بومبيو: إبرام اتفاق سيئ مع كوريا الشمالية ليس خياراً.. وروسيا تتحدّى مصالحنا!
ألقى وزير الخارجية الأميركية كلمته أمس، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس متطرقاً خلالها إلى ملفات دولية عدة في ما يخص روسيا والصين وكوريا الشمالية كذلك إيران.
في الشأن الروسي
صرّح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنّ «الإدارة الأميركية تنظر إلى روسيا كدولة تتحدّى المصالح الاستراتيجية الأميركية».
وقال بومبيو في تصريحاته الافتتاحية خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب: «نعرف أنّ روسيا تتحدّى مصالحنا الاستراتيجية وأمن حلفائنا، وما يدل على ذلك هو الهجوم الكيميائي في بريطانيا، وبسببه تعرّضت روسيا للعقاب من قبلنا ومن بعض حلفائنا».
وبحسب بومبيو، فقد وجهت الولايات المتحدة «إشارة قوية إلى روسيا» بأنّ «عليها أن تفي بالتزاماتها بموجب اتفاقات مينسك بشأن تسوية النزاع في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا ، إذا كنا نريد إحلال السلام في أوكرانيا».
وفي تطرّقه إلى دور موسكو في سورية، اعتبر الوزير الأميركي أنّ «على روسيا أن تصبح جهة فاعلة بناءة تعمل على إعادة الاستقرار والسلام إلى سورية، بما في ذلك توقف نظام أي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية». وأضاف «أنّ الولايات المتحدة تعوّل على تمسك موسكو بالتزاماتها الخاصة بدعم عملية جنيف لتسوية الأزمة السورية ».
كما تطرق بومبيو إلى مسألة مواصلة التمويل الأميركي لمنظمة «الخوذ البيضاء» غير الحكومية التي تواجه اتهامات من بعض الدول بخوض حرب إعلامية ضد السلطات السورية.
وأوضح بومبيو بأنّ «الحديث يدور عن تمويل قدره 200 مليون دولار»، مضيفاً أنّ «القرار حول تخصيص هذا المبلغ تم إرجاؤه وأن الإدارة الأميركية ستتخذ قرارها بهذا الشأن في أقرب وقت»، دون الخوض في تفاصيل.
وأفادت قناة CBS التلفزيونية سابقاً بأنّ «وزارة الخارجية الأميركية علقت تمويل الخوذ البيضاء الذي تشكل حصة الولايات المتحدة فيه ثلث ميزانية المنظمة المعنية». وذكرت القناة «أنّ تمويلها من قبل واشنطن توقف خلال الأسابيع الأخيرة وتتم إعادة النظر فيه».
من جهته، قال ممثل عن الخارجية الأميركية «إنّ الولايات المتحدة تراجع برامج المساعدات المقدّمة لسورية بطلب من الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك مسألة تمويل الخوذ البيضاء، إلا أنّ واشنطن تعوّل على مواصلة نشاطات هذه المنظمة في سورية».
وأعلن بومبيو «أنّ واشنطن لن تسمح بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية النصفية للكونغرس عام 2018»، قائلاً: «لن نسمح بتدخل روسيا في انتخاباتنا عام 2018». ووعد وزير الخارجية الأميركي بأن «تتخذ السلطات الأميركية التدابير الملائمة لمحاولات روسيا المستمرّة في هذا المجال».
ومن المتوقع إجراء الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني عام 2018، حيث سيتم انتخاب 435 نائباً لمجلس النواب و34 سيناتوراً.
في الشأن الصيني
وعلى صعيد آخر، قال الدبلوماسي الأميركي «إنّ ثمة أوجه شبه طبية بين الهجوم الصوتي الذي تحدثت عنه تقارير في مدينة قوانغتشو الصينية وحوادث كوبا التي أصابت دبلوماسيين أميركيين بالإعياء»، مضيفاً: «إنّ فرقاً طبية في طريقها إلى قوانغتشو للتحقيق في الواقعة».
في هذا الصّدد، قالت السفارة الأميركية في الصين، أمس، «إنّ أميركياً يعمل في قنصلية الولايات المتحدة في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين أبلغ عن أنه يعاني من إحساس غير طبيعي بأصوات وضغط وهو ما تسبّب في تعرضه لإصابة دماغية خفيفة».
وأضافت السفارة، التي أصدرت تحذيراً صحياً للأميركيين الذين يعيشون في الصين، «أنها لا تستطيع الربط بين هذه الحالة وحوادث صحية تعرّض لها موظفون حكوميون أميركيون في كوبا في أواخر عام 2016».
