الأسد لمسؤول إيراني: سنستعيد كامل الأراضي السورية.. وبوتين يرى العدوان الثلاثي انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي
أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله كبير مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري، أن العدوان الثلاثي على سورية لن ينجح.
وأعلن الأسد خلال اللقاء أمس، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا «ومعها مجموعة من أدواتها من دول المنطقة كانت تدعم الإرهابيين منذ اليوم الأول للحرب على سورية وعدوانها المباشر مؤخراً، لن ينجح في وقف الحرب على الإرهاب التي ستتواصل حتى استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية».
من جانبه، اعتبر جابري أنصاري أن «الدافع الحقيقي وراء العدوان الذي شنته الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا على سورية هو الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة على الإرهابيين وخوف تلك الدول من استمرار هذه الانتصارات بالوتيرة نفسها وامتدادها إلى مناطق جديدة».
ووضع جابري أنصاري الرئيس السوري في صورة التحركات والجهود التي تبذلها إيران على الصعيد السياسي «للمساعدة في إنهاء الحرب على سورية».
وتناول الجانبان آخر المستجدات في ما يتعلق بالوضع الميداني في سورية، وتوافقا في الآراء حول مختلف القضايا التي طرحت خلال اللقاء وعلى «أهمية استمرار سورية وإيران في تعزيز تعاونهما وتنسيق مواقفهما لما فيه مصلحة شعبيهما وتحقيق الاستقرار في المنطقة».
إلى ذلك، ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً الوضع القائم في سورية بعد العدوان الثلاثي الذي قامت به الولايات المتحدة بمشاركة بريطانيا وفرنسا.
وبحسب الكرملين فقد أكد بوتين خلال الاتصال بماكرون أن العدوان على سورية يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وأدى إلى تعقيد عملية التسوية السياسية في هذا البلد.
وذكر الكرملين أن الرئيسين اتفقا على «مواصلة بذل الجهود المشتركة، بهدف استئناف المباحثات السلمية حول سورية على أساس القرار الدولي رقم 2254 ، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج منتدى الحوار الوطني السوري في سوتشي».
وتطرّق الرئيسان أيضاً إلى أهمية عمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في دوما السورية.
الكرملين أشار إلى أنّ بوتين أبلغ ماكرون بالخطوات التي تتخذها روسيا بما في ذلك بالتعاون مع شركائها في محادثات أستانة لتسهيل الأوضاع الإنسانية في سورية.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الدول التي دعمت العدوان على سورية أُجبرت على ذلك، مشيراً إلى أنها «تدرك أن هذه الطريقة غير مقبولة لحل أخطر الأزمات الدولية»، على حد تعبيره.
كلام لافروف جاء خلال مؤتمر صحافي عقده خلال زيارته لبكين، حيث رأى أن العدوان كان «محاولة لتعطيل التحقيق من قبل خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتقويض التطورات الإيجابية التي بدأت في التسوية السورية».
ووفقاً للافروف فإنّ موسكو وبكين «تقيّمان سلباً» عدوان واشنطن وحلفائها على سورية. وشدد «يجب الاستعداد لتكرار الاستفزازات في سورية على الرغم من تحذيرنا الأميركيين والأوروبيين من هذه المغامرة»، مشيراً إلى أنّ موسكو تشعر بالقلق من خطط الغربيين بشأن مستقبل سورية.
على صعيد آخر، قال لافروف إن دعوة الرئيس الفرنسي إلى عدم انسحاب القوات الأميركية من سورية، حتى بعد الانتصار على الإرهاب، تشبه الموقف الاستعماري.
وقال لافروف: «سمعت بأن الرئيس الفرنسي ماكرون دعا الولايات المتحدة إلى عدم سحب قواتها من سورية، حتى بعد القضاء على آخر إرهابي أو طرده من أراضي هذه البلاد».
وأضاف: «لقد صرّح الزعيم الفرنسي بضرورة البقاء في هذه البلاد على أساس دائم وبناء سورية الجديدة. هذا هو موقف استعماري».
وأكد الوزير الروسي أن موسكو ستستفسر من الشركاء الفرنسيين عما قصده الرئيس الفرنسي.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اعتبر أن قوات كل من الولايات المتحدة وفرنسا وحلفائهما يجب أن تبقى على الأرض السورية لبناء «سورية جديدة» ومنع انتشار النفوذ الإيراني في البلاد.
