الشوف منطقة الشهداء والاستشهاديين وأول مديرية لـ «القومي» تأسّست في بعقلين القوميون: رهاننا الأول والأخير على وعي الناس في اختيار الأفضل ومرشحنا سمير عون يعبّر عن الشوف
تحقيق ـ عبير حمدان
يمكن لمن يزور منطقة الشوف الانغماس في جمال طبيعتها والاقتناع بأن لبنان لم يزل أخضر اللون. على طول الطريق ترافقك الشجيرات البرية وعبق الصنوبر. وإذا توغّلت أكثر في القرى الشوفية تسأل نفسك كيف يتمكّن أهل هذه المنطقة من تصريف الإنتاج الزراعي، حيث تكثر أشجار الزيتون المعمّرة، وجميعنا يعلم أن المؤسسات المعنية في الدولة لا تقدّم الكثير للقطاع الزراعي، مما يسبب ركوده. وهذا التقصير ينسحب على القطاعات كافة.
يعلق أهل هذه المنطقة الكثير من الآمال على احتمال التغيير الذي سينتج عن الاستحقاق الانتخابي المرتقب للخروج من النفق المظلم الذي فرضه الإقطاع السياسي، حيث إن جزءاً لا يُستهان به من الشوفيين يرى في البرنامج الانتخابي الذي أعلنه الحزب السوري القومي الاجتماعي ما يلبي طموحاته بإمكانية بناء الدولة المدنية القادرة على تحقيق الإنماء المتوازن وخلق فرص العمل بإطار عادل وبمنأى عن سطوة الطائفية والمحاصصة.
وللحزب السوري القومي الاجتماعي حضوره التاريخي الراسخ في قرى الشوف، وفق ما شهدناه خلال جولة البناء الميدانية برفقة مرشح القومي عن دائرة عاليه ـ الشوف سمير عون.
نجا حمادة: الحزب القومي قدّم برنامجاً انتخابياً كاملاً وواضحاً
يقول ناظر الإذاعة في منفذية الشوف نجا حمادة، إن: «الرهان الأول والأخير على وعي الناس في اختيار الأفضل، ومرشح حزبنا سمير عون يعبّر عن أهل الشوف، وترشحه صفعة في وجه هيمنة القوى الطائفية على القرار السياسي والاجتماعي. ونحن ندعو الناس إلى فرض معادلات جديدة من أجل بناء دولة العدالة والمواطنة».
أضاف: «نحن لسنا إلغائيين لأحد، بل نسعى إلى بناء الدولة على قاعدة ثابتة سياسياً واجتماعياً وإنمائياً ونقول للناس: هذا هو فكر الحزب القومي ووعيه وهو من أقدم الأحزاب الموجودة في البلد وعلى مستوى كل الكيانات وحزبنا عابر للحدود والطوائف ويكفي من خلال ترشيح الرفيق سمير أننا نوجّه رسالة واضحة حول أهمية المشاركة في بناء المجتمع ونهضته».
وتابع: «نحن من مدرسة تعلم الأجيال أن النبت الصالح ينمو بالعناية أما الشوك فينمو بالإهمال، وبقدر ما نكون حريصين على تربية هذا الجيل بالوعي والشجاعة والإقدام والتضحية والانتماء، بقدر ما تخفّ فكرة الولاء للطائفة أو للشيخ أو للبيك. نحن الحزب الوحيد الذي قدّم برنامجاً انتخابياً كاملاً ومتكاملاً وواضحاً. وفي النهاية الرهان على الأجيال القادمة هو المعيار الصحيح لبناء البلد».
ويركّز حمادة على أهمية التربية بدءًاً من المنزل، ليقول: «نحن نضع ضمن أولوياتنا التواصل مع الشباب على امتداد هذا الوطن لنشر الوعي والتأكيد الدائم على هوية العدو في زمن باتت الخيانة وجهة نظر تتسلّل إلى العقول. ونحن اليوم نخوض معركة وجود وعلينا الحفاظ على هوية هذا البلد الرافض للتطبيع مع العدو اليهودي ونفخر بأننا قدّمنا شهداء واستشهاديين، الشوف منطقة الاستشهادية ابتسام حرب، ومنطقة عملية سناء محيدلي، ونفتخر أيضاً بالشهيد نضال الحسنية إبن هذه المنطقة. هذا هو تاريخنا الذي نفخر به وبتضحيات الجرحى والمقاتلين. ولأن وجودنا متجذّر في منطقة بعلقين وأول مديرية للحزب كانت في بعقلين. ومن بعقلين نشدّد على خطورة موضوع التطبيع وبأننا سنحاربه».
