روكز: لا يجوز تعطيل الحكومة أو انتظار تعليمة ولادتها من الخارج
احتفلت بلدة سجد وجوارها بإزاحة الستار عن نصب شهداء البلدة والذين سقطوا على أرضها، في احتفال أقيم عصر أول من أمس عند مدخل البلدة، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بالنائب شامل روكز، وحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب إبراهيم عازار، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النائب سليم خوري، ممثل النائب أسامة سعد طلال أرقدان، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد روميو خوري، ممثل محافظ الجنوب منصور ضو نقولا بو ضاهر، المدير العام لمجلس الجنوب هاشم حيدر، ممثل قائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزيف عيد، عدد من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، رئيس رابطة مخاتير منطقة جزين جهاد يوسف، وحشد من عوائل الشهداء وأبناء البلدة.
بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس بلدية سجد عفيف ناصر الدين كلمة رحّب في مستهلها بالحضور، ونوّه بـ «النفحة الجمالية» للنصب التذكاري وبموقعه على مدخل البلدة، وقال: «الهدف الأساسي من إقامته هو الوفاء لشهدائنا الأبرار، وتخليداً لذكراهم العطرة، وأخصّ بالذكر الشهداء أبناء البلدة والذين سقطوا فيها، الأبطال: علي محمد عنيسي، نزيه محمود ناصر الدين، علي حسن شباني، حمزة حسن ناصر الدين، هادي حسن نصرالله، واللائحة تطول وتطول، 215 شهيداً سقطوا على هذه الأرض بعد أن سطروا البطولات».
ثم ألقى ممثل رئيس الجمهورية كلمة باللهجة العامية قال فيها «لقاؤنا اليوم بين انتصارين. انتصار حرب تموز بعد 12 سنة على تحقيقه، وانتصار معركة عرسال وفجر الجرود وتطهيرها من الاحتلال الإرهابي. وهالنصب بيختصر تضحيات جيش وشعب مقاوم بمحطات كثيرة، وكيف نحنا اليوم بآب، مش آب الانتصار، انما آب الانتصارات على الأخطار يللي بتهدد لبنان وأمنو وسيادتو ووجودو».
واستطرد «اول انتصار قبل 12 سنة انكتب بعد 33 يوماً من العنجهية والهمجية الإسرائيلية. لا تركت حجر على حجر وحاولت أن تبيد البشر، يومها قال راعي هالاحتفال فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة جوهرية: «لن تكتب الغلبة لإسرائيل بعد حرب تموز. وهيك صار».
وقال روكز «بآب 2006 فرض لبنان توازن الرعب بوجه ما كان يسمى بالقبة الحديدية، وبآب 2017 كان اول مين هزم المشروع الارهابي، وطهّر حدودو على رغم تواضع إمكانياتو العسكرية، وكان القرار السياسي حاسم وأكيد».
أضاف «بالشهادة والنفس اللبناني المقاوم، انكتبت كل هالإنجازات. اليوم وقف المدفع صحيح بس الخطر دايما بيبقى موجود، ولهيك نحنا اليوم امام مسؤولية وطنية كبيرة، كرمال كل شهيد غاب بالجسد من بيناتنا، وكرمال كل لبناني رافض يتنازل عن هويتو وكرامتو بوجودو بوطنو. هالمسؤولية بتحتم علينا حماية كل الإنجازات وصونها حفاظاً على السيادة اللبنانية».
ورأى أن حماية كل الإنجازات والانتصارات «تتطلّب منا كشعب وعي كامل وجهوزية دايمة. ما بدنا نكون واهمين انو العدو الإسرائيلي رح ينكفئ، أساساً نحنا اليوم عم نعيش أبشع فصول عدوانو بسياق عملو لفرض دولتو العنصرية، محاولة تهويد مدينة السلام العالمية من خلال الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومحاولة فرض صفقة العصر لتصفية القضية الفلسطينية، بوقت العالم العربي مشتت، بجزء منو عم بيعيش من سنين حرب دامية ومدمرة بوجه الإرهاب، وبجزئه الآخر خرج عن ميثاق جامعة الدول العربية». وأكد عدم تخلي لبنان عن القضية الفلسطينية.
وقال: «ما بدنا نكون واهمين كمان أنو الأرهاب ما رح يحاول يحرّك خلاياه النايمة… ولذلك لا بد انو يترافق كل الجهد الأمني بالحرب الاستباقية لحماية الانتصار، مع جهد سياسي وطني بيشكل نقطة الارتكاز للمرحلة القادمة، وهون أهمية تشكيل حكومة العهد الأولى، يلي بدا تكون المدماك لانطلاقة عجلة الحياة السياسية بلبنان، ويتفق كل الأطراف أنو تكون الحكومة الجديدة جامعة لكل المكوّنات… ما بتعزل حدن… انطلاقا من نتائج الانتخابات ووفق معيار واحد بيشمل الجميع… لكن أيضاً لا يمكن إلا أنو تحمل هالحكومة عنوان أساسي وربما وحيد، هو بناء الدولة القوية والقادرة… دولة لبنان القوي».
أضاف «ولذلك لا يجوز القبول بتعطيل حكومة، هي اليوم يفترض أن تواجه كل محاولات تعطيل المشاريع الإنمائية والاقتصادية والحياتية… ولا يمكن أن يكون لأي فريق قدرة على تعطيلها، وبكل الحالات التأخير ما بيصيب إلا المواطن بكل تفاصيل معيشتو… ما ممكن تنتظر ولادة الحكومة أي تعليمة من الخارج… أياً كان هالخارج… وتجاربنا السابقة اثبتت أنو ما ولد على حساب المصلحة اللبنانية الاولى، ما انهزم إلا أمام هالمصلحة».
وتابع: «كفانا مقاربة للملف الحكومي من منطلق حصص وزارية… بل لازم تكون المقاربة من منطلق إعادة الحق بالحياة الكريمة للمواطن، من خلال اقتصاد منتج ودولة قادرة وراعية تحفظ حقوق مواطنيها، وجيش وأجهزة أمنية حاضرة عديداً وعتاداً… شهداؤنا لما قدموا حياتن ما وزعوها حصص، ولا تبرعوا بدمن كرمال مناطق… شهداؤنا استشهدوا كرمال كل لبنان… ولبنان الواحد… الموحد… وواجبنا المبدئي والوطني والسياسي أنو نحافظ على هاللبنان».
بعد ذلك تم توزيع دروع تكريمية على كل من: ممثل رئيس الجمهورية، ممثل رئيس مجلس النواب، النائب رعد، ممثل قائد الجيش، ممثل محافظ الجنوب، والمدير العام لمجلس الجنوب.
وفي الختام، أزيح الستار عن النصب التذكاري، ثم أقيم كوكتيل للمناسبة.