وقال ماكرون، في مقابلة مع قناة «Fox News» الأميركية، أول أمس، رداً على سؤال حول موقفه من سعي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لسحب قوات بلاده من سورية فوراً بعد تحقيق هزيمة تنظيم «داعش»: «ينبغي علينا بعد ذلك بناء سورية جديدة، ولهذا السبب أعتقد أنه من المهم جداً أن تواصل الولايات المتحدة دورها».
وفي السياق، هدد وزير الدولة لشؤون الدفاع البريطاني، توبياس إيلوود، من أن بلاده قد تتدخل مجدداً في سورية، معتبراً أن الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يزال يميل إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، بحسب تعبيره.
وقال إيلوود خلال مقابلة مع برنامج «Sunday Politics»، الذي بثته قناة BBC البريطانية، مساء الأحد، حول تبعات الضربة الثلاثية الأخيرة على سورية بالنسبة للأسد: «السؤال الكبير هنا هو هل سيغير ذلك أسلوب سلوكه؟ نحن بالطبع لا ندري»!
وفي سياق متّصل، حذّرت الخارجية الروسية من أن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الموجودين في سورية، ضمن إطار التحقيق في مزاعم الهجوم الكيميائي في مدينة دوما، يتعرّضون لضغوط من قبل الغرب.
وقال رئيس قسم منع انتشار الأسلحة في الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف، في حديث إلى وكالة «نوفوستي» أمس، إن خبراء المنظمة يتعرّضون لضغوط «لأن الولايات المتحدة اتخذت في عام 2011 قراراً مسبقاً لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.. وتتخذ جميع خطواتها في سياق هذا القرار».
وأشار المسؤول الروسي إلى أن واشنطن لجأت مرتين إلى السيناريو الذي يقضي بتنفيذ غارات على مواقع للحكومة السورية جراء استفزازات الكيميائي المزعومة، وحيث جاء ذلك على خلفية الهجوم الكيميائي المزعوم على مدينة خان شيخون في ريف إدلب قبل عام، ثم بعد الحالة المماثلة في دوما بغوطة دمشق الشرقية.
وأكد الدبلوماسي أن مهمة روسيا في هذه المسألة لا تكمن في المشاركة بالتحقيق في مزاعم هجوم دوما، بل في توفير الظروف الملائمة لعمل الخبراء المؤهلين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأعرب يرماكوف عن جاهزية موسكو لقبول نتائج التحقيق في الهجوم الكيميائي المزعوم إذا كان هذا التقرير مهنياً، مشدداً على أن منظمة حظر الكيميائي هي جهة ذات مصداقية وتعمل كل ما بوسعها في الظروف الراهنة.
ميدانياً، نفذت وحدات من الجيش السوري ضربات مركزة على تحصينات وأوكار التنظيمات الإرهابية في الحجر الأسود بالغوطة الغربية، وذلك في اطار العمليات العسكرية الرامية إلى اجتثاث الإرهابيين بشكل كامل من جنوب دمشق.
وأفاد مصدر بأن وحدات من الجيش واصلت توجيه ضربات مركزة على مراكز قيادات الإرهابيين في الحجر الأسود وتحصيناتهم وخطوط تحرّكاتهم وأوقعت خسائر كبيرة في العتاد والأفراد.
ولفت إلى أن الوحدات البرية حققت خلال عملياتها تقدماً من محاور عدة بإسناد من سلاح الجو مبيناً أن العمليات مستمرة إلى حين إنهاء الوجود الإرهابي من الغوطة الغربية.
وأسفرت عمليات الجيش أمس، عن تدمير العديد من تحصينات وتجمّعات ومستودعات ذخيرة للإرهابيين بحي الحجر الأسود.
من جهة أخرى، بدأت عملية إخراج دفعة ثالثة من الإرهابيين وعائلاتهم من منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق ظهر أمس، تحضيراً لنقلهم إلى شمال سورية تمهيداً لإعلان المنطقة خالية من الإرهاب.
وتمّ تجهيز 7 حافلات تقل العشرات ممن تبقى من الإرهابيين الرافضين لاتفاق التسوية وعائلاتهم من بلدة الرحيبة في منطقة القلمون الشرقي تمهيداً لنقلهم إلى الشمال السوري.
وذكر مصدر في وقت سابق أن عدداً من الحافلات دخلت إلى بلدة الرحيبة في منطقة القلمون الشرقي لإخراج ما تبقى من الإرهابيين الرافضين لاتفاق التسوية وعائلاتهم تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس وإدلب.