موسكو مستعدّة لتزويد دمشق بمنظومة «إس 300».. واشنطن تطبق استراتيجية «الاستعمار الجديد»
أكّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موسكو مستعدّة لبحث مسألة تزويد سورية بصواريخ إس-300، لكنها لم تتلقّ حتى الآن أي طلب من دمشق بهذا الخصوص.
وقال شويغو في مقابلة مع صحيفة «إل جورناله» الإيطالية إن «القرار بشأن تقديم هذا النوع من الأسلحة لأي جيش أجنبي يتّخذ بناء على طلب موافق، وهو لم يرد بعد. بالتالي، فإنه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك بالتحديد».
مع ذلك، أضاف شويغو أن موسكو وإن كانت تراجعت عن توريد هذه الصواريخ لدمشق بطلب من «إسرائيل» وعدد من الدول الغربية قبل سنوات، إلا أنّها مستعدّة للعودة إلى هذه الفكرة اليوم.
كما لفت شويغو إلى أنه «في الوقت الراهن، وبعد عدوان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سورية، برزت ضرورة امتلاك دمشق وسائل دفاع جوي حديثة، ونحن مستعدّون للعودة إلى بحث هذه المسألة».
كذلك، شدّد وزير الدفاع الروسي أن الولايات المتحدة تنفذ استراتيجية الكولونيالية الجديدة المجربة بالفعل في العراق وليبيا، مضيفاً «دعونا رئيس البنتاغون مراراً لمناقشة الأمن الدولي أو الإقليمي، لكن واشنطن غير مستعدّة بعد لحوار كهذا».
واعتبر شويغو أن هدف واشنطن في سورية، منع استقرارها وتقويض وحدة أراضيها، ضمن ما وصفه باستراتيجية «الاستعمار الجديد».
وأوضح الوزير أن الجيوب التي يسيّر شؤونها الأميركيون، يجرى فيها تدريب المسلحين وإمدادهم بالأسلحة والذخيرة لينخرطوا لاحقاً في القتال ضد الجيش السوري.
وأوضح شويغو أن الولايات المتحدة لم تخصّص سنتاً واحداً للسوريين المتضرّرين حتى في الرقة، مؤكداً أن إيران وتركيا تلعبان أحد الأدوار الأساسية لاستقرار الوضع في سورية.
ميدانياً، عثر الجيش السوري على أنظمة مضادة للدبابات من طراز أبيلاس الفرنسية في محافظة درعا جنوب البلاد، وفق ما ذكر موقع Defense Blog الدفاعي نقلاً عن وسائل إعلام سورية.
وسائل الإعلام السورية قالت إن الأنظمة التي تمّ ضبطها صنعت بواسطة شركة Nexter الفرنسية للأسلحة والمعدات العسكرية.
ويتميز نظام أبيلاس الصاروخي المضاد للدبابات بدقته في الرمي. كما أنه مزوّد بمنظار ليلي قادر على تكبير الأهداف ثلاث مرات، فيما يصل مداه حتى 600 متر. ويبلغ عياره 112 مم وقدرة اختراقه 720 مم في الصلب و2000 مم في الخرسانة.
هذا ويأتي العثور على الأنظمة المضادة للدبابات بعدما حرّر الجيش السوري منطقة غرز واستعاد «الجمرك القديم» و«كتيبة الهجانة» في درعا. كما بسط الجيش سيطرته على كامل الشريط الحدودي مع الأردن. وتابعت وحدات الجيش انتشارها في ريف درعا الجنوبي الغربي لتأمين المنطقة ولاسيما الشريط الحدودي مع الأردن.
كما عثر الجيش خلال تمشيط قرى وبلدات في ريف درعا الشرقي على عتاد وسلاح حربي ثقيل تركه المسلحون بعد فرارهم.
وأوضحت الوكالة أن وحدات الجيش عثرت على منظومات لإطلاق صواريخ «تاو» وعربات مصفحة أميركية وأخرى مركب عليها مدفع، إضافة إلى دبابات وقواذف ومضادات طيران في مستودعات وأوكار تحت الأرض خاصة للإرهابيين في عدد من قرى وبلدات ريف درعا الجنوبي الشرقي والشمالي الشرقي.
وأشارت الوكالة إلى أن بين المضبوطات عدداً كبيراً من قواذف الهاون وذخائر متنوعة وقواذف «آر بي جي» وقناصات، إضافة إلى حفارة كان الإرهابيون يستخدمونها لحفر الأنفاق وتسهيل تنقلاتهم والاحتماء من ضربات الجيش السوري.
وفي السياق، سيطرت وحدات من الجيش السوري على تل الأشعري ومساكن جلين في الريف الغربي لدرعا وتابع الجيش انتشاره على كامل خط الجبهة مع «داعش».
وأفادت دائرة الإعلام الحربي السوري بأن الجيش دخل تل الأشعري ومساكن جلين لبسط الأمن وتمشيطهما من الزمر الإرهابية والمسلحة.
وأضافت أن أحياء درعا البلد أعلنت الموافقة على اتفاق المصالحة وبدأت بتسليم السلاح الثقيل.
وأفاد ناشطون معارضون بأن سيارات للشرطة العسكرية الروسية دخلت بلدة طفس في ريف درعا الغربي، بعد اتفاق مصالحة تمّ بين مسلحي وممثلي بلدة طفس من جهة، والحكومة السورية من جهة أخرى بوساطة روسية.
وأصبحت البلدة ومحيطها والتلال القريبة منها، ضمن نطاق سيطرة الجيش السوري، على أن يجري تسليم السلاح الثقيل خلال الساعات أو الأيام المقبلة.
وبموجب الاتفاق في طفس سيتمكّن الجيش من الوصول إلى تماس مع ما يُسمّى بـ «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش».
ووفق ما يسمى بـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فهناك توافق مع ممثلي 4 بلدات في ريف درعا الشمالي الغربي على دخول الجيش بناء على اتفاق مع الوسيط الروسي، ليوسّع سيطرته لنحو 80 من مساحة محافظة درعا.
وقد تمكّن الجيش السوري من السيطرة على كامل الحدود السورية الأردنية، وتقدّم في ريف درعا الغربي، في مناطق تل شهاب وزيزون وحيط.
وفي إطار المصالحات، سلّمت المجموعات المسلّحة المنتشرة في مدينة بصرى الشام دفعة جديدة من سلاحها الثقيل للجيش في سياق الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في المدينة.