يازجي: لتفعيل مجلس الوزراء وإجراء الانتخابات في موعدها
رأى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي أن الوقت هو وقت تلاحم، ووحدة وطنية في لبنان، منبّهاً إلى أن قرار الرئيس الأميركي دوانالد ترامب بشأن القدس المحتلة يُشعل فتيل الحرب، لافتاً إلى أن القرار يشكل انتهاكاً للشرعية. وهو أقسى ألم بحق الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال لقاء يازجي مع الإعلاميين في قاعة استقبال دير سيدة البلمند البطريركي إثر القداس أمس، حيث تحدّث عن زياراته الأخيرة إلى روسيا، فأشار إلى اللقاء المطوّل الذي جرى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف والبطريرك كيريل، وقال «كنا نحمل في صدورنا وقلوبنا هموم شعبنا وآلامه وقضاياه، وما تعانيه المنطقة. وكان تأكيد على ضرورة الدفع بإيجاد حل سلمي سياسي لكل ما يجري، وتأكيد توطيد الاستقرار وإحلال السلام في سورية وإيجاد الحلول السلمية لما يحدث في سورية، وعلى صون لبنان واستقراره، وصون الهيئات الدستورية، والتأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها كي نحافظ على الهيئات الدستورية بشكلها الكامل والصحيح».
وأكد أن «قرار الولايات المتحدة الأميركية الأخير بالاعتراف الرسمي بالقدس عاصمة لـ «إسرائيل»، وبنقل السفارة الأميركية اليها، لا يشكّل انتهاكاً للشرعية الدولية فحسب بل يُعتبر أقسى الظلم بحق الشعب الفلسطيني، وتعدياً عليه وعلى مستقبله، كما أنه يُشعل فتيل الحرب ويقتل جميع المحاولات الهامة لإيجاد حلّ سلمي وعادل للقضية الفلسطينية، التي كانت ولا تزال جرح العالم النازف منذ لحظات اندلاعها».
وفي الشأن اللبناني، قال: «نهنئ أنفسنا بالتوافق الذي تمّ، والتوافق الحاصل بين جميع اللبنانيين بالتفافهم حول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحول المؤسسات الدستورية والشرعية. ولا يسعنا إلا أن نشكر الله بعد رجوع الرئيس الشيخ سعد الحريري عن استقالته، وعودته الى العمل في مجلس الوزراء الذي نجدّد ثقتنا به وبرئيسه وبجميع أعضائه. ونتمنى أن يستمروا جميعاً في تحمّل مسؤولياتهم حتى تاريخ الانتخابات النيابية التي نرجو أن تتمّ في موعدها المحدّد».
وفي هذا السياق، شدّد على «تفعيل عمل مجلس الوزراء كي ينصرف بشكل أساسي إلى الاهتمام بتنمية شؤون اللبنانيين الاقتصادية منها والمعيشية وغيرها».
وشدّد على «دعمنا الكامل لوزرائنا الارثوذكسيين في كل الجهود التي يقومون بها من أجل رعاية حقوق أبنائنا في التعيينات والوظائف العامة»، وطالب جميع المعنيين في الدولة بضرورة احترام الأرثوذكس في التعيينات.
ورأى «أن الوقت هو وقت تلاحم، الوقت هو وقت وحدة وطنية، هو وقت تكاتف كي نرفع من شأن لبنان ويحلّ السلام ويعيش شعبنا بسلام واستقرار وأمان وطمأنينة».
وعن استقبال الرئيس بوتين له في روسيا، وتميّزه بذلك عن سائر البطاركة الذين طلبوا زيارته، وأبعاد ذلك على المستويين الكنسي ومجريات الأحداث السياسية في الشرق قال: «كان لنا موعد خاص، أو بالأحرى جلسة عمل مع الرئيس بوتين، حيث تباحثنا في جميع أمور المنطقة. بالطبع الأمر الأول الذي شدّدنا عليه هو عودة السلام والاستقرار إلى المنطقة بأكملها، وتسوية الأمور بالوسائل السلمية في سورية ولبنان وفي جميع أرجاء المنطقة. وعلى ما يبدو يتم الاستعداد الآن في سورية للدخول في المرحلة الجديدة أي التسوية السلمية والسياسية. وهذا ما نرجوه. وكما نردّد دوماً، أن الوجود المسيحي في هذه الديار أساسي وهو مكوّن أساسي في هذه البلاد. نحن أصحاب أرض، وأصحاب حق، ونحن إلى جانب إخوتنا من جميع أطياف البلد، سوية نبني مستقبلنا ونبني حضارتنا. بالتالي التأكيد على تثبيت المسيحيين في أرضهم ومساعدتهم وعدم هجرتهم. هذا من الأمور الهامة التي تحدثنا بها».
وأمل أن تأتي في القريب العاجل، مرحلة إعادة الإعمار والبناء إنْ على صعيد البنى التحتية أو على صعيد الأمور الكنسية.
وأكد أن البحث متواصل في قضية المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم. وقال «حينما كنت في زيارة أخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأيضاًَ مع جميع المسؤولين الذين التقينا بهم، خصوصاً مع الأمين العام للأمم المتحدة، وفي الزيارة الأخيرة إلى روسيا، دوماً نحن نتكلم عن قضيتهما ونتابعها ونصلّي أن يكونا بخير، ونرجو أن تكون هناك خواتيم إيجابية نريدها في هذا الشأن، وأن يعود المطرانان إلى رعيتهما بسلام وأمان».