وقالت السفارة الأميركية في بكين في رسالة بالبريد الالكتروني «إنّ المواطن الأميركي الذي يعمل في القنصلية الأميركية في قوانغتشو، والذي لم يعلن عن اسمه، تحدث عن مجموعة متنوعة من «الأعراض البدنية» التي ترجع إلى الفترة من أواخر 2017 وحتى نيسان هذا العام. وأعيد الموظف إلى الولايات المتحدة ليخضع لمزيد من الفحوص.
وأضافت السفارة «نتائج تقييم حالته تتطابق مع إصابة الدماغ الرضحية الخفيفة»، مشيرة إلى «أنّ وزارة الخارجية الأميركية تتعامل مع الحادث بجدية شديدة وتعمل على تحديد السبب والتأثير».
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية «إنّ الحكومة الصينية أبلغت السفارة أنها تحقق أيضاً في الأمر وتتخذ الإجراءات الملائمة».
وقال مسؤول في السفارة الأميركية «لا يمكننا في هذا الوقت الربط بينها وبين ما حدث في هافانا، لكننا ندرس كل الاحتمالات».
في الشأن الكوري الشمالي
على الصعيد الكوري الشمالي، قال بومبيو في شهادة أمام الكونغرس «إنّ الولايات المتحدة مستعدة للانسحاب من المفاوضات مع كوريا الشمالية إذا مضت المحادثات المقبلة بشأن برنامجها النووي في الاتجاه الخاطئ».
وأضاف بومبيو «إنّ إبرام اتفاق سيئ ليس خياراً. الشعب الأميركي يعوّل علينا للقيام بذلك بشكل صائب. إذا لم يكن الاتفاق السليم مطروحاً على الطاولة فسننسحب بكل احترام».
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أنّ «حملة الولايات المتحدة، مع شركائها، للضغط على بيونغ يانغ تؤتي ثمارها». وتابع «وضعنا لن يتغير حتى نرى خطوات ملموسة تتخذ باتجاه نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه».
وأكد بومبيو «أنّ الولايات المتحدة لا تعتزم تقديم تنازلات لبيونغ يانغ في المحادثات بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون المقرّرة يوم 12 حزيران في سنغافورة».
في الشأن الإيراني
فيما تطرّق بومبيو كذلك للبرنامج النووي الإيراني قائلاً للحضور «إنّ إدارة ترامب تعتزم العمل مع أكبر عدد ممكن من الشركاء والأصدقاء والحلفاء» لوقف ما وصفه بـ «كل تهديدات طهران سواء النووية أو غير النووية».
في شأن جورجيا
في سياق آخر، أعلن بومبيو، «أنّ الولايات المتحدة تعمل على ضمّ جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الجورجي، ميخائيل جانيليدزي في واشنطن، أمس، «أنّ بلاده حققت تقدماً ملحوظاً في طريقها إلى عضوية الحلف»، معرباً عن «أمله أن هذه الحقيقة سيتمّ تسجيلها بشكل رسمي أثناء قمة الناتو في بروكسل في 11-12 تموز». وأضاف جانيليدزي «أن الناتو يُعدّ عامل ضمان محورياً لسلامة أراضي جورجيا».
وقبل يومين، أعرب وزير الخارجية الأميركي عن دعم واشنطن لـ «سيادة جورجيا وسلامة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دولياً»، مؤكداً «توجه الولايات المتحدة إلى تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية معها».
وقبل لقاء جمعه، الاثنين الماضي، مع رئيس الوزراء الجورجي، غيورغي كفيريكاشفيلي الذي وصل واشنطن في زيارة عمل، جدّد بومبيو «موقف واشنطن» المندد بـ «احتلال جزء من أراضٍ جورجية» من قبل روسيا، في إشارة إلى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، داعياً موسكو إلى «سحب قواتها من أراضيهما والتخلي عن اعترافها بهما كدولتين مستقلتين».
وأعلن قادة روس مراراً أنّ قرار الاعتراف بالجمهوريتين المذكورتين يعكس الواقع السياسي ولا رجعة عنه.
من جهتها، أعلنت الحكومة الجورجية التي تمّ تشكيلها بناء على نتائج انتخابات العام 2012، أنها «تأمل استعادة أراضي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بطرق سلمية». وترفض تبيليسي الاعتراف بـ «استقلال هاتين الجمهوريتين»، معتبرة إياهما «محتلتين من قبل القوات الروسية».