ربطة خبز في بداية أزمتنا في سورية…
ربطة خبز
حيث كنت أقف في طابور على طاقة الفرن الصغيرة…
أطالب بربطة خبز…
كانت رائحة الخبز…
جميلة…
حنونة…
مؤلمة…
محزنة…
مفجعة…
موجعة…
كلما اقترب دوري…
جاء أحدهم ووقف أمامي…
وأعود للوراء…
أفكر كثيراً…
ولا يهدأ قلبي…
لكني مخدَّر بهاتيك الرائحة…
ودمعي فوق خدي…
مسحته برغيف الخبز الناقص…
ورحت أجري…
أستر عورة روحي…
وأعاقب نفسي…
شهوة الرائحة…
سرقت نقودي…
وجعلت كرامتي في الأرض..
صرخ في وجهي عامل الفرن…
ما بيطلعلك غير ربطة…
وحين أخبرته أنها لا تكفي…
منذ ساعات أنتظر على شباككم…
لأؤمن لقمتي لأيام…
أوهم نفسي بأني انسان…
إذا مو عاجبك ضعّفي حالِك شوي…
وانا…
لا زلت حتى اليوم…
آكل الخبز بشراهة…
وأنظر إلى جسدي النحيل…
w
ابتسم ابتسامة رضا…
وأبكي..
حال امرأة…
اكتفت برائحة الشهوة…
واتهمت بالبدانة…
وبكت على كرامة…
أمومتها أكبر منها…
هزار عقول