إطلاق معرض الربيع السنوي في خان «أسعد باشا» ـ دمشق
رانيا مشوّح
هي دمشق، هي من تردّ الحرب بالحبّ والترح بالفرح، رائدة الحرف، سيّدة القلم، بهيّة اللون، حبيبة البهاء. تزهو بأيدي مبدعيها لتؤكّد مرّاتٍ ومرّات أنها العصية المنيعة، تردّ على النار بالنور وعلى السوداوية بالإشراق وعلى الموت بالحياة. بريشتهم خطّوا جمالاً يقول للدهر كن فيكون، أبناء دمشق ومبدعوها يؤكدون من جديد وبخطوات ثابتة واثقة منتصرة أن الحياة تلوح في أفقهم وتدور في أفلاكهم. من هنا، أطلقتوزارة الثقافة السورية وبرعاية الوزير محمد الأحمد معرض الربيع السنويّ في خان أسعد باشا في مدينة دمشق القديمة، والذي قدّمت من خلاله أعمالاً لجيل الشباب من الفنانين السوريين ممّن هم تحت سن 35 سنة، ضم أكثر من 80 عملاً فنياً من فنّ التصوير الزيتي والغرافيك والنحت، غلبت عليها المواضيع الإنسانية والطبيعة الصامتة.
وجاءت أعمال التصوير بتقنيات متعدّدة بين الزيتي والأكريليك والكولاج بأساليب تراوحت بين التعبيريّ والواقعيّ والتعبيريّ المقترب من التجريد. أما أعمال الغرافيك فضمّت تقنيات حفر متعدّدة ما بين الطباعة الحجرية والمعدنية والخشبية بأساليب تعبيرية واقعية. كما صُمّمت أعمال النحت من خامات تنوّعت بين الخشب والحجر والحجر الصناعيّ والريزين بأساليب تعبيرية وتجريدية.
وعن المعرض قال الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في تصريح صحافيّ: يقدّم معرض الربيع كلّ سنة تجارب شبابية واعدة تتنافس في ما بينها على جوائز المعرض الذي تغلب عليه موضوعات الحداثة بسبب اطّلاع الشباب على آخر التقنيات وتواصلهم مع كلّ جديد.
بدوره، قال عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة: معرض الربيع السنويّ فرصة للشباب ليقدّموا نتاجاتهم وأفكارهم الجديدة. وهو بداية انطلاق لهم نحو المستقبل. كما سيتم تقديم ثلاث جوائز في كلّ اختصاص من المعرض مع جائزة لجنة التحكيم وجائزة اتحاد الفنانين التشكيليين. في حين أن الجائزة الكبرى حُجبت هذه السنة لعدم وجود العمل الذي يستحقها.
وعن مشاركتها قالت الفنانة مرام الحلبي الطالبة في كلّية الفنون سنة رابعة في قسم الغرافيك: هذه المشاركة الثانية لي في معرض الربيع عبر لوحات جسّدتُ فيها حركات راقصة لأشخاص بإيقاع متناغم. مُستخدمةً الطباعة الحجرية. كما أنني سعيدة جداً بهذه المشاركة التي تمثل دافعاً لإنجاز أعمال فنّية هامّة آتية.
في حين قالت النحّاتة علا هلال عن مشاركتها: شاركت في المعرض من خلال منحوتة جسّدت فيها أنثى في حالة طيران تمتّعت بليونة كبيرة لتعبّر عن الانطلاق نحو الحياة والطموح الذي تتمنّاه، حيث استخدمت فيها خامة الريزين.
وفي الإطار نفسه، قالت الفنّانة أسمى الحناوي: شاركت بلوحة زيتية جسّدت فيها بورتريه بأسلوب تعبيريّ وبريشة نزقة. اعتمدت فنّ رسم البورتريه لأنّ الوجه هو أصدق ما يعبّر عن المشاعر الإنسانية.
كما قالت الفنانة سلام أحمد: هذه المشاركة هي الثالثة لي في المعرض من خلال عمل زيتيّ بعنوان «بقاء»، حيث جسّدت من خلاله المرأة التي أعتبرها بطلة للوحاتي والحاضرة فيها دوماً.