ثلاثي العدوان على سورية وقع في شرّ عدوانه
معن حمية
في الرابع عشر من نيسان 2018، نفّذت الولايات المتحدة الأميركية بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا عدواناً على سورية، غير أنّ هذا العدوان ارتدّ فشلاً ذريعاً على منفذيه وحلفائهم، الصهاينة منهم والخليجيون، وساهم في تظهير قدرات سورية الردعية، حيث سجّلت دفاعاتها الجوية نجاحاً كبيراً في إسقاط وتشتيت العدد الأكبر من الصواريخ التي استخدمت في العدوان.
أسئلة كثيرة طُرحت حول مرامي العدوان وأهدافه، هل هو ردّ على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية؟ أمّ أنه ردّ على سقوط الغوطة الشرقية بيد الجيش السوري، وهي المنطقة التي كانت تشكل قاعدة إرهابية متقدّمة لأميركا وحلفائها على تخوم العاصمة دمشق؟
في الأجوبة، حصر أهداف العدوان بما سبق ذكره، ليس استنتاجاً صائباً، فأميركا وحلفاؤها، حين لجأوا إلى المسرحيات والفبركات الكيميائية، فلمنع الجيش السوري من مواصلة عمليته العسكرية لتحرير مدينة دوما، لكن سبق السيف العذل، فالجيش السوري فرض معادلة خروج الإرهابيين من دوما، لتصبح كلّ الغوطة الشرقية منطقة خالية من الإرهاب.
أمام هذا الواقع، تتوسّع دائرة الأسئلة حول أهداف العدوان الحقيقية، فهل كلّها محصورة بهدف واحد هو حفظ ماء وجه الولايات المتحدة الأميركية، بعدما أغرقها رئيسها دونالد ترامب في وحول تغريداته العبثية؟ أم أنّ للعدوان صلة بـ «صفقة القرن»، وبموازين القوى الدولية؟
واضح أنّ كلّ هذه الأمور مجتمعة شكلت دوافع أساسية للعدوان. فواشنطن وحلفاؤها يريدون تسجيل النقاط والقول إنهم لا يزالون يمسكون بزمام الأمور، للتعمية على حقيقة باتت راسخة وهي أنّ الحرب على سورية أحدثت تحوّلاً على الساحة الدولية، ومن خلالها استعادت روسيا موقع القوة العظمى واستطاعت أن تفرض نفسها في معادلة توازن القوى الدولية.
وإذا كانت الحرب الكونية على سورية جعلت من روسيا عملاقاً دولياً، فإنّ العدوان الثلاثي على سورية منح دمشق فرصة استخدام قوتها الصاروخية، وإفشال العدوان، ما يعني أنّ الدول المعتدية أثبتت مرة جديدة أنها موغلة في الغباء لأنها لم تتوقع حجم الردّ السوري وفعاليته. وبالتالي وقعت دول العدوان في شرّ عدوانها، ومنحت سورية فرصة تسجيل نصر سياسي وعسكري إضافي يعزّز انتصار الغوطة الشرقية. وحيال هذا النصر فإنّ محاولات أتباع أميركا للحلول مكانها في المناطق السورية التي تحتلها أضغاث أحلام، وإنّ حصلت فينتظرها مصير أسود.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي