السيطرة على مورك تفتح طريق وادي الضيف ـ الحامدية
أحكمت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة يوم أمس سيطرتها في شكل كامل على مدينة مورك الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي ما يمهد الطريق لفك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية المحاصرين منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وأسفرت المعارك العنيفة مع المسلحين التي استمرت عدة أشهر، عن انهيار دفاعاتهم وانسحابهم من المدينة باتجاه مناطق اللطامنة كفرزيتا، في حين باشرت وحدات الهندسة في الجيش السوري عمليات تفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي خلفها المسلحون في المدينة.
قال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن مسلحي «داعش» استولوا على الأسلحة الأميركية، لأن واشنطن رفضت التعاون مع دمشق في الحرب على الإرهاب، مشيراً إلى أنه «لا يوجد أي نوع من التنسيق لدى التحالف مع دمشق، ذلك أن واشنطن تصرّ على عدم الاعتراف بحكومة بشار الأسد شريكاً في الحرب على الإرهاب. وفي المحصلة استولى مسلحو «داعش» على الأسلحة التي أسقطتها الطائرات الأميركية على المفارز الكردية».
وشدد الدبلوماسي الروسي على عدم وجود تأثير خاص للقصف الجوي الذي ينفذه الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة على مواقع الإرهابيين، مضيفاً أن «الطيران السوري في المدة الأخيرة يعمل ضد المواقع الإرهابية بكثافة تفوق 150 ضربة في اليوم، في الوقت الذي يقتصر ما يسمى بالائتلاف مع إمكاناته الواسعة على 10 15، وأحياناً 5 7 ضربات في اليوم».
كما رحبت موسكو بتوقيع عدد من المنظمات الكردية في سورية اتفاقية حول الوحدة في ما بينها، باعتبار ذلك نموذجاً لوحدة الصف في وجه تنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي بيان أكدت وزارة الخارجية الروسية أمس اهتمام موسكو بالاتفاقية حول إقامة إدارة موحدة في مناطق كردية في سورية وإنشاء قوات موحدة للمقاومة الكردية هناك، والتي تم توقيعها في مدينة دهوك العراقية الأربعاء الماضي.
وتابع البيان أن تفاصيل هذه الاتفاقية لا تزال تحتاج إلى دراسة معمقة لكن من حيث المبدأ يمكن القول إن «موسكو تقدر إيجابياً تطلع أكراد سورية إلى وحدة صفهم في وجه التهديد الجسيم من قبل «الدولة الإسلامية» وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تمارس عمليات القتل الجماعي والعنف بحق السكان الأكراد».
وذكرت الوزارة أن موسكو ترى في توقيع هذه الاتفاقية «نموذجاً لجميع القوى السياسية السورية يؤكد ضرورة التكاتف على أساس التصدي للإرهاب والتطرف الدوليين من أجل ضمان سيادة سورية ووحدة أراضيها».
وأعرب البيان عن اعتقاد موسكو بأن توصل عدد من المنظمات الكردية السورية إلى الاتفاقية المذكورة جاء تأكيداً على ضرورة عدم التباطؤ في استئناف العملية السياسية وبدء الحوار بين حكومة سورية والمعارضة من دون طرح شروط مسبقة من أجل تجاوز الأزمة الداخلية التي طال أمدها وتوحيد الجهود في سبيل هزيمة الإرهابيين والمتطرفين الدوليين الموجودين في البلاد.
وكانت أطراف سورية كردية قد وقعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء في دهوك بـ «إقليم كردستان» العراق اتفاقاً لإنشاء مرجعية سياسية وإدارة موحدة للمناطق الكردية في سورية، وتأسيس قوات مشتركة.
وعقب انتهاء اجتماعات المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي التي دارت على مدار 9 أيام برعاية رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، عقد الجانبان مؤتمراً صحافياً تلا فيه بياناً مشتركاً، قد يضع نهاية للخلافات المتراكمة بينهما.
وتضمن الاتفاق أيضاً تشكيل هيئة تخصصية للحوار مع «وحدات حماية الشعب» الكردية، كما تم الإقرار بأحقية المجلس الوطني بتشكيل قوة عسكرية، على أن تكون مدة تنفيذ الاتفاقية شهرين.
ونقلت مصادر إعلامية عن المشاركين في اجتماعات دهوك أن المرجعية السياسية المقرر تشكيلها، ستضم 30 عضواً 12 من المجلس الوطني الكردي، 12 من حركة المجتمع الديمقراطي، و 8 من القوى السياسية خارج الإطارين المذكورين ، فيما سيتم توزيع المناصب الإدارية في «غرب كردستان» بنفس الآلية.
من جانبه وصف رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني خلال مشاركته في مراسيم توقيع الاتفاقية هذا اليوم بالتاريخي، مشيراً إلى أن الإقليم سيقدم كل ما بوسعه من أجل مساعدة «غرب كردستان»، على حد تعبيره.
جاء ذلك في وقت قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إنه أحيط علماً بالتوصل إلى اتفاق لعبور 200 من مقاتلي البيشمركة الأكراد العراقيين الحدود عبر تركيا للدفاع عن مدينة كوباني السورية في مواجهة مقاتلي «داعش».
وتعليقاً على مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في مطلع الأسبوع قال أردوغان: «هل تنظر تركيا إلى هذا العمل بشكل إيجابي؟ لا. أميركا فعلت ذلك متجاهلة تركيا وقلت له إن كوباني ليست مكاناً استراتيجيا بالنسبة لكم في الوقت الحالي وإنما هي مكان استراتيجي بالنسبة لنا».
وقال مسؤول كبير في إقليم كردستان العراق إن قوات البيشمركة ستكون مزودة بأسلحة أثقل من تلك التي يستخدمها المقاتلون الأكراد في كوباني والذين يقولون إنهم بحاجة إلى أسلحة خارقة للدروع لصد تقدم «داعش».
يأتي ذلك في وقت تواصلت الاشتباكات العنيفة في كوباني بين وحدات حماية الشعب وإرهابيي «داعش»، حيث تمكنت الوحدات من استعادة السيطرة على تل شعير الاستراتيجي غرب المدينة بعد يوم على سيطرة «داعش» عليه.
وكشفت مصادر من داخل المدينة أن «داعش» يحشد نحو خمسة آلاف مقاتل من جهة الجنوب، في حين كانت وحدات حماية الشعب قد تمكنت في وقت سابق من التصدي لهجوم من محورين، هدف التنظيم الإرهابي من خلاله إلى الوصول إلى قلب المدينة.
وفي السياق، قالت القيادة المركزية الأميركية أمس إن قواتها ركزت ضرباتها الجوية مجدداً على منطقة قرب مدينة كوباني السورية، وأصابت أيضاً منشآت نفطية يسيطر عليها تنظيم «داعش».
وأضافت القيادة أن القوات شنت 15 ضربة جوية على «داعش» في العراق وسورية يومي الأربعاء والخميس، حيث نفذت مقاتلة وقاذفة أميركيتان أربع غارات قرب مدينة كوباني الحدودية ودمرتا مركز قيادة تابعاً لـ«داعش» ومواقع قتالية في منطقة كانت مستهدفة كثيراً هذا الشهر فضلاً عن غارتين على صهاريج نفط شرق دير الزور.