الموصل تحيي مجدداً عيداً آشورياً إطلاق مهرجان الربيع في أم الربيعين

بعد انقطاع 16 عاماً، عاد مهرجان الربيع إلى مدينة الموصل في شمال العراق، معلناً بالاحتفالات والألوان والأهازيج عودة الحياة إلى المدينة التي شهدت حرباً طاحنة انتهت بتحريرها في تموز الماضي من هيمنة داعش الإرهابي.

أقيم هذا المهرجان للمرة الأولى في العام 1969 وكان يمتد يومها ثمانية أيام في هذه المدينة الشمالية الملقّبة «أم الربيعين».

وأقيم الاحتفال الذي يُعدّ تقليداً آشورياً، في الجانب الشرقي من مدينة الموصل، وتخللته عروض شعبية تعبيراً عن الفرح بعودة الأيام الجميلة.

يقول المهندس شامل محمد ذاكر منظم النسخة الحالية من المهرجان والمسؤول عن المشاريع في محافظة نينوى، إن «آخر احتفال كان في العام 2002، بحضور عزت الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي السابق».

ولكن في العام 2003، غزت الولايات المتحدة العراق وتعطّلت إقامة المهرجانات فيها.

وبعد مرور عشرة أشهر على إعلان السلطات العراقية تحرير الموصل، سارت حوالى 38 سيارة في موكب على إحداها مجسّم كرتوني يمثل منارة الحدباء التي دمّرت تماماً صيف العام 2017، وأخرى لجامع النبي يونس ومواقع أثرية أخرى في محافظة نينوى، على وقع أغانٍ وطنية وشعبية.

ومرّت المواكب بينها وحدات أمنية تتقدّمها فتيات صغيرات يرتدين فساتين بألوان بيضاء ووردية، ورفعت الأعلام العراقية فيما حلقت في الأجواء طائرات شراعية استعراضية.

يؤكد أكرم أحمد 54 عاما الذي حضر الاحتفال مع أبنائه الأربعة، «كنت أشارك في السبعينيات والثمانينيات» بمهرجان الربيع.

ويقول إن «الاحتفال كان كبيراً في السابق، كنا ننتظر موعده بفارغ الصبر»، فيما تمر أمامه سيارة كتب عليها «جنة العراق».

واعتبر محافظ نينوى نوفل العاكوب في كلمة خلال الاحتفال أن «المهرجان رسالة للعالم بأن نينوى تنهض من جديد»، بعد حقبة حزينة.

وعودة المهرجان الذي يتزامن مع فترة حملات الانتخابات التشريعية المقرّرة السبت المقبل ادخلت الفرح إلى كثيرين من العراقيين، رغم الاحتفال وسط دمار مركز المدينة التاريخي، ويلفت إسماعيل إلى أن «الناس دمّرت بيوتها وممتلكاتها بالكامل من دون أي تعويض حكومي».

ويرى الشاب وهو من أبناء المدينة «كان الأجدر توزيع الأموال التي صرفت في المهرجان، على العوائل المنكوبة في الجانب الأيمن غرب من الموصل» الذي تعرّض لدمار هائل خلال معارك استعادة السيطرة على المدينة.

وكالات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى