غصن: لإنشاء سوق عربية مشتركة في مواجهة التكتلات الاقتصادية العملاقة
دعا الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن إلى إنشاء سوق عربية مشتركة في مواجهة «التكتلات الاقتصادية الاقليمية والشركات العملاقة العابرة للقارات».
وقال غصن خلال مشاركته في مؤتمر الاتحاد العربي للغزل والنسيج وصناعة الملابس في القاهرة: «يسعدني أن أشارككم أعمال المؤتمر الثامن للاتحاد العربي لعمال الغزل والنسيج وصناعة الملابس وهي واحدة من أهم القطاعات الإنتاجية التي تشكل ركيزة أساس في بنيان الاقتصاد الوطني وميدانا رحبا لخلق فرص عمل».
أضاف: «لولا الاستجابة للقيود التي فرضتها منظمة التجارة العالمية وسياسات الانفتاح على الأسواق العالمية الحرة واستباحتها وإغراقها بالبضائع المستوردة، لما فقدت هذه الصناعة الكثير من ازدهارها ما وضعها في منافسة شديدة غير متكافئة مع الأسواق العالمية في ظل مناخ غير داعم للإنتاج، ما انعكس سوءا على إنتاجية المصانع العاملة في هذا القطاع الحيوي وبالتالي على القوى العاملة التي باتت عرضة للتعطل عن العمل والبطالة».
وتابع: «إزاء هذا الواقع الذي يعانيه هذا القطاع من مشاكل هيكلية بنيوية سواء ما يتعلق منها بكثافة إنتاج خامات القطن وهي نواة الصناعة النسيجية أو لجهة تحديث الآلات وخطوط التصنيع، وقبلها السياسات الاقتصادية الموجهة لهذه الصناعة والداعمة لها خصوصا لجهة سن التشريعات الحمائية وفرض رسوم إغراق على المنتجات النسيجية في الأسواق العربية ومكافحة التهريب والتهرب من الضرائب والرسوم الجمركية واعتماد مبادرات متطورة تنقلنا من النمطية التقليدية في مواجهة التحديات إلى المبادرة في تطوير وسائل الإنتاج وتدريب وتأهيل المهارات وتحفيز الإبداع والاستفادة من الإمكانات العلمية والمهنية والطبيعية ووضع دراسات متكاملة حول أهم مشاكل هذا القطاع وإيجاد الحلول العلمية واتخاذ الإجراءات الضرورية للنهوض بصناعة الغزل والنسيج وذلك في إطار مشروع قومي يعتمد روزنامة زمنية محددة يجري تطبيقها على أرض الواقع، ما ينعش هذا القطاع الحيوي ويسهم في رفع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص العمل لآلاف الشبان العرب».
ورأى «أن التحديات الاقتصادية التي يواجهها الوطن العربي ونشوء التكتلات الاقتصادية الاقليمية والشركات العملاقة العابرة للقارات، باتت تدعونا بإلحاح إلى قيام سوق عربية مشتركة، رائدة وتكاملية بين الأقطار العربية لمواجهة المنافسة الشرسة للبضائع المستوردة وإغراق الأسواق العربية بالمنتجات الأجنبية وفي مقدمها الاقمشة والملابس الجاهزة التي باتت تهدد ديمومة صناعة الغزل والنسيج والملابس ومطالبة الحكومات العربية بوجوب تبني سياسات وإجراءات تحفيزية من شأنها تشجيع هذه الصناعات الوطنية وتنميتها ودعم قدراتها التنافسية كي لا يغدو الوطن العربي سوقا استهلاكية للسلع الأجنبية المستوردة».
ولفت إلى «أن المتغيرات الاقتصادية الناتجة عن العولمة التي فرضتها المنظومة الإمبريالية الرأسمالية، التي تهدف إلى الهيمنة على الدول النامية واسترهان قرارها السياسي بالتبعية الاقتصادية لمنظمة التجارة العالمية وقروض صندوق النقد والبنك الدولي، باتت تشكل تهديدا مباشرا لحقوق الطبقة العاملة والاستقرار الاجتماعي ما يستوجب الحركة النقابية رص الصفوف والنضال للحفاظ على حقوق العمال والدفاع عن مكاسبهم المشروعة والحفاظ على السلم الاجتماعي».
وشدد على «أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يتطلع إلى الدور الريادي للاتحاد العربي للغزل والنسيج في استنهاض هذا القطاع المحوري والحيوي في نمو الاقتصاد الوطني، لا بل في أسس التنمية الاجتماعية. وليكن شعار هذا المؤتمر «ويل لامة تلبس مما لا تنتج».
وأكد وجوب «إشراك نقاباتكم في وضع الخطط الاقتصادية من أجل المساهمة في تطور وازدهار صناعة الغزل والنسيج والمطالبة في سن التشريعات اللازمة لحماية هذه الصناعة الوطنية والقومية بما يؤمن الديمومة والاستقرار للعاملين في هذا المرفق الحيوي، وهو أمر لا يتحقق إلا في إطار حركة نقابية ديمقراطية حرة وموحدة تناضل كتفا إلى كتف من أجل الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة وحماية مكاسبها وتامين مصالحها وممارسة دورها النقابي محصنة بمعايير العمل اللائق ومبادئ منظمتي العمل العربية والدولية وفي مقدمها الحقوق والحريات النقابية».
ولفت إلى «أن المطالبة بتيسير تنقل الأيدي العاملة العربية بين أقطارها وحماية حقوق العمال المهاجرين يؤمن حاجة الدول العربية إلى عمال مهرة ويحد من ارتفاع معدلات البطالة التي باتت تشكل تهديدا مباشر للاستقرار الأمني والسلم الأهلي وتدفع إلى التطرف والإرهاب الذي يهدد الأمن والسلم في كافة دولنا العربية».
في سياق آخر، عبر غصن عن «إدانتنا الشديدة للجريمة الإرهابية النكراء التي استهدفت الآمنين الأبرياء من أبناء مصر في مدينة المنية في جمهورية مصر العربية، معربين باسم العمال العرب عن دعمنا ومساندتنا لمصر في حربها ضد التطرف والإرهاب. هذا الإرهاب الخبيث الذي يتفشى في بلداننا العربية بنتيجة البطالة والعوز والفقر والإقصاء والتهميش التي يتولد الكراهية والحقد والتطرف والذي يوازي الإرهاب الإسرائيلي الغاصب لفلسطين والذي يمعن بقتل واعتقال وإذلال الشعب الفلسطيني ومحاصرته وطرده من بلداته لبناء المستوطنات للمهجرين وتهويد فلسطين وإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيون وطمس هويتها العربية وتهجير أهلها وتمرير صفقة القرن التي تسعى إدارة الولايات المتحدة الأميركية إلى تنفيذها بدءا من نقل سفارتها إلى القدس المحتلة و تايد قانون الكنيست العنصري وقطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية والتنكر لقرار الأمم المتحدة 149 الذي يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة والعودة إلى دياره» .
و»انتصارا للقضية الفلسطينية ودعما لكفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة للعدو الصهيوني ورفضه القاطع لصفقة القرن والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب»، دعا غصن «كافة الاتحادات العربية والاتحادات الصديقة في دول العالم للإضراب والتضامن مع الشعب الفلسطيني يوم التاسع والعشرين من شهر نوفمبر الجاري لمواجهة المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية والوقوف الى جانب الحق المشروع للشعب العربي الفلسطيني بتحرير بلده وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».