معن بشور لـ«البناء»: «إعلان بيروت لأجل العدالة لفلسطين» محطة متقدمة في توحيد جهود المقاومين
سلسلة منتديات عربية ودولية كانت فلسطين مفتاحها السري والعدالة لها غاية وهدفاً. شكلت نهج نضال عربي وإسلامي وعالمي يحاول توحيد الجهود والطاقات المقاومة على استراتيجية هادفة بتركيز الضوء والعمل لأجل دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، وبناء شبكة دعم عربي وإسلامي وعالمي، والإسهام في تحويل اتجاه الرأي العام لمصلحة قضيتنا العادلة، والاستفادة ايضاً من التحولات الملحوظة في اتجاهات الرأي العام الدولي والمواقف الدولية لمصلحة فلسطين واستنكار الظلم الذي يتعرض له شعبنا تحت وطأة الاحتلال.
نضال لا يتوقف رغم المصاعب التي لا تحصى مستهدفة العمل القومي، كيف يحافظ على خط سيره وبوصلته من دون التباس واختلاط وشوائب وانحراف، محاولاً الاعتماد على التمويل الذاتي للمشاركين المناضلين واشتراكات الأعضاء والتبرعات.
ومنذ عام 2007، تعددت عناوين المنتديات والمواقع، لكن لاحقاً تمّ توحيد عناوينها حول كلمة مفتاح هي العدالة لفلسطين.
وقبيل انعقاد المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين، في 29 تموز الحالي، في فندق البريستول بيروت، حاورت «البناء» المناضل اللبناني العربي رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن وأحد مؤسسي المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين معن بشور عن المنتدى. هنا نص الحوار.
رداً على سؤال أجاب المناضل العربي معن بشور، المنوي عقده في 29 تموز الحالي، بأنه نتيجة منتديات عربية دولية عدة للتضامن مع فلسطين ولأجل العدالة لقضيتها وشعبها، تمّت إقامتها بدءاً من عام 2007، والفكرة الأساسية للمنتديات كافة كانت محاولة لتشكيل شبكة عربية عالمية، مهمتها الدفاع عن فلسطين ودعم كفاح شعبها لأجل إنجاز حقوقه.
وأوضح بشور أن المنتدى يشكل محطة متقدمة في الدفاع عن قضية فلسطين والعمل لتحقيق العدالة لها، وهو في سياق المنتديات التي انعقدت بمبادرة من المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن بالتعاون مع فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وحركات العمل المقاوم اللبناني، ومؤتمرات واتحادات عربية، وهيئات عاملة من أجل فلسطين. وجاء نتيجة إدراكنا أن تحولاً مهماً يحصل على الساحة الدولية لصالح الحق الفلسطيني وأنه لا بد من التفاعل معه وتطويره وبناء شبكة عربية إسلامية دولية حول فلسطين.
وتابع: لقد نظّمنا في هذا الإطار بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية في مدينة أسطمبول التركية عام 2007 ملتقى القدس الدولي، ومع تحالف القوى الفلسطينية في دمشق عام 2008 مؤتمر حق العودة، ومع اللجنة الشعبية العربية السورية للجولان ملتقى الجولان عام 2009، ثم نظمّنا في بيروت مؤتمر دعم المقاومة أوائل عام 2010، فملتقى دعم الأسرى والمعتقلين في الجزائر أواخر عام 2010.
توحيد العناوين بعنوان العدالة لفلسطين
وأردف أنه لما جاءنا اقتراح من مساعدي السياسي الماليزي العائد إلى الحكم الشهر الماضي مهاتير محمد الذي شارك معنا في ملتقى حق العودة في دمشق ، بأن تجتمع كل هذه العناوين المتصلة بقضية فلسطين بعنوان واحد هو «العدالة لفلسطين». هذا المفهوم كان في جوهر عملنا، لكن أظهرناه بعد اقتراحه عنواناً للمؤتمر. وهو ما بدأنا العمل به منذ عام 2015 حيث المنتدى الأول في بيروت، وعام 2016 حيث كان المنتدى الثاني في تونس بالتعاون مع الاتحاد التونسي للشغل، ثم عام 2017 في بيروت، وهذا العام أيضاً في بيروت رغم أننا حاولنا عقده في الجزائر. وقد اخترنا لمنتدانا وزير العدل الأميركي السابق رامزي كلارك رئيساً فخرياً والمفكر القومي المعروف والشخصية البارزة د. علي فخرو منسقاً عاماً ورئيساً للجنة المتابعة.
4 أهداف للمنتدى
ولفت المناضل معن بشور لـ«البناء» أن الأهداف من هذا المنتدى تتلخّص بـ:
أولاً: تسليط الأضواء على الحقوق الفلسطينية، بعد محاولات واشنطن وتل أبيب والقوى المرتبطة بهما تهميش القضية الفلسطينية عبر إشعال الفتن والحروب في أقطار الأمة، لا سيّما تلك المعروفة بارتباطها الوثيق بقضية فلسطين كالعراق وسورية واليمن وليبيا وقبلها الجزائر من دون أن نهمل محاولات التفجير المستمرة في مصر.
والهدف الثاني هو بناء شبكة عربية إسلامية عالمية لدعم النضال الفلسطيني، بالتعاون مع كل جهد أو جهة يسعيان لهذا الهدف، بإيجاد إطار تعارفي وتفاعلي بين كل مهتم بنصرة الحق الفلسطيني.
والهدف الثالث هو في توحيد الجهود والطاقات على مستوى الأمة بين تيارات الأمة عموماً، وفصائل العمل الوطني الفلسطيني خصوصاً، وتجاوز حال الانقسام والتناحر وتعزيز ثقافة الوحدة والتكامل التي بدونها لا يمكن تحقيق أي انتصار حقيقي.
أما الهدف الرابع فهي الاستفادة من التحوّلات الهامة في موازين القوى على الصعد العربية والإقليمية والدولية، خصوصاً مع تصاعد حراك الشعب الفلسطيني ومسيرات العودة، والسعي لتطويرها بما يمكننا من الاقتراب أكثر من تحقيق الحلم التاريخي لشعب فلسطين بالتحرير والعودة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس.
جدول أعمال المؤتمر 4 محاور
وفصّل بشور بأن جدول أعمال المؤتمر في 29 الحالي، في فندق البريستول – بيروت، سيتضمّن أربعة محاور متصلة كلها بالقضايا الساخنة التي نواجهها في فلسطين وعلى مستوى الأمة بدءاَ من:
1 – صفقة القرن وسبل مواجهتها.
2 – مسيرات العودة وسبل إسنادها.
3 – المقاطعة ومناهضة التطبيع وكيفية التنسيق بين قوى المقاطعة والمناهضة.
4 – الأسرى والمعتقلون وسبل دعمهم.
إعلان بيروت من أجل العدالة لفلسطين
وأشار إلى أن مختصين سيقدّمون 4 أوراق للنقاش عن هذه المحاور، ستجري مناقشتها في جلسات عمل أربع، لتتم صياغة توصيات بنتيجة جلسات المناقشة. ثم تُعرض التوصيات في جلسة ختامية يتم خلالها الاتفاق على «إعلان بيروت من أجل العدالة لفلسطين».
هكذا هي بيروت عاصمة العروبة والمقاومة، لبنانية يوم لبنان، فلسطينية يوم فلسطين…
وحسبما تشير المعطيات، يصرّح السياسي اللبناني بأن حوالي 350-400 مشارك ومشاركة من القارات الخمس ومن كل الدول العربية، وعدوا بالحضور إلى بيروت، بينهم شخصيات برلمانية وحزبية وسياسية ونضالية وإعلامية وثقافية وفنية ونقابية وممثلو لجان مناصرة فلسطين وهيئات المقاطعة ومناهضة التطبيع، حيث نطمح الى السعي لإطلاق فيدرالية هيئات المقاطعة ومناهضة التطبيع. ومتوقع أن يشارك ممثلون عن لجان طالبية أميركية تعمل من أجل العدالة لفلسطين بينهم ناشطون بارزون في مجال المقاطعة على المستوى الدولي ومناهضة التطبيع على المستوى العربي.
التمويل ذاتي من «فلوس جيوبنا»
وعن تمويل المنتدى أكد بشور أن الجميع يعلم حرص القيّمين على هذه التجربة بالتزام فكرة الاعتماد على الذات بعيداً عن أي ارتهان، ولذلك ستتحمّل الغالبية الساحقة من المشاركين نفقات سفرهم وإقاماتهم، بينما يساهم أعضاء المؤتمر وأصدقاؤهم عبر اشتراكاتهم وتبرّعاتهم في تغطية بقية تكاليف المؤتمر، إعطاء نماذج في الاعتماد على الذات في عملنا الوطني والقومي، خصوصاً بعد أن استباح المال السياسي حياتنا الوطنية وحاصر الكثير من حركاتنا الوطنية والقومية.