عون: الجيش صمّام الأمان ومصدر الاطمئنان
احتفل لبنان أول من أمس بالذكرى الرابعة والستين للاستقلال، وترأّس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العرض العسكري الذي أقامته قيادة الجيش في جادة شفيق الوزان بالمناسبة، تحت شعار «بلادك ألبك اعطيها»، وتميّز هذه السنة بارتداء ضباط الجيش المشاركين وعناصره، للمرة الأولى، البزّة العسكرية الجديدة إضافة إلى تحليق طائرات «سوبرتوكانو» التي حصل عليها الجيش أخيراً في سماء المنطقة، ومشاركة مدرّعات من طراز «برادلي».
حضر الاحتفال إلى جانب رئيس الجمهورية، كلّ من رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزراء ونوّاب حاليّون وسابقون وممثّلو المقامات الروحيّة وممثّلو البعثات الدبلوماسية المعتمدون في لبنان، وممثّلو الجسم القضائي والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، والهيئات الاقتصادية والاجتماعية والنقابيّة والأهليّة، وقادة الأجهزة الأمنيّة وكبار الضباط والمدعوّون.
عند الثامنة والدقيقة العشرين اكتمل وصول المدعوّين، تلاه وصول علم الجيش. ووصل على التوالي رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن حاتم ملاك ثمّ قائد الجيش العماد جوزيف عون، وعند الثامنة والدقيقة الخامسة والأربعين وصل وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف. وعند الثامنة والدقيقة الخمسين وصل الحريري، فعزفت له الموسيقى وأدّت له التحية وأخذ مكانه على المنصّة، قبل أن يصل برّي عند الثامنة والدقيقة الخامسة والخمسين، فعزفت له الموسيقى وأدّت له التحية وأخذ مكانه على المنصّة.
عند التاسعة، وصل عون وكان في استقباله وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الأركان، وعزفت له الموسيقى لحن التعظيم والنشيد الوطني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيباً، ثمّ توجّه إلى النصب التذكاري لضريح الجندي المجهول، حيث وضع إكليلاً من الزهر وعزفت الموسيقى معزوفة تكريم الموتى ولازمة النشيد الوطني ولازمة نشيد الشهداء. وبعدما حيّا علم الجيش، صعد ووزير الدفاع إلى سيارة جيب عسكري مكشوف وخلفهما قائد الجيش مستقلّاً سيارة مكشوفة، واستعرض الوحدات المشاركة، ثمّ حيّا المشاركين في الاحتفال. ولدى وصوله إلى المنصّة الرئيسية، صافح رئيس الجمهورية برّي وعانق الحريري قبل أن يجلس على المقعد المخصّص له.
افتُتح العرض العسكري بتشكيل من الطوّافات العسكرية التي حملت الأعلام اللبنانية وعلم الجيش، وأطلق بالونات بألوان العلم اللبناني فوق مكان الاحتفال، ثمّ استأذن قائد العرض العميد الركن فادي داود رئيس الجمهورية ببدء العرض. ووزّعت قيادة الجيش خلال العرض العسكري، كتيّباً بعنوان «بلادك ألبك عطيها» تضمّن عرضاً لوقائع معركة «فجر الجرود» ونتائجها. وتضمّن الكتيّب كلمة للرئيس عون، جاء فيها: «أعترف، بكلّ صدق وفرح واعتزاز، بأنّ هذه المؤسسة العسكرية طالما كانت ولمّا تزل نقطة ضعفي بمقدار ما هي نقطة قوتي. نقطة ضعفي لأنّها تجعلني منحازاً إليها عاطفياً، ونقطة قوتي لأنّها لم تخذلني يوماً، حتى في أصعب المحطّات وأشدّها قسوة. وفي كلّ حال وكلّ حين، هي نقطة قوة لبنان الوطن والشعب والأرض، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا.
أنتم حرّاس سيادة الوطن وحريّته واستقلاله، تصونون هذه الأمانة بدمائكم، ببطولاتكم، بتضحياتكم، وأيضاً بتلاحمكم مع شعبكم، فأنتم لهذا الشعب صمّام الأمان ومصدر الاطمئنان، وقد أثبتّم بانتصاراتكم الأخيرة في الجرود أنّ ليس بالسلاح والعتاد وحدهما تنتصر الجيوش، بل أيضاً بالعزم والإيمان والمناقب والإقدام، وهذه قِيم لا تنقص جيشاً يحمل شعار «شرف تضحية وفاء»، الذي به انتصر جيشنا وسيبقى ينتصر.
فكونوا كما عهدتكم دائماً، وعهدي لكم أن أبقى كما عهدتموني، وكلّ استقلال وأنتم منتصرون».
وبعد انتهاء العرض، عاد عون إلى القصر الجمهوري حيث تقبّل التهاني مع برّي والحريري.
وتلقّى عون برقيّة تهنئة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكّد «التمسّك الجامع للمجموعة الدولية بوحدة لبنان وسيادته واستقراره، إضافةً إلى أهمية استمرار حسن سير المؤسّسات فيه»، مشدّداً على أنّ «استقرار لبنان يشكّل أولويّة فرنسية، وهو هدف سام لعمل فرنسا في الشرقين الأدنى والأوسط».
وأعرب الرئيس الفرنسي عن تمسّكه «بضرورة وضع المقرّرات التي اتّخذت أثناء زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لفرنسا موضع التنفيذ، لنساهم بذلك في تدعيم المؤسّسات اللبنانية، لا سيّما منها تلك التي تعمل في المجال الأمني».