الإشارات المتعاكسة قرار متهوّر أم حرب نفسية؟
– خلال أيام قليلة صدرت من واشنطن إشارات متعاكسة حول النيات الأميركية تجاه سورية. فمن جهة إشادة بتفاهمات روسية أميركية توّجها كلام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارتياحه للتفاهمات مع الشركاء مخصصاً طهران وواشنطن وأنقرة بالاسم، ومن جهة بعد يوم فقط تحذير من وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف من عدوان أميركي على سورية يسبقه عمل كيماوي مفبرك تستعدّ له جبهة النصرة بالتنسيق مع واشنطن.
– أميركياً الإشارات المتعاكسة تستمرّ، فمن جهة تحذير مفاجئ من عمل كيماوي توجهه واشنطن لسورية بلا مقدمات يعكس نيات التصعيد، ومن جهة مقابلة وقف التمويل المقرّر سابقاً للجماعات المدعومة من واشنطن في سورية يعبر عن نيات التبريد، ومن جهة إعلان تفاهمات بناءة تمت مع موسكو في لقاءات جنيف تعقب تصريحات عن نيات روسية خبيثة في سورية وفقاً للكلام الأميركي.
– القضية في واشنطن كانت ولا تزال هي إيران التي حضر وزير دفاعها إلى دمشق للقول إننا جاهزون لكل مواجهة.
– واشنطن تشعر بفشل العقوبات، خصوصاً في ظل مواقف تركيا وروسيا وباكستان والصين المعلنة بعدم الالتزام بهذه العقوبات من جهة، وبذهاب الاتحاد الأوروبي نحو خطوة رمزية بتحويل مبلغ عشرين مليون دولار لإيران تحدياً لنظام العقوبات.
– في واشنطن أزمة يواجهها الرئيس دونالد ترامب مع ملفات قضائية تتراكم بوجهه.
– العمل المتهور يصبح احتمالاً في اجتماع حالتي الشعور بالفشل بوجه إيران بنظام العقوبات والشعور بالضيق الداخلي. وهنا لا يكون عملاً متهوراً للرئيس وحده، بل للمؤسسة التي تريد فرض وقائع جديدة وتسريع التفاوض على الساخن وصرف الأنظار عن أزمات الداخل.
– الحرب النفسية كهدف للتصعيد والإرباك بالإشارات المتعاكسة يبقى وارداً وربما مرجحاً، لكن الرد في الحالتين سواء كان الهدف عملاً متهوّراً بالتصعيد العدواني أو الحرب النفسية هو بالاستعداد للمواجهة بإشارات واضحة تسقط العدوان إن وقع وتبطل الحرب النفسية بالجهوزية للحرب الحقيقية. وهذا ما تفعله أطراف محور المقاومة ومعها روسيا.
التعليق السياسي