مزيد من المواقف المشيدة بتصدّي المقاومة الفلسطينية للاحتلال: العدوان الصهيوني على غزة ترجمة للتطبيع العربي
تواصلت أمس المواقف المندّدة بالعدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة والمشيدة في المقابل، بالرد الموحّد لفصائل المقاومة الفلسطينية على هذا العدوان والذي رأت فيه ترجمة للتطبيع العربي.
نوّاب
وفي هذا السياق، غرّد رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي عبر حسابه على تويتر قائلاً: «تحية لغزة المقاومة التي تلقن العدو الصهيوني درساً يستحقه، ونفخر أن يضاف إلينا لقب جديد هو نوّاب المقاومة في فلسطين».
ونوّه النائب جهاد الصمد، في بيان، «بصمود المقاومين الأبطال بقطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي الهمجي، الذي يستهدف المدنيين والآمنين»، مشيراً إلى أنّ «المقاومين يرسمون بصدورهم وزنودهم وقبضاتهم وصمودهم الأسطوري ملاحم بطولية، ويفرضون على العدو قواعد اشتباك جديدة وفق شروطهم، ويكرسون معادلة ردع جديدة ستجعل الصهاينة يفكرون ألف مرة مستقبلاً قبل إقدامهم على أي عدوان جديد».
ورأى أنه «بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في لبنان في تموز عام 2006، يرسم معسكر المقاومة في المنطقة، وهذه المرة من غزة العزة، صورة جديدة لمستقبل الشرق الأوسط، تستند بشكل رئيسي على خيار المقاومة في وجه المشروع الصهيوني وحلفائه في المنطقة، وفي حق الفلسطينيين الطبيعي والشرعي والقانوني في الدفاع عن أرضهم واستردادها، ورد على صفقة القرن وكل صفقات التخاذل والتطبيع والاستسلام مع العدو«.
بدوره، وجه الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد التحية إلى «شهداء قطاع غزة الميامين، وإلى أبطال المقاومة والمنتفضين والصامدين في القطاع وفي القدس والضفة الغربية وكل فلسطين». وأشاد «بتنامي قدرات المقاومة التي تواجه الغارات والاعتداءات الصهيونية بكل شجاعة، وتلحق الخسائر بجيش العدو ومستوطناته، وتجعله يفكر ألف مرة قبل الإقدام على توسيع عدوانه». كما أشاد «بتلاحم فصائل المقاومة وبإنشائها غرفة العمليات المشتركة».
واعتبر سعد أنّ «التصعيد العدواني الصهيوني بواسطة العملية الأمنية التي أفشلتها يقظة المقاومة، ومن خلال عمليات القصف وغارات الطيران، إنما يستمد زخمه من الدعم الأميركي الكامل للعدوانية الصهيونية، كما يستفيد من تقدم مسيرة التطبيع بين الكيان الصهيوني والأنظمة العربية الرجعية التابعة للهيمنة الأميركية».
وأكد أنّ «المواجهة البطولية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في غزة تشكل صفعة لأنظمة التطبيع والتفريط العربية، كما تشير إلى قدرة الشعب الفلسطيني على إسقاط صفقة القرن الخيانية».
وشدّد على «أهمية توفير كل أشكال الدعم والاحتضان للمقاومة في غزة وكل فلسطين»، ودعا إلى «وحدة صفوف تيار التحرُّر والمقاومة في العالم العربي على طريق تحقيق الانتصار على المخطط الاستعماري الصهيوني الرجعي الذي يستهدف فلسطين، كما يستهدف كل الأقطار العربية».
أحزاب وفاعليات
كما دان الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح العدوان الصهيوني على قطاع غزة. واعتبر في بيان أنّ هذا العدوان «يأتي في ظل المناورات العسكرية التي تجريها عدد من الدول العربية في مصر على بعد أمتار من قطاع غزة تحت مسميات وأهداف تصب في خدمة المشروع الأميركي في المنطقة بدل أن توجه جهودها ومناوراتها ضد أعداء الأمة الصهاينة، وفي ظل تسارع من قبل بعض زعماء الدول العربية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني استجابة للإملاءات الأميركية وتنفيذاً لصفقة القرن».
وأشاد بـ «الرد الفلسطيني الموحّد من قبل جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة، الذي أظهر أن المقاومة لا تزال قوية وقادرة على التصدي لوحشية الكيان الصهيوني وأنها في تطور مستمر، ويشهد على ذلك حجم الخسائر التي أوقعتها صواريخ المقاومة بالعدو الصهيوني ودقة هذه الهجمات، التي أثبتت فشل القبة الحديدية في التصدي لها، وهو ما دفع الكيان الصهيوني للتستر على حجم الخسائر عبر استهداف الإعلام المقاوم محاولاً إسكاته، ويأتي قصف قناة الأقصى في محاولة بائسة للتستر على خسائره ولمنع نشر فيديو العملية النوعية التي استهدفت حافلة الجنود الصهاينة وإنجازات المقاومة».
وأكد أنّ «المقاومة هي الخيار الوحيد الذي يجب أن تتوحد خلفه كل القوى والحركات الحية والجهادية، لأنها لغة التخاطب الوحيدة التي يفهمها العدو والتي عبرها من الممكن أن نحقق الانتصار واستعادة ما سلب بالقوة». ونوّه بـ «الوحدة الميدانية لقوى المقاومة عبر تشكيل غرفة العمليات المشتركة، والتي تمثل قوة إضافية للمقاومة على الأرض».
وإذ دان العدوان الصهيوني والقصف الوحشي على قطاع غزة، حيا صالح مجاهدي المقاومة الذين يواجهون الصهاينة ببطولة وبسالة، متوجهاً بالتحية والإجلال والإكبار إلى أرواح الشهداء وإلى الجرحى.
ودعا «جميع أحرار الأمة والعالم والأحزاب والمؤتمرات إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يسطر الملاحم البطولية في ظل تآمر بعض الأنظمة العربية المرتمية في الأحضان الأميركية الصهيونية والساعية إلى تصفية القضية الفلسطينية وتمرير صفقة ترامب المزعومة وفي ظل صمت دولي مريب يغطي العدوان ويدعمه.
وأشارت الأحزاب الوطنية والقومية في البقاع إلى أن غزة ترسم الصمود العنيد مقتبسةً تجربة المقاومة اللبنانية. وقالت في بيان، بعد اجتماعٍ طارئ «مجدداً غزّة العزة تصد الغزوة الهمجية الصهيونية وتوحش جيش العدو، باستهداف المدنيين الفلسطينيين الآمنين، وترسم بدم الشهداء والصبر الأسطوري والصمود العنيد قواعد اشتباك جديدة على أرض فلسطين».
وأضافت: «في الوقت الذي يستنسخ العدو الصهيوني في غزة مشاهد العدوان التدميري الذي طال لبنان في الـ 2006 وما قبلها، تقتبس المقاومة الفلسطينية البطلة من التجربة اللبنانية مفاجآتها وزخمها الجهادي في ميدان القتال مكرسة معادلة ردعية راسخة دفعت كبار المحللين والقادة العسكريين اليهود، للاعتراف بأن مستوى الردع الإسرائيلي فقد آثاره، بعد استخدام الكورنيت والتلويح العملي بقاعدة ما بعد عسقلان ومستوطنات غلاف غزة إلى أشدود وبئر السبع وغيرها».
وتابعت: «لقد ثبت للقاصي والداني، للمطبّع والمستتبع، للبائع والشاري على موائد التفاوض، أن حقنا القومي بأرضنا ومقدساتنا وثرواتنا في فلسطين لن يسترد إلا بالطلقة وزخات الصواريخ الرادعة والدم الزكي على مذبح الشهادة. فبئس الأنظمة الراكعة الخانعة وقرون التآمر في صفقة القرن الموؤدة تحت اقدام المجاهدين في مسيرات العودة لكسر الحصار، وسوح القتال، والنصر لفلسطين العربية وشعبها المقاوم. إنها البداية وعداد النصر بدأ يسجل أرقامه التنازلية حتى التحرير الناجز وعودة الحق السليب».
وتوجهت «حركة الناصريين المستقلين- المرابطون» إلى أهل فلسطين والمقاومين على أرض غزة الشامخة برسالة وجدانية، جاء فيها «سلام عليكم من بيروت المرابطة على ثغور الأمة التي ما هانت ولا خانت. السلام والرحمة على أرواح شهداء أبناء فلسطين وكل أمتنا. السلام عليكم يا أهل فلسطين، يا رجال الأرض ونساء البيارات وأطفال البيادر.
وتابعت الرسالة: «فلسطين الحبيبة. سلام عليك يا غزة الشامخة ويا ضفة النار والنور، ويا حيفا ويافا وتل الربيع والكرمل وعسقلان وأشدود والقدس الشريف.
ما أشبه اليوم بالأمس، يا قدس اشهدي اليوم: هناك من يتذكرك ومن يتجاهلك، من يجاهد لتحريرك من الرجس الصهيوني، وهناك من يتملق الصهاينة حفاظاً على ملك أو إمارة. انظري يا قدس إلى من ضيع البوصلة عنك واستهدف المقاومة. انظري يا قدس من يتوسل الأميركي الصهيوني ليتسول حكماً أبعد ما يكون عن حكم الشعب ومصالح الأمة. لا تحرير إلا لأرض فلسطين ولا ثورة إلا من أجل فلسطين وقدسها الشريف. أنه لجهاد نصر أو استشهاد وإنها لثورة حتى النصر».
وأشارت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، في بيان، إلى أن «هذا العدوان الذي ينفذه العدو الصهيوني بدعم مطلق من الولايات المتحدة الأميركية، يؤكد مجدداً بأنه لا يؤمن جانبه ولا يمكن الوثوق به، ولا يترك فرصة للنفاذ والتنصل من أي تفاهم أو اتفاق أو عهود يمكن أن تبرم معه، لذا فإن الرد العملي والطبيعي عليه يتمثل بنبذ الفرقة وبتقديم المصلحة العليا لشعبنا وقضيته عن كل المصالح الفئوية الضيقة، والشروع فوراً بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، لمواجهة العدوان الصهيوني المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة وفي الضفة والقدس، ولمواجهة أيضاً ما يسمى «بصفقة القرن «التي تستهدف الحقوق المشروعة لشعبنا التي كفلتها له القرارات الدولية، والمتمثلة بحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
من ناحيتها، اعتبرت لجنة المتابعة في «اللقاء اليساري العربي»، إنه «إزاء ما يجري اليوم على جزء عزيز من أرض فلسطين، وانطلاقاً من معرفتنا بالمخطط الأميركي الإمبريالي- الصهيوني الجديد الذي كانت أولى خطواته نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وما سمي «قانون القومية» أو قانون «إسرائيل، الدولة القومية للشعب اليهودي» الذي صدر في تموز من العام الحالي، يتوجه اللقاء اليساري العربي إلى كل القوى الوطنية والتقدمية العربية طالباً إليها التحرك السريع، وبكل الوسائل المتاحة، من أجل وقف العدوان، أولاً، ومواجهة كل أشكال التطبيع، ثانياً».
كما توجه «إلى القوى التقدمية والديمقراطية على الصعيد العالمي، وبشكل خاص اللقاء العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية، داعياً إياها إلى تنظيم أوسع حملة شعبية من أجل أبطال غزة، من أجل فلسطين وحق شعبها في الحرية والكرامة، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى الديار التي هجّروا منها وفي إقامة دولتهم الوطنية وعاصمتها القدس».
وختم: «المقاومة هي الحل الوحيد في مواجهة العدوان. فلنتحد ونقاوم وننتصر لغزة».
ودان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان «العدوان الإسرائيلي الهمجي الوحشي الذي يستهدف غزة»، داعياً إلى دعم شعبنا الفلسطيني «لمواجهة العدوان المجرم الذي ترتكبه إسرائيل بحق الفلسطينيين والإنسانية جمعاء».
وأعلن أنّ «إغاثة ودعم صمود شعبنا الفلسطيني في أرضه واجب شرعي».
وحيّا العلامة السيد علي فضل الله «الإرادة القوية التي يظهرها شعبنا الفلسطيني الأبي والشجاع، على الرغم من كل التضحيات التي يبذلها لتثبيت صموده ونيل حقوقه»، وأشاد «بعزم قوى المقاومة وإصرارها على الرد على أي عدوان».
ودعت «جبهة العمل الاسلامي في لبنان» إلى «تحركات شعبية تضامنية مع أهلنا الصامدين في عزة العزة، وإلى الضغط المتواصل من قبل الشعوب العربية والاسلامية والمجتمع الدولي من أجل وقف العدوان الغاشم».
ودانت «حركة التوحيد الإسلامي» الصمت العربي المستمر، ودعت إلى «رفع الحصار المفروض على القطاع بالأقفال العربية الصدئة».
تضامن مع «قناة الأقصى»
من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ في بيان أنّ «دولة الكيان الصهيوني تخشى فعل الكلمة بقدر ما تخشى فعل الرصاصة والصاروخ. وهذا ما يفسر استهدافها لقناة الأقصى الفضائية وللمدنيين ومنازلهم».
وأكد أنّ «استهداف مواقع الإعلام الفلسطينية غرضه الحؤول دون إبراز الحقيقة بالصوت والصورة. وكان سبقه اغتيال العديد من الصحافيين الفلسطينيين عمداً في مسيرات العودة»، معتبراً «أنّ على كل المؤسسات الإعلامية اللبنانية والعربية والإسلامية والصديقة أن تكون صوت الفلسطينيين».
ونظمت «حركة حماس»، وقفة تضامنية مع قناة «الأقصى» الفضائية، في مركز «معروف سعد الثقافي» بمدينة صيدا، على أثر استهداف طائرات الاحتلال «الإسرائيلي» مقرها في قطاع غزة وتدميره بالكامل. وشارك في الوقفة ممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وعدد من الصحافيين والإعلاميين.
وألقيت كلمات لممثلي الأحزاب والوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة في صيدا، أكدت أنّ «استهداف مبنى قناة الأقصى لن يوقف الرسالة».
وتخللت اللقاء كلمة مسجلة من داخل قطاع غزة لمدير قناة «الأقصى» إسلام بدر، حيّا فيها المتضامنين الإعلاميين، مؤكداً أنّ «ضربة الاحتلال لن تزيد القناة، إلاّ ثباتاً في سياساتها الإعلامية».