انتهاء مراسم استقبال جثمان الشهيد زهر الدين في الملعب البلدي بمدينة السويداء، وبأكاليل الورد والغار وعلى لحنَيْ النشيد الوطني والشهيد ووداعه، جرت مراسم تشييع جثمانه في موكب مهيب إلى مثواه الأخير في قريته الصورة الكبيرة، حيث ووري في الثرى.