نهاد راجح: الأجيال التي تربّت على العقيدة القومية قادرة على التغيير
«قبل الحجر حبيت البشر أبني/ تا يكون عامل للوطن إبني/ وعند ما غيب يا مآذن اذني/ إنسان همه الوطن والتراب»، هكذا يستقبلنا نهاد راجح. ويتابع: «نحن نعمل لنجاح مرشح الحزب القومي. ونحن نريد لهذه النهضة أن تعمّ في الوطن بشكل سليم، ومَن يقرأ أنطون سعاده بشكل صحيح يبدأ بتطبيق المبادئ على نفسه أولاً بعمله وإدائه، ويحمل هذا الفكر لكل المجتمع. أنا من الرعيل القومي القديم المزروع في هذه الأرض ولديّ ثقة مطلقة بأن الأجيال التي نشأت على المبادئ القومية قادرة على التغيير».
وفي ما يتصل بواقع الشوف وقراها، يقول راجح: «منطقة الشوف تعاني الكثير وتحتاج إلى الخدمات الإنمائية والاجتماعية، ونحن نعلّق كل الآمال على الرفيق سمير عون ونثق بأنّه سيحمل همنا إلى الندوة البرلمانية وسيكون خير ممثل لأهل الشوف لكونه إبن هذه الأرض ويعرف واقعها بشكل جيّد ومتطلبات أهلها».
رفعت راجح: مرشّحُنا إبن هذه الأرض ويعرف معاناتنا
يؤكد رفعت راجح تاجر أن الدولة غائبة عن منطقة الشوف والإقطاع يقيّد الناس. وعن مشاركة الحزب القومي في الاستحقاق الانتخابي المقبل بشخص المرشح سمير عون يقول: «نحن نتمى النجاح والتوفيق لمرشحنا، حيث كنّا في هذه المنطقة محاصرين ومعزولين إلى أن أتى الفرج من خلال هذا الموقع، حيث أصبحت لدينا ثقة بأن صوتنا سيصل وسيكون فاعلاً في مواجهة الإقطاع المسيطر على المنطقة».
وفي ما يتصل بالقضايا التي يضعها أهل المنطقة بين يدي ممثلهم يقول راجح: «الرفيق سمير عون إبن هذه الأرض ويعرف معاناتها لناحية الركود الاقتصادي ومشاكل القطاع الزراعي وعدم قدرة المزارعين على تصريف إنتاجهم، بالإضافة إلى ذلك الحاجة الملحة إلى وجود فاعل للمدرسة الرسمية في المنطقة كي يتمكّن الجميع من تحصيل العلم. ولا ننسى حاجة المنطقة إلى المستشفيات والمراكز الطبية والمستوصفات وتأهيل البنى التحية والطرقات مما يساهم في تفعيل القطاع السياحي في منطقة سياحية بامتياز».
أمين أبو عجرم: دورنا توعية الناس لضرورة التغيير وحتمية الانتصار
يتحدّث أمين أبو عجرم عن المشاكل التي يعاني منها القطاع التجاري في المنطقة، فيقول: «القطاع التجاري في منطقة الشوف يعاني الكثير من المشاكل، حيث إن هناك مشاريع تكون في طور الإنجاز وتتوقف فجأة ومشاريع يتمّ وضع اليد عليها. وهذا يؤثر سلباً علينا نحن أصحاب المحال التجارية التي تبيع أدوات ومواد البناء. من جهتي سأنتخب للمرة الأولى. واليوم يختلف الوضع جذرياً، حيث لدينا ممثل يتكلم باسمنا ويعرف واقعنا كما هو من دون أي تجميل».
ويضيف أبو عجرم في الإطار نفسه: «دورنا في الحزب القومي توعية الناس إلى ضرورة التغيير والخروج من الدائرة الضيقة التي تطوّق خيارهم والابتعاد عن منطق التعاطي الفئوي والطائفي، ولدينا ثقة مطلقة بمرشحنا رغم عدم الرضى التام عن القانون الحالي، إلا أنه سمح للجميع بالمشاركة على قاعدة النسبية التي ننادي بأن تكون على صعيد لبنان دائرة واحدة لنتمكّن من بناء الدولة المدنية والقوية».
ويشير أبو عجرم إلى الجانب الثقافي المتصل بالنظرة إلى العدو، مؤكداً أن المعركة مستمرّة مع هذا العدو اليهودي في المجالات كافة، جازماً أن النصر سيكون حليف الفكر القومي مهما طال أمد المعركة.
ونختم الجولة عند نهر بعقلين، حيث لسان حال أصحاب المطاعم يدعو مؤسسات الدولة المعنية العمل إلى تفعيل حضورهم السياحي من خلال تأهيل الطريق المؤدية إلى الوادي، حيث تنتشر المقاهي والمطاعم ليصبح الوصول إليها أكثر يُسراً.
وإلى جانب هذه المقاهي هناك محميات طبيعية يقصدها السائحون الأجانب ويمكن أن تكون مكاناً مثالياً لمن يبحث عن الرياضة البيئية السليمة وارتياد الغابات وتسلق الجبال.