روبرت فيسك: الأزمة التركية الأميركية تمثيلية كبيرة
وصف الصحافي البريطاني المخضرم روبرت فيسك، الأزمة التركية الأميركية الأخيرة التي اندلعت بسبب قضية احتجاز القس الأميركي أندرو برونسون في تركيا، بـ«التمثيلية الكبيرة»، مؤكدًا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يهتم على الإطلاق بالقس الأميركي وأن هناك دوافع خفية لإعلانه عقوبات على أنقرة.
وقال فيسك، في مقال نشره في صحيفة «إندبندنت»: «لا أصدق حرفًا واحدًا مما قيل عن الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا، بيد أن اهتمام ترامب بقضية القس الأميركي في هذا التوقيت بالذات يثير علامات استفهام، لكن الدوافع الحقيقية للعقوبات الأميركية على واردات الألومنيوم والحديد التركية تكمن في جرائم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان».
وأضاف: «أردوغان اشتــرى منظومة الدفاع الصاروخية S400 ويرفض الدعم الأميركي لوحــدات حماية الشعب الكردية المتمركزة في سورية، كما سمح للمتشدّدين الإسلاميين بالهرب عبر الحدود التركية السورية، فضلًا عن تهريب العديد من الأسلحة الثقيلة والصواريخ، وهو ما لم يكن لدى واشنطن أي اعتراض عليه لأنها كانت تحاول إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه». وتابع فيسك: «والآن يتحالف أردوغان مع إيران ويدعمها لتلافي العقوبات الأميركية التي أعاد ترامب فرضها مؤخرًا. كما أعلن الرئيس التركي أن بلاده سوف تستمر في استيراد النفط الإيراني، بالتالي أي تهديد من جانب واشنطن لفرض عقوبات إضافية على طهران، سيكون دون النتيجة المرجوة منها». وأكد الصحافي البريطاني أن تحالف تركيا وقطر ليس خارج المعادلة، فبعد أن أعلن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أن بلاده ستضخ استثمارات في السوق التركية بقيمة 15 مليار دولار، بدا واضحًا أن الأزمة مع الولايات المتحدة أعمق مما تبدو عليه.