شكراً بوتين
د. جمال شهاب المحسن
بعد كلّ المواقف المُشرّفة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دعم سورية قيادةً وجيشاً وشعباً ومؤسساتٍ شرعية خلال السنوات السبع من الحرب العدوانية الأميركية الصهيونية الأعرابية الإرهابية عليها، توَّج الرئيس بوتين هذه المواقف بالإعلان عن جهوزية الجيش الروسي للمواجهة النووية إذا استهدفت واشنطن أيّاً من حلفاء روسيا بسلاح نووي تكتيكي أو بصواريخ بالستية، مؤكداً أنّ لدى موسكو صواريخ نوعية جديدة لا يمكنُ إسقاطها، وقادرةً على حمل رؤوسٍ نوويةٍ صغيرة..
ووفقاً لمعلومات العارفين بدقائق الأمور الإقليمية والدولية فإنّ الرئيس بوتين بالتشاور مع القيادة السورية وأركان محور المقاومة، وصل إلى قرار المواجهة والحسم العسكري في الغوطة في ريف دمشق مهما كان الثمن، ولا سيِّما بعد إحباط المخطط الأميركي الإسرائيلي الإرهابي المُعَدّ للانطلاق من الغوطة الشرقية بريف ومنطقة التَنَف على الحدود السورية العراقية لتهديد أمن العاصمة دمشق.. ولهذا جاءت طائرات السوخوي 57 المُنتَجة حديثاً في المصانع الروسية كأهمِّ طائرةٍ في العالم إلى سورية، ولهذا جاء الكلام العالي السقف للرئيس الروسي، قطعاً للطريق على أيّة مغامرات تُبنَى على سوء التقدير والخطأ في حسابات توقّع الردّ الروسي. والقصْدُ واضحٌ وهو: أيُّ قصفٍ بصواريخ بالستية من محور العدوان لمواقع في سورية سيُعتبرُ استهدافاً لروسيا، ويكونُ الردُّ الروسي عليه قاسياً ولو وصل ا مرُ الى المواجهة النووية، فتصبح المدمّرات الأميركية والقواعد الأميركية في الصحارى السورية شرقاً وشمالاً أهدافاً مباشرة للردّ الروسي.
قرارُ محور المقاومة بالحسم وقرار روسيا بالدعم واحد، وقد وُضعَ على الطاولة الأميركية، وباتَ الإسرائيليون يعرفونه جيداً. وهو القرار الذي يُترجم يومياً بتحقيق المزيد من الإنجازات في الميدان بتحقيق تقدّم نوعي للجيش العربي السوري والمقاومة والقوات الرديفة، وذلك على طريق تنظيف كامل محيط مدينة دمشق من بؤر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التكفيرية الصهيونية وكلّ داعميها الإقليميين والدوليين.
أوّلُ التفاعلات الأميركية كانت التراجع عن اتهام الدولة السورية باستخدام أسلحة كيميائية، على لسان الناطقة بلسان البنتاغون التي قالت: إن ليس لدى واشنطن أيّ أدلة على ذلك، بعدما كانت الاتهامات الأميركية قد بلغت حدّ تحميل موسكو مسؤولية التهاون في ضمان التزام سورية بتفكيك سلاحها الكيميائي، استناداً إلى اتهامات قال الأميركيون إنها موثقة عن استعمال الجيش السوري للسلاح الكيميائي.. علماً أنّ الحملات الإعلامية وفبركة الاتهامات كانت تتصاعد وتيرتها بشكلٍ لافت عندما يحقًّقُ الجيش العربي السوري وحلفاؤه إنجازاته وانتصاراته.. ولذلك تأتي هذه الحركةُ المُغْرِضة والمسيَّسة والانتقائية تحت ذريعة «حماية حقوق الإنسان» والتي هي في أبعادها ومضامينها الحقيقية لتأخير وإيقاف عملية الحسم التي اتخذتها القيادةُ السورية بتطهير الغوطة الشرقية من الإرهاب والإرهابيين..
ولكنَّ المتابعين لمجريات الأمور على أرض الميدان يؤكدون أنّ إنجازات الجيش العربي السوري وحلفائه ستتواصل حتى تطهير الأرض السورية المقدَّسة من كلّ التنظيمات الإرهابية وداعميها.
إنَّ وقوفَ روسيا الى جانب سورية ميدانياً وسياسياً ودبلوماسياً في مجلس الأمن يعبّر عن التزام روسيا بمبادئ الحق والعدل وميثاق الأمم المتحدة تجاه الدول التي تتعرّض للعدوان… وهنا لا بدَّ من أن نعبّر عن تقديرنا وشُكرنا لروسيا قيادةً وحكومةً وشعباً لموقفها النبيل تجاه سورية..
شكراً بوتين.
إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي