ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.
إعداد: لبيب ناصيف
المخرج السينمائي جورج نصر كما عرفته في ستّينيات القرن الماضي
يوم الجمعة بتاريخ 12/01/2018، حضرت المقابلة التي أجرتها قناة «الجديد» مع المخرج السينمائي المعروف، الثمانيني جورج نصر. فأعادني إلى تذكّر فيلمه «إلى أين؟» الذي أخرجه منذ ستين سنة واكثر، إلى المرحلة التي تلت الثورة الانقلابية حيث كانت شقته على «روف» إحدى البنايات الشاهقة في منطقة الروشة 1 مركزاً مناسباً لاستضافة مفوض عام لبنان في تلك المرحلة الأمين هنري حاماتي 2 . إليها كنا نتردّد كلما أردنا مراجعة مفوض لبنان. كان المخرج جورج نصر صديقاً مقرباً للأمين هنري، يستقبلنا بكل ترحاب، محوّلاً شقته إلى ما يشبه «مكتباً للحزب» في تلك السنوات الصعبة. مثيله مكتب المحاماة للأستاذ جبران مجدلاني في البناية المركزية المجاورة لبناية «اللعازارية»، وسط بيروت. عنه سأحكي لاحقاً.
في مقهى مجاور للشقة كنا نلتقي، عدد من الرفقاء الذين تولوا المسؤوليات ونشطوا في تلك المرحلة. من بينهم على ما أذكر الأمناء: غسان عزّ الدين، جمال فاخوري، وماجد عاد 3 . كنا نمارس لعبة «البولينغ» تمويهاً. وكثيراً ما أمضينا يومنا في المقهى ـ المركز الحزبي، وإذا ما اضطررنا لتناول الطعام، فوجبتي المفضة «كلوب سندويش».
كان الرفيق السابق ممتاز الخطيب يملك المطعم، وهو على معرفة جيدة بكل من الأمينين هنري حاماتي وغسان عزّ الدين.
من المؤسف أن اسم المطعم غاب عن ذاكرتي وسأسعى إلى تذكّره.
منذ ذلك الحين واسم المخرج جورج نصر حاضر لدي، إلى أن أبلغني الصديق أندريه كرم أنه يلتقيه في «جامعة البلمند» أستاذاً لمواد الإخراج السينمائي، ومستمرّاً على علاقته الجيدة مع الأمين هنري حاماتي.
هوامش:
1 – البناية التي يقع فيها مطعم «بيتزا هات» حالياً وسابقاً كان فتح فيها مطعم «الشحرور».
2 – الأمين هنري حاماتي: تولى مسؤولية مفوض عام لبنان خلفاً للرفيق الشهيد جوزف رزق الله، وتولى مسؤولية العمل في لبنان الرفيق عبد الله محسن الأمين لاحقاً بصفته رئيس للجنة المركزية وكنت عضواً في اللجنة رئيساً لمكتب الطلبة.
3 – ماجد عاد: من بلدة القاع. نشيط جيداً في ستينات القرن الماضي، واستمر على إيمانه والتزامه. منح رتبة الأمانة بتاريخ 16/12/2016.