بطريركية أنطاكيا تدعو لعقد اجتماع لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية وامتعاض كنسي من تصرّف غير دبلوماسي للسفير الأوكراني
تحدثت مصادر كنسية عن امتعاضها من سلوك غير دبلوماسي للسفير الأوكراني في لبنان، أثناء مشاركته في قداس الأحد السابق في دير البلمند، وتعمّده إثارة قضية انفصال الكنيسة الأوكرانية، وجاء في بيان صدر عن المجمع الأنطاكي المقدّس الذي انعقد في دير البلمند، برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، السبت، أنّ «الكنيسة الأنطاكية تعبّر عن قلقها الكبير من المحاولات الرامية إلى تغيير جغرافية الكنائس الأرثوذكسية من خلال إعادة قراءة التاريخ. وتعتبر أنّ الاحتكام إلى قراءات أحادية للتاريخ، لا يخدم الوحدة الأرثوذكسية بل يساهم في تأجيج التنابذ والشقاق بين أبناء الكنيسة الواحدة».
وتابع البيان أنّ «الكنيسة الأنطاكية ترفض تكريس مبدأ قيام كنائس موازية ضمن الحدود القانونية للبطريركيات والكنائس المستقلة كوسيلة لحلّ الخلافات أو كأمر واقع في العالم الأرثوذكسي».
وأشارت الكنيسة الأنطاكية إلى أنّ «أية مقاربة لمسألة منح الاستقلال الذاتي لكنيسة معيّنة يجب أن تتوافق مع الإكليزيولوجيا علم الكنائس الأرثوذكسية والمبادئ التي تمّ الاتفاق عليها بإجماع الكنائس في السنوات الماضية»، مؤكدة «على ضرورة الاحتكام لمبدأ الإجماع هذا في ما يختصّ بالعمل الأرثوذكسي المشترك والمسائل الخلافية في العالم الأرثوذكسي وذلك كضمانة فعلية لوحدة الكنيسة الأرثوذكسية».
كما حذرت الكنيسة من «مخاطر زجّ العالم الأرثوذكسي في الصراعات السياسية العالمية ومن مساوئ مقاربة الكنيسة الأرثوذكسية على أسس سياسية وعرقية وقومية».
ودعت الكنيسة الأنطاكية البطريرك المسكوني إلى «الدعوة لاجتماع عاجل لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية المستقلة للتداول في التطورات التي يشهدها العالم الأرثوذكسي بشأن مسألة منح الاستقلال الذاتي لكنائس جديدة، والعمل على إيجاد حلول مشتركة لها قبل اتخاذ أيّ قرار نهائي بشأنها».
واحتدمت «الأزمة الكنسية» في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة بعد إعلان البطريركية المسكونية القسطنطينية نيتها منح استقلال ذاتي للكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا، حيث تحظى هذه الكنيسة الآن بذاتية الحكم تحت رعاية بطريركية موسكو.
وقبل أيام بادر بطريرك موسكو وسائر روسيا، كيريل، إلى عقد اجتماع لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية حول الوضع في أوكرانيا، التي تدعم سلطاتها تطلّع «بطريركية كييف» المعلَنة من جانب واحد إلى الاعتراف بها من قبل العالم الأرثوذكسي بصورة رسمية.
وقد لقيت مبادرة البطريرك الروسي دعماً من طرف الكنيستين الأرثوذكسيتين الأنطاكية والبولندية، إضافة إلى وعد البطريرك ثيؤدوروس الثاني، بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، بدعمه للكنيسة الأوكرانية القانونية التابعة لبطريركية موسكو على الساحة الدولية.