بروجردي: التحالف الدولي ضد «داعش» غير جدير بالثقة
أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن التحالف الدولي المزعوم لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي غير جدير بالثقة لأن بعض الدول المشاركة فيه ساهمت بإيجاد التنظيمات الإرهابية في المنطقة ومنها «داعش».
وقال المسؤول الإيراني إن أميركا وحلفاءها الأوروبيين والإقليميين ساهموا في بروز ظاهرة الإرهاب المشؤومة في المنطقة، مشيراً إلى أن عدداً من الدول الأعضاء في التحالف هي التي قامت بتأسيس «داعش»، ولذلك لا يمكننا أن نثق بها لأن هناك تناقضاً واضحاً في إيجاد هذه العصابة الإرهابية سابقاً والتصدي لها حالياً.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا دعا في وقت سابق كلاً من دمشق والمعارضة إلى العمل سوية في محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن فكرته تتلخص «في استخدام التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية لدفع الأطراف الواعية إلى ضرورة وقف الإرهاب المتجسد فيه إلى خطوات عملية لتحقيق هذا الهدف».
كما أعرب المبعوث الدولي عن اعتقاده بأن يسمح التعاون بين السلطات السورية والمعارضة بـ«تجميد» النزاع المسلح في بعض مناطق البلاد، كي تكون هذه المناطق بمثابة نواة لبدء عملية سياسية على المستوى المحلي أولاً، ومن ثم على المستوى الوطني.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس ضرورة مواصلة التعبئة لمواجهة «داعش»، مشدداً على «ضرورة تسليح المعارضة المعتدلة ودعمها لأنها الوحيدة القادرة على خوض المعركة ضد تنظيم داعش»، بحسب قوله.
فيما قال الرئيس التركي إنه يعتقد أن التحالف الدولي ضد «داعش» يركز أكثر من اللازم على مدينة كوباني السورية القريبة من الحدود التركية وينبغي أن يهتم بمناطق أخرى. وأضاف: «لماذا كوباني دون مدن أخرى مثل إدلب أو حماة أو حمص، وبينما تخضع 40 في المئة من الأراضي العراقية لسيطرة «الدولة الإسلامية»؟ «لماذا لم يتحرك التحالف في مناطق أخرى»؟
وأكد أردوغان أن بلاده استقبلت 200 ألف لاجئ فارين من المعارك في عين العرب، مشيراً إلى أن تركيا أنفقت ما بين 4 إلى 5 مليارات دولار لإغاثة اللاجئين السوريين وعلى المجتمع الدولي أن يعترف بمجهودات تركيا في هذا الصدد. كما طالب التحالف الدولي بإنشاء منطقة حظر طيران آمنة في شمال سورية.
وكان بشار الجعفري المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة أكد أن بلاده تواجه مرتزقة إرهابيين آتين من 83 دولة ويجري تدريبهم في معسكرات في الأردن وتركيا والسعودية بإشراف أميركي فرنسي بريطاني.
وقال الجعفري عقب اجتماع لمجلس الأمن إن السياسة التركية هي السبب في تصاعد حدة العنف في سورية، مضيفاً أن «الحكومة السورية ضد أي انتهاك للسيادة السورية، هذا خط أحمر».
وأوضح الجعفري أن «المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لم يدع تركيا إلى التدخل في الشأن السوري. إنه دعاها لتسهيل دخول المقاتلين السوريين الأكراد الموجودين على الطرف الآخر من الحدود إلى أن يسمحوا بالعودة إلى مدينتهم كي يشاركوا في القتال ضد داعش».
وتواصلت الاشتباكات في شكل متقطع في الجهة الجنوبية لمدينة عين عرب وفي محور سوق الهال في المدينة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «داعش» الإرهابي، في وقت قصفت طائرات الحلف الأميركي تجمعات التنظيم في كوباني.
وتحدث نائب رئيس مقاطعة كوباني خالد بركل عن اشتباكات عنيفة في ثلاث محاور، خصوصاً بعد الإعلان عن وصول البيشمركة، حيث يحاول تنظيم «داعش» السيطرة على المعبر الحدودي بين كوباني وتركيا لا سيما لمنع وصول الإمدادات والمواد الغذائية إلى المدينة.
وقال بركل إن هذه المحاولات باءت بالفشل نتيجة تصدي وحدات حماية الشعب الكردي لهم، مشيراً إلى سقوط عشرات القتلى في صفوف التنظيم، موضحاً أن عدد عناصر البيشمركة الذين دخلوا كوباني هو فقط عشرة وهم موجودون في كوباني للتنسيق مع وحدات الحماية الكردية والتخطيط لكيفية دخول البيشمركة. وأضاف أن 50 من عناصر «الجيش الحر» دخلوا كوباني حيث يجري التنسيق مع وحدات حماية الشعب لتوزيعهم على المواقع التي سيحاربون فيها «داعش».
وقالت وكالة «رويترز» إن حركة دخول العربات المدرعة وخروجها قد تسارعت أمس من مخزن سابق لمعالجة القطن قرب بلدة سروج الحدودية التركية حيث تستعد فرقة أكبر من قوات البيشمركة قوامها نحو 150 فرداً للانتشار.
وفي سياق متصل، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الجيش الأميركي واصل استهداف تنظيم «داعش» قرب بلدة كوباني السورية، وأشارت إلى أن «الغارات الأربع التي وقعت قرب كوباني على مقربة من حدود تركيا أوقعت أضراراً بأربعة مواقع قتالية وأحد المباني التي يستخدمها التنظيم المتشدد».
وفي شأن متصل، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والمسلحين في محيط حقل الشاعر للغاز في ريف تدمر، حيث استقدم الجيش تعزيزات كبيرة لاستعادة السيطرة على الحقل، ولتحصين مطار»t4» العسكري الذي يبعد عن الحقل مسافة 25 كلم.
كما صد الجيش محاولة تسلل لمسلحين من الجزيرة السابعة في حي الوعر باتجاه بساتين الوعر في حمص، كما استهدف تحركات المسلحين في أم الريش والخريجة ومسعدة وأم صهريج بريف حمص الشرقي وفي الزعفرانة بالرستن وطلف بالحولة.