الأنثى الحالمة والعاشقة والمتمرّدة تسكن لوحات الفنانة التشكيلية فريال فياض
حاورتها ـ عبير حمدان
يسكن الحب المجبول بالفرح والتمرّد والثورة بين تفاصيل لوحات الفنانة التشكيلية فريال فياض، ورغم أنها تعتبر نفسها هاوية إلا أنها تمتلك مفاصل الاحتراف، حيث تبرع في تشكيل الروح الكامنة بين خطوط الفكرة التي تنساب على القماش وتحثّ المتلقي على الترحال إلى عمق الرؤيا والتساؤل عن السر المقيم على مشارف الضوء.
ترى فياض أن الحركة الفنية متميّزة في لبنان. وهي التي أقامت أربعة معارض فردية، وشاركت في العديد من المعارض الجماعية والمهرجانات الفنية الممتدة في المناطق اللبنانية كافة، وتؤكد أن الإعلام شريك أساسي في نجاح الفنان لكونه يلعب دوراً فاعلاً لناحية الإضاءة على ما يقدّمه.
وتشير فياض إلى أنها ترسم إحساسها ومن خلال الريشة والالوان تعبّر عن موقف وتبقى للمتلقي ترجمته وفق نظرته إلى اللوحة.
كثيرة هي المشاعر التي تضجّ فيها اللوحة وعن ذلك تقول فياض: «حين بدأت رحلتي مع الرسم كانت في داخلي صرخة وجع وألم وعشق للحياة وشعرت أني أحتاج إلى إيصالها ولم أجد سوى الرسم للتعبير عن مشاعري، وأفرح حين يقرأ المتلقي لوحتي كما أراها، حيث أرى أنه يشاركني فيها. خاصة أن موضوع المرأة يبقى الفكرة الأبرز بين نسيج اللوحة».
الرسم توثيق لحظات معيشة
وتضيف فياض: «الرسم هو توثيق للحظات عشتها، ولمشاعر كثيرة، ويمكن القول للعديد من التناقضات في الذات الإنسانية، أنا أرسم الأثنى العاشقة الحالمة الممزوجة بألوان الشوق والكبرياء والأصالة والعنفوان والقادرة على العطاء والتمرد على واقع معين والانطلاق نحو مساحات شاسعة من الفرح والأمل، وقريباً سيكون لديّ معرض هو عبارة عن اختصار للمعارض السابقة التي أقمتها ضمن هذا الإطار عنوانه «مشاعر». وهذه المشاعر فيها تمسّك بأهداب الحياة والكثير من الخبايا دون الخروج من نطاق المعايير الاجتماعية التي نعيشها».
لكن هل الفكرة هي المقياس لولادة اللوحة، تجيب فياض: «الرسام هو الذي يرسم، أما الفنان فهو الذي يؤلف لوحة كاملة ضمن المقاييس الفنية. من جهتي أجزم أن مشاعري هي التي تتحكم بلوحاتي ولا أنقل صورة، حيث إن لوحاتي تشبهني. وهي جزء من لحظات عشتها وليست مجرد فكرة، كل لوحة أنجزتها تحمل الكثير من الخبايا والأسرار ويبقى التفسير للمتلقي، ذلك أنني لا أفسّر لوحاتي لا بل أحبّ أن أسمع ما يقوله الآخرون بعين الناظر إلى ما أقدّمه، لعله نوع من التواصل بين الفنان والمتلقي. هناك أناس لا تقرأ اللوحة بل تنظر إليها بشكل عام، وفي المقابل هنالك من يقرأ ويتمعّن ويبحث عمّا يكمن بين الخطوط من تفاصيل».
الرسم ملاذ جميل وليس حرفة
وتشير فياض إلى أنها لا تمتهن الرسم، بل ترى فيه ملاذاً جميلاً للتعبير، فتقول: «أفرح حين يحب الناس لوحتي ويطلبونها لتكون جزءاً من مقتنياتهم الفنية، ولكن هناك لوحات أحتفظ بها ولا أعرضها، شخصياً أعتبر نفسي هاوية تعشق الألوان وأترك للريشة أن تعصف عما في داخلي من مشاعر، هدفي إيصال رسالة وأعتقد أنها ستصل».
وفي ما يتصل بالحركة الفنية الناشطة تقول فياض: «الحركة الفنية التشكيلية ناشطة بشكل كبير. وهذا شيء جميل يُضيف لمسة جميلة إلى الساحة الثقافية، ومن الجيد أن نشجّع على تزايد النشاطات الفنية سواء من خلال المعارض والسمبوزيوم، ولكن المؤسف أن هناك فنانين لا تتمّ الإضاءة على أعمالهم كما يجب وأتمنى أن يجدوا طريقهم إلى الناس».
رهبة الإعلام في أول معرض
وعن النقد تقول فياض: «أول معرض لي كان في العام 2008 ولا أنكر الرهبة التي شعرت بها قبيل العرض من تعاطي الصحافة والإعلام مع خطوتي الأولى، ولكن النتيجة أتت جيدة وكان التفاعل مع ما قدّمته مشجعاً مما جعلني أكرر التجربة. من هنا أؤكد أهمية دور الإعلام في مسيرة الفنان التشكيلي، ومن جهتي أصف علاقتي بالإعلام بالممتازة، ذلك لأني أقدّر الجهد الذي يبذله الصحافي أو الناقد حين يشارك الفنان تجربته ويقرأها ويسلط الضوء عليها».
سيطرة الأحمر.. ومسؤولية المواكبة
يسيطر اللون الأحمر على معظم لوحات فياض وعن ذلك تقول: «اللون الأحمر يختصر مختلف المشاعر ويضجّ بالفرح والحب وهو لون أعشقه لذلك ترينه في كل لوحاتي سواء ضمّت الهدوء والسكينة أو الثورة والتمرد والضجيج».
وترى فياض أن الأمل موجود طالما لدينا المقدرة على الإبداع والعطاء، مشيرة إلى أن الناس لم تعد تفتقر إلى الثقافة الفنية المطلوبة لمواكبة الحركة الفنية ضمن إطارها الراقي. ومن هنا تصبح المسؤولية مضاعفة مما يحث الفنانين على تقديم الأفضل بحيث تصبح المنافسة حالة إبداعية جميلة.