في تشكيل الحكومة وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها
تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الجهود المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة، وتلقى في هذا الإطار سلسلة اتصالات أكد خلالها «ضرورة تذليل العقبات التي تحول حتى الآن دون ولادة الحكومة، لا سيما في ضوء المواقف التي صدرت عن الأطراف المعنيين». وشدّد على أن «الظروف الراهنة تفرض الإسراع في تشكيل الحكومة وتقديم المصلحة الوطنية العليا على ما عداها». الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واغترابية وإنمائية. وفي هذا الإطار استقبل الرئيس عون عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة وحاجات منطقة عكار إلى مشاريع إنمائية وبيئية.
والتقى رئيس الجمهورية، بحضور السفير الأرجنتيني ماوريسيو اليسي، وفداً اغترابياً أكاديمياً من الأرجنتين، ضم كتاباً أرجنتينيين ومن دول اميركا اللاتينية برئاسة الدكتور والتر مولر الذي تحدّث باسم الوفد، شاكراً الرئيس عون على الاستقبال، مشيراً الى «عمق العلاقات التي تربط دول اعضاء الوفد بلبنان»، شارحاً «مساهمة اللبنانيين والمتحدرين من اصل لبناني في نهضة الأرجنتين خصوصاً ودول اميركا اللاتينية عموما، على مختلف المستويات لا سيما الثقافية منها».
وقال: «نحن هنا للمشاركة في المؤتمر الثالث للكتاب الأرجنتينيين من اصل لبناني، الذي تنظمه جامعة الروح القدس – الكسليك خلال هذا الأسبوع»، مشيرا الى «بالغ التأثر للعودة الى لبنان كأبناء للبنانيين اضطروا للهجرة الى الخارج بسبب الظروف الأليمة التي مر بها».
ورد الرئيس عون بكلمة رحب فيها بالوفد، وعرض لما قامت بها وزارة الخارجية والمغتربين مؤخراً «في سبيل توطيد العلاقات بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، لا سيما مع الأرجنتين، حيث تم توقيع بروتوكولات تعاون معها، بالإضافة الى البرازيل والباراغواي ودول المركوسور، بهدف إنشاء منطقة تجارة حرة معها»، آملاً ان «يتم تنفيذ ذلك قريباً، اضافة الى تنظيم رحلات لزيارة مختلف دول اميركا اللاتينية وفتح خط جوي لطيران الشرق الاوسط بين بيروت ومدريد للمساعدة على ربط لبنان بابناء هذه الدول من أصل لبناني».
وشدّد رئيس الجمهورية على «أهمية قانون استعادة الجنسية والقانون الانتخابي الجديد الذي تم إقراره والذي أتاح للبنانيين في نحو 40 دولة من دول الانتشار، انتخاب ممثليهم في المجلس النيابي». وأكد «سنقوم بكل ما يجب من أجل تطوير العلاقات المباشرة مع أبناء الانتشار وذلك في مختلف المجالات من سياحية واقتصادية وغيرها».
واستقبل الرئيس عون، بحضور الأمين العام لحزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان والنائب نقولا صحناوي، المهندسين فيكين ترخانيان ورافي ترخانيان اللذين أطلعاه على أول متحف في العالم، بعد متحف يريفان في أرمينيا، والذي أنشآه في مدينة جبيل، ويروي تاريخ الإبادة الأرمنية والتخطيط لها، وما يتضمّنه من تماثيل ووثائق وشهادات حية عن المجازر تعرض وفق أحدث التجهيزات الالكترونية والوسائل السمعية البصرية.
كما قدم الاخوان ترخانيان مجسماً من وحي معروضات المتحف الذي أقيم في منزل استضاف نحو ثلاثة آلاف يتيم أرمني من ضحايا الإبادة.
وتحدث الاخوان ترخانيان عن الأسباب التي دفعتهما الى انشاء المتحف، فاشارا الى ان «تنفيذه تم بدقة فائقة تروي كل الاحداث التي رافقت النكبة وما نتج عنها وما صارت اليه اليوم».
وعبَّر الرئيس عون عن تقديره لما نفّذه المهندسان ترخانيان، منوّها «بالعمل المميز الذي يجسد مرحلة مؤلمة من تاريخ الشعب الأرمني»، معتبراً ان «مثل هذه المبادرات تبقي هذه المحطات حية في الأذهان للذكرى واستخلاص العبر وإبراز المعاناة التي تمر بها الشعوب ومنها الشعب الأرمني».
وفي قصر بعبدا، المونسنيور شفيق أبو زيد، الذي أطلع الرئيس عون على أوضاع الجالية اللبنانية في بريطانيا، اضافة الى ما يقوم به في عمله الاكاديمي في الابحاث الشرقية في جامعة «اكسفورد».
كما عرض المونسنيور ابو زيد لما يحصل في أحراج بلدة مليخ في قضاء جزين من تعديات على محمية جبل الريحان، من خلال إنشاء مقالع وكسارات وممارسات تضر بالبيئة.
وأعطى الرئيس عون توجيهاته الى الجهات المعنية لمعالجة الأمر.