قراءات من الزمن الماضي القراءة الخامسة/ مجلة الآداب
يكتبها الياس عشي
ثمٌة كتابات، إنْ قرأتها اليوم، تقف مندهشاً وتسأل: من أين جاء هذا الإحساس؟
بالفجيعة، وهي لمّا تبدأ بعد.
في العددين الحادي عشر والثاني عشر كانون الأول/ 2009 لمجلة الآداب، لفتني مقطعان من نص لشاعرة سورية اسمها ميسون شقير، تقول:
أنا لا أموت
إذا تعرّيتُ في الخريف،
ولكنّي أُذبح
لآخِرِ الجذور
إذا مرّ الربيع
ولم أورقْ.
شجرةٌ
قطعتَها…
كي تجمعَ من أغصانها
وقوداً لشتائكَ الطويل،
لن تدفأ يا سيدي
فدموع عصافيرها
بلّلت كلَّ
ما جمعتَ
من حطب.
بعد عامين، وحبرُ ميسونَ لم يجفّ بعدُ، مرّ ربيع الشام مرّات ومرّات دون أن يورق يا ميسون، ودون أن يتوقف العصافير عن النحيب.
والآن.. بدأ العدّ العكسي لربيع يزهو بحقول الياسمين وشقائق النعمان، ويعلن النصر.