بوتين من أنقرة: «التيار التركي» أثبت فعالية التعاون في حل القضايا الأكثر تعقيداً أردوغان: علاقاتنا مع روسيا لا تتأثر بضغوط دول أخرى
صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مراسم تدشين القسم البحري من خط أنابيب «التيار التركي»، أمس، «أن مشروع التيار التركي أثبت فعالية التعاون مع تركيا في حل القضايا الأكثر تعقيداً».
وأشار بوتين إلى أنه «يأمل في الحفاظ على وتيرة البناء في وضع الجزء البري من التيار التركي وإطلاق المشروع، حسب الخطة قبل نهاية عام 2019».
وقال بوتين: «أمامنا وضع الجزء البري من التيار التركي. آمل أن يتم تنفيذ هذه الأعمال بالوتيرة المتسارعة نفسها من أجل بدء عمل خط الأنابيب، كما هو مخطط، حتى نهاية عام 2019».
وأمر كل من بوتين وأردوغان خلال المراسم بـ»بدء وضع المرحلة الأخيرة من الجزء البحري من خط أنابيب الغاز التيار التركي».
وأكد بوتين على أن «هدف وصول حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا إلى 100 مليار دولار سوف يتحقق، من دون أدنى شك».
وشكر الرئيس فلاديمير بوتين نظيره التركي على إرادته السياسية وشجاعته في تنفيذ «التيار التركي»، قائلاً: «أعرب عن امتناني لرئيس الجمهورية التركية السيد أردوغان على إرادته السياسية وشجاعته. لماذا؟ لأن مثل هذه المشاريع لم تكن لتنفذ في ظل ظروف المنافسة المتنامية».
وأضاف بوتين «أن مشروع التيار التركي ليس موجّه ضد أحد، وهو يحمل طابعا بناء».
من جهته، صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مراسم تدشين القسم البحري من خط أنابيب «التيار التركي»، أمس، أن «العلاقات بين أنقرة وموسكو لا تتأثر بالضغط من قبل دول ثالثة».
وقال أردوغان: «لم نسترشد يوماً بضغط من قبل دول ثالثة في علاقاتنا الثنائية».
وأشار أردوغان إلى أن «نصف كمية الغاز عبر التيار التركي ستصل إلى أوروبا، ما سيمنحها دفعة جديدة».
وأضاف «علاقاتنا مع روسيا آخذة في الارتفاع، وهو ما يبدو واضحاً في مجال الطاقة. فقد بذلنا مع أصدقائنا الروس الكثير من الجهود لتنفيذ مشروع التيار التركي».
وتابع بالقول: «إنه يملك أهمية تاريخية. إن خط الأنابيب ليس هاماً بالنسبة لنا فحسب، بل لجيراننا أيضاً. إذ نخطط لتزويد أوروبا بنصف الغاز، لذلك ستحصل الدول الأوروبية على دفعة جديدة. وستتمكن تركيا من تلبية الطلب على الغاز في أوروبا بالكامل».
وأشار إلى أن «المشروع معقد ويتصف بأعلى المعايير، من وجهة النظر الفنية». وأكد أن «روسيا بالنسبة لتركيا صديق موثوق ومورد مهم للغاز».
ويتضمّن مشروع «التيار التركي»، بناء أنابيب غاز، تتكون من خطين بطاقة 15.75 مليار متر مكعب لكل منهما. وبني الخط الأول لتصدير الغاز إلى تركيا والثاني إلى دول جنوب وجنوب شرق أوروبا.
ووصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى تركيا، أمس،
وجرى نقل الاحتفال مباشرة على الهواء من وسائل إعلامية روسية وتركية عدة والذي يُقام على المنطقة الساحلية للبحر الأسود.
وانتهت تركيا من بناء المشروع الذي تضمن أنابيب غاز تحت البحر ممتدة من روسيا ستربط الأراضي التركية بأنابيب من الحدود اليونانية لنقل الغاز إلى أوروبا.
الجدير بالذكر أن بوتين وأردوغان يلتقيان للمرة الخامسة هذه السنة.
ويتضمن مشروع خط أنابيب الغاز «التيار التركي» بناء خطين رئيسيين لأنابيب نقل الغاز، تصل طاقة كل منهما إلى 15.75 مليار متر مكعب. الخط الأول مخصص لتوريد الغاز مباشرة إلى السوق التركية، أما الآخر فمخصص لتوريد الغاز عبر الأراضي التركية إلى الدول الأوروبية، وتم تحديد الفترة المخصصة للبناء ضمن الاتفاق الحكومي، والتي تمتد حتى كانون الأول من عام 2019.
ويبدأ الجزء البحري من محطة ضغط الغاز «روسكايا» بالقرب من مدينة أنابا عبر قاع البحر الأسود وحتى السواحل التركية وبعد ذلك، سيتم وضع خط النقل البري حتى الحدود التركية مع الدول المجاورة.
ومن المقرّر بدء إمدادات الغاز عبر «التيار التركي» بحلول شهر كانون الثاني من عام 2020.