الراعي ننتظر ولادة الحكومة ولإخراج إزمة النازحين من المذهبية
أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أننا «في كلّ يوم، ننتظر ولادة الحكومة الجديدة، وهي مع الأسف مازالت تتعثّر»، مشدداً على أن «الشّعب لا يريدها مؤلّفة من أشخاص عاديّين لتعبئة الحصص وتقاسم المصالح وإرضاء الزّعامات، بل يريدها الشّعب والدول الصّديقة الدّاعمة للبنان والمشاركة في مؤتمرات روما و باريس و بروكسيل ، حكومة مؤلّفة من وزراء يتحلّون بالكفاءة التكنوقراطيّة والمعرفة وروح الرّسالة والتّجرّد والأخلاقيّة والتّفاني».
وأشار الراعي إلى أنه «إذا كان لا بدّ من تمثيل للأحزاب والأحجام، فليكن على هذا المقياس»، مضيفاً أنه «يجب عدم إهمال الأكثريّة الباقية من خارج الأحزاب والأحجام النيّابية، وفي صفوفها شخصيّات وطنيّة رفيعة، يجب أن تكون جزءًا أساسيًا في الحكومة العتيدة». وقال: «إذا كان لا بدّ من ألوان سياسيّة، فالّلون المفضّل هو لون الوطن، دولة وشعبًا ومؤسّسات».
ورأى الراعي، في قداس الأحد، أن «تحدّيات كبيرة تنتظر الحكومة الكفوءة المنتظرة، ومنها إجراء الإصلاحات في الهيكليّات والقطاعات الّتي فصّلها بالتّحديد البيان الختامي لمؤتمر باريس بغية النّهوض الاقتصادي بقطاعاته كافة».
وقال: «على هذا الأساس، يبدأ صرف الـ 11.5 دولار أميركي، من المساعدات الماليّة بين قروض ميسّرة وهبات، ضمن آليّة محكَمة للمتابعة تشارك فيها الدّول»، لافتاً الى أن «الوضع التّجاري الّذي يُنذر بإقفال ما بين 20 و 25 من المؤسّسات التّجاريّة بسبب الأوضاع الاقتصاديّة الرّاهنة، كما نبّهت جمعيّة تجّار بيروت منذ ثلاثة أيام. وبيّنت كلّ الأسباب ورسمت خريطة النّهوض».
وذكر أن «أزمة التّعليم الخاص من جراء القانون 46/2017، الذي أوجد أهالي التّلامذة في حالة لا قدرة على تحمّل أيّة زيادة في الأقساط المدرسيّة، وعددًا من المعلّمين والمعلّمات والموظفين في حالة الصّرف من المدارس الخاصّة بسبب تناقص عدد طلاّبها، وإقفال البعض منها تدريجيًا. فتكون البلاد أمام أزمة تربويّة واجتماعيّة كبيرة، إذا لم تتحمّل الدّولة جزءًا من رواتب المعلّمين بحكم تلازم التشريع والتّمويل، ولكون المدرسة الخاصّة ذات منفعة عامّة كالمدرسة الرّسميّة».
وفي ملف النازحين، شدد على أن «قضيّة النّازحين السّوريّين تقتضي سياسة عامّة موحّدة في المبادئ والإجراءات والتدابير مع الدّول المعنيّة من أجل عودتهم إلى وطنهم واستعادة كرامتهم وجميع حقوقهم المدنيّة فيه». وقال: «يجب إخراج هذه الأزمة، الّتي باتت تشكّل أزمة لبنانيّة على كلّ صعيد، من أي معطى سياسي أو مذهبي، وحصرها في جوهرها، وهو المعطى الوطني اللبناني».
كذلك، تطرّق الراعي إلى الأزمة السّكنيّة الّتي «تفاقمت من جرّاء توقّف قروض الإسكان من جهّة، وغلاء أسعار الشّقق السّكنيّة من جهّة أخرى، وغياب أي خطّة إسكانيّة من قبل الدّولة». وقال، في هذا السياق، إننا «نبارك تحرّك جمعيّة دعم الشّباب اللبناني ونؤكّد مطالبها الّتي عبّرت عنها أمس في اعتصامها في ساحة رياض الصّلح ببيروت، وقد تضامن معها عدد من النّواب، وفي رسالة رسميّة موجّهة إلى نوّاب الأمّة».