نتن ياهو يكذب على الجميع وبقاؤه في الحكومة أمر عمليات أميركي..!
محمد صادق الحسيني
لقد خسر نتن ياهو كل معاركه وهزم شر هزيمة والهاوية وحدها بانتظاره ولو بعد حين…!
نتن ياهو يتدحرج الى خارج المشهد السياسي بخطى متسارعة وهو باقٍ في الحكومة مؤقتاً لدواعٍ أميركية…!
وهو يعرف أن رقبته ورقبة حكومته لا تزال بيد نفتالي بينيت الميليونير الأميركي الجنسية…!
وهو حاول ولا يزال إغداق الوعود على نفتالي لوقف انهيار حكومته كأن يعطيه وزارة الخارجية مثلاً…!
وهو لا يستطيع منحه وزارة الحرب التي يريدها، لأنه لا يملك مثل هذا القرار باعتبار أن الجنرالات المحيطين به لا يقبلون بذلك خوفاً من فقدان السيطرة على الكيان كله…!
وعليه فإن مسير نتن ياهو الى الهاوية في كل الأحوال مع وقف التنفيذ..!
ونتن ياهو يعرف قبل غيره بأنه لو يستقيل بينيت الآن فإن حكومته ستسقط فوراً وإن أبواب السجن ستفتح له كما حصل مع اولمرت بعد حرب تموز..!
والسبب في كل ما يعاني منه هو هزيمته المدوية أمام تكتيك واستراتيجية المقاومة الفلسطينية وحلفائها في محور المقاومة في حرب الكورنيت وصاروخ جهنم وكمين العلم المفاجأة…!
من أجل ذلك كله فإن نتن ياهو كان اليوم يكذب على الجميع عندما أطلق العديد من الأقوال المتناقضة وطقوس الغطرسة المعتادة في عملية مفضوحة بالهروب الى الأمام، وذلك في جلسة الكنيست الإسرائيلي عندما ادعى بـ:
1 – أن سلاح الجو الإسرائيلي قد واصل نشاطاته في الاجواء السورية، حتى بعد إسقاط الطائرة الروسية، وأن طائراته تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية حول ما يجري في الاراضي السورية.
وهذا محض كذب وافتراء، وذلك لأن من يقوم بعمليات الاستطلاع الجوي هي طائرات الاستطلاع التابعة لسلاح البحرية الأميركية من طراز P- 8 A. وقد نفّذت هذه الطائرات آخر رحلة استطلاع الساعة 22,00 من مساء امس 18/11/2018 وذلك بواسطة الطائرة P – 8 A رقم 168859 والتي حلقت على بعد ثمانين كيلومتراً غرب السواحل السورية.
2 – أن معلوماته الاستخبارية تشير الى تراجع حجم شحنات الأسلحة الإيرانية المرحلة لحزب الله بعد إسقاط الطائرة الروسية.
وهذه وجبة تناقض وكذب جديدة، اذ ان نتنياهو ما فتئ يكرر ادعاءاته بان إيران تواصل شحن الأسلحة وتقيم مصانع تطوير الصواريخ، لصالح حزب الله في لبنان، وكان آخر هذه الادعاءات يوم أمس، حول قيام طائرة شحن إيرانية من طراز اليوشن 76، تحمل رمز نداء EP- PUS، قد أقلعت محملة بالسلاح من مطار مدينة روستوف الروسية الى دمشق، حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر أمس.
3 – قوله إنه يملك معلومات أمنية، حول حزب الله وسورية وإيران طبعاً، ولا يريد البوح بها.
وهذا كذب أيضاً لأن ليس بحوزته أية معلومات خارقة للعادة، كالعرض التلفزيوني، عندما ادعى أن أرشيف إيران النووي، وإنما هو يتوهم أن بإمكان جيشه تنفيذ عملية جبانة، كإسقاط طائرة شحن إيرانية ليدّعي أنها كانت تحمل أسلحة لحزب الله، او إرسال إشارات الى إيران بأنه أصبح قادرًا على القيام بتحرّك عسكري ضدها انطلاقاً من سلطنة عمان، حيث أشار في حديثه الى أن الطائرات المتجهة الى «إسرائيل» من آسيا سوف تعبر المجال الجوي لسلطنة عمان.
4 – وأهم ما قاله هو أن لا داعي للقيام بتنفيذ غارات جوية إسرائيلية على اهداف في سورية بسبب تراجع شحنات الأسلحة الإيرانية لحزب الله كما قال إن روسيا ليست قادرة وحدها على إخراج إيران وحلفائها من سورية.
وهذه موجة كذب أخرى وذلك لأن سلاح الجو الإسرائيلي لم يعد قادرًا لا على تنفيذ غارات جوية في الأراضي السورية ولا حتى الاقتراب من الأجواء السورية، بل إن أنظمة الدفاع الجوي السورية المستخدمة حالياً قادرة على تدمير أي طائرة إسرائيلية حتى قبل إقلاعها من أي قاعدة جوية في «إسرائيل».
كما أن موضوع إخراج إيران أو غير إيران من سورية لا ولَم يُطرح من قبل روسيا، إذ إن ذلك ليس من ضمن مهمات القوة الجوفضائية في روسيا، وإنما هو أمر سيادي سوري حصرياً ونتنياهو يعلم علم اليقين أن القيادة الروسية لم ولن تتدخل في هذا الموضوع.
إذن، فإن نتن ياهو يقرّ من حيث لا يشعر بعجز جيشه عن فعل أي شيء في الميدان قد ينقذه من المأزق الذي دخل فيه نتيجة الانتصار المدوي الذي حققته المقاومة الفلسطينية الأسبوع الماضي لذلك يلجأ الى الكذب على الجميع…!
وهو يعرف أن كل ألاعيبه لم تكن لتنقذ حكومته، مؤقتاً، لولا الأمر الأميركي الذي تلقاه مجرم الحرب، نفتالي بينيت الأميركي الجنسية، والذي أُمر بموجبه بعدم الاستقالة من الحكومه منعاً لإسقاطها، وذلك كي تتفرغ الإدارة الأميركية لإدارة أزمة مجرم الحرب الآخر في الرياض، محمد بن سلمان.
باختصار شديد نقول إن المشهد الإقليمي والدولي أمامنا كما يلي:
ضلعان من ضلعَيْ مثلث صفقة القرن يتهاويان
أي نتن ياهو وإبن سلمان
والضلع الثالث أي ترامب يترنّح…
ينتظر صفعة القرن.
هذا هو حكم السنن الكونية
ولعنة اليمن والدم المستباح
تلاحق جميع القتلة والمتهوّرين.
والأهم أن واشنطن كما يبدو تريد بقاء نتن ياهو ضعيفاً في الحكم….
يعني لا تريد انتخابات مبكرة…
فالإدارة الأميركية لا تريد الآن تبديل الخيول في ظل الهزائم…!
ولكن الله غالب على أمره.
بعدنا طيّبين قولوا